المغرب: 222 شخصاً توبعوا في قضايا الإرهاب خلال 2018

أكدت أن السنة الماضية لم تسجل أي حالة اختفاء قسري

TT

المغرب: 222 شخصاً توبعوا في قضايا الإرهاب خلال 2018

كشف التقرير السنوي للنيابة العامة المغربية، برسم سنة 2018، أن عدد المتابعين في قضايا الإرهاب بلغ 222 شخصاً، بنسبة بلغت 66 في المائة، من مجموع 337 الذين جرى تقديمهم أمام النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف الخاصة بالنظر في الجرائم الإرهابية.
وسجل التقرير الذي نشرته النيابة العامة بالمغرب في بوابتها الرقمية، مساء أول من أمس، استقراراً على مستوى التهديدات المتعلقة بالجريمة الإرهابية «الخطيرة»؛ حيث إن عدد المشتبه في تورطهم في ارتكاب أفعال إرهابية خلال 2017 بلغ 358 شخصا، بمعدل يفوق المسجل في 2018 بـ21 شخصا.ً
وأكدت النيابة العامة أن نحو نصف المتابعين في قضايا الإرهاب خلال السنة الماضية، واجهوا تهمة «الإشادة بالإرهاب»؛ حيث بلغ عددهم 107 أشخاص، في الوقت الذي واجه 84 متابعاً تهمة «تكوين عصابة إرهابية أو الانتماء إليها»، و24 شخصاً واجهوا تهمة «عدم التبليغ عن الجريمة الإرهابية».
كما تابعت محكمة الإرهاب 19 شخصاً بتهمة حيازة وترويج الأسلحة أو صنعها، في مقابل 18 شخصاً آخرين واجهوا تهمة «تمويل الإرهاب»، و13 اتهموا بـ«الالتحاق أو محاولة الالتحاق بتنظيم إرهابي»، وعدد من التهم الأخرى في حق باقي المتابعين. وشدد التقرير على أنه برغم تعرض المغرب للتهديدات الإرهابية كباقي دول العالم، فإن «المقاربة الوقائية التي تنهجها مختلف المصالح المتدخلة في العملية الأمنية، ولا سيما المكتب المركزي للأبحاث القضائية والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وكذا مصالح الدرك الملكي، جعلت أغلب المخططات الإرهابية والمشروعات التي تستهدف المس الخطير بالنظام العام، لا تتعدى مرحلة التحضير، من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية وتعقب ارتباطاتها الإقليمية والدولية».
وأشارت النيابة العامة في التقرير ذاته، إلى أن سنة 2018 لم تسجل «أي حالة للاختفاء القسري»، وهو الأمر الذي سبق أن أكد وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد، أن المملكة قطعت معه بشكل نهائي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».