المغرب: {دفاع عن السائحتين الاسكندنافيتين يطالب الدولة بتعويض قدره مليون و44 ألف دولار

النيابة العامة تطالب بإعدام المتهمين الرئيسيين الثلاثة

TT

المغرب: {دفاع عن السائحتين الاسكندنافيتين يطالب الدولة بتعويض قدره مليون و44 ألف دولار

استأنفت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، المكلفة قضايا الإرهاب، في مدينة سلا المجاورة للرباط، أمس، محاكمة المتهمين في قتل سائحتين اسكندنافيتين بضواحي مراكش (جنوب المغرب) منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في الجلسة التي تواصلت حتى مساء أمس، بالاستماع إلى مرافعة دفاع الطرف المدني وممثل النيابة العامة.
وطالب دفاع الطرف المدني في مقتل الطالبتين؛ الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاماً) والنرويجية مارين أولاند (28 عاماً)، الدولة بتعويض تبلغ قيمته 10 ملايين درهم (مليوناً و44 ألف دولار)، لذوي الضحيتين.
وقال عبد اللطيف وهبي، محامي الدولة في الملف، في تصريح صحافي على هامش الجلسة، إن الدولة ستردّ على مطلب التعويض الذي اقترحه دفاع الطرف المدني، في الجلسة المقبلة. وكشف التقرير الطبي، الذي أعدّ في القضية، وجود 23 جرحاً بجسد السائحة الدنماركية، وخدوشاً، وبتراً للرأس، بالإضافة إلى جرح خلف العين اليسرى، وقطع جلدي طوله 5 سنتمترات، وجرح في الجبين طوله 5 سنتمترات، وجرح في المنطقة السفلى للأذن اليسرى. وتحدث التقرير عن جرح على مستوى اليد اليسرى لـ«لويزا» وجروح على مستوى الأصابع، والفخذ، والرجل اليمنى، ونزيف على مستوى الأذنين. الأمر الذي يبين حجم الاعتداء الذي طال الضحيتين.
وبشأن السائحة النرويجية مارين أولاند، تحدث التقرير الذي عرض تفاصيله الوكيل العام في الجلسة، عن وجود «7 جروح، وكسرين على مستوى الضلع السابع من القفص الصدري، وتقطيع للعمود الفقري العنقي، وقطع للقصبة الهوائية، وبتر كلي للرأس». ويرتقب أن تكون المحكمة استمعت في الفترة المسائية، لمرافعة ممثل النيابة العامة في القضية، وسط توقعات بأن المحاكمة سيتم إرجاء البتّ النهائي فيها إلى جلسات لاحقة، ستحددها المحكمة عقب انتهاء الجلسة.
واعترف في وقت سابق كل من عبد الصمد الجود (25 عاماً) الذي يعد أمير الخلية، ويونس أوزياد (27 عاماً) أمام المحكمة بذبح الضحيتين. كما اعترف رشيد أفاطي (33 عاماً) بتصوير الجريمة، لينشر التسجيل المروع مؤيدو تنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي. في المقابل، قال مرافقهم أثناء التحضير للجريمة عبد الرحيم خيالي (33 عاماً) إنه تراجع قبل التنفيذ، ويواجه المتهمون الرئيسيون في القضية عقوبة الإعدام. وأنكر المتهمون العشرون الآخرون، خلال جلسات الاستماع إليهم بالمحكمة أي صلة لهم بالجريمة، في الوقت الذي اعترف بعضهم بموالاة تنظيم «داعش»، معبرين عن تأييدهم أفكاراً متطرفة.
من جهتها، طالبت النيابة العامة بإعدام المتهمين الرئيسيين الثلاثة في قضية مقتل السائحتين الإسكندنافيتين، والمؤبد للمتهم الرابع الذي تراجع في آخر المطاف عن المشاركة في الجريمة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».