سيكون المنتخب المغربي على موعد مع مباراة قمة أمام كوت ديفوار اليوم، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة لبطولة أمم أفريقيا، التي تستضيفها مصر حتى 19 الشهر المقبل، وتشهد أيضاً لقاء آخر ساخناً بين جنوب أفريقيا وناميبيا، فيما تصطدم تونس مع مالي القوية ضمن المجموعة الخامسة.
على ملعب السلام في ضواحي القاهرة، سيكون الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني لمنتخب المغرب، على موعد مع مواجهة فريقه السابق كوت ديفوار، الذي قاده إلى لقب بطولة الأمم الأفريقية في 2015.
ويعد رينار هو المدرب الوحيد حتى الآن الذي تمكن من إحراز اللقب الأفريقي مع منتخبين مختلفين؛ حيث سبق أن قاد زامبيا للفوز في نسخة 2012 التي استضافتها الغابون وغينيا والاستوائية.
وفي اللقاءات السابقة التي جمعت بين المغرب بقيادة رينار وكوت ديفوار، تمكن المدرب الفرنسي من الخروج متفوقاً على الفريق الذي يدربه في النسخة الحالية إبراهيم كمارا، إذ فاز عليهم 1 - صفر في دور المجموعات لنسخة 2017، التي شهدت خروج كوت ديفوار من الدور الأول، وأيضاً 2 - صفر في التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.
وأشار رينار أمس بعد تدريب فريقه الأخير، إلى أن مهاجمه خالد بوطيب سيغيب عن مباراة اليوم للإصابة. وقال في مؤتمر صحافي: «مباراة كوت ديفوار لا تعدو كونها مباراة ضمن دور المجموعات. أعتقد أن هدف المنتخبين هو الذهاب أبعد بكثير في البطولة».
وأضاف: «نريد التأهل للدور الثاني. بالتأكيد من الجيد إنهاء الدور في صدارة المجموعة، لكن إذا لم يحدث ذلك، وهو أمر متوقع في مواجهات أفريقية من مستوى مرتفع كهذه، فالعبور للدور الثاني سيكون جيداً».
وعن معرفته بمنتخب كوت ديفوار أوضح: «إذا كان لدي سر سأضعه موضع التنفيذ، لكن كل مباراة ضد كوت ديفوار صعبة، وسأكون سعيداً بتأهل المنتخبين». وإذا كان بوطيب سيغيب للإصابة، فإن منتخب المغرب تلقى أنباء جيدة عن تعافي يونس بلهندة من إصابة أبعدته عن المباراة الأولى.
وأوضح المدرب الفرنسي: «من المؤسف دائماً عدم التمتع بكل اللاعبين؛ لكن يجب التأقلم مع ذلك. نتمنى أن تتبقى لنا مباريات كثيرة، ونحتاج إلى الجميع، ولا يمكن أن نكتفي برأس حربة وحيد».
وقال بلهندة: «مباراتنا أمام كوت ديفوار ستكون صعبة، ونتوقع معركة في وسط الملعب. لا يجب منحهم مساحات كبيرة؛ لأنهم خطيرون في المرتدات السريعة».
وكان رينار قد اشتكى من حرارة الطقس في الجولة الأولى، وعدم منح اللاعبين فترة استراحة لشرب المياه والسوائل خلال الشوطين، كما كان مقرراً مسبقاً. ويتوقع أن تكون الحرارة في مباراة اليوم ربما أعلى من الجولة الأولى؛ حيث أعلنت مصر أنها تمر بموجة ساخنة تستمر لبضعة أيام. وحول أداء لاعب أياكس أمستردام حكيم زياش، الذي اتسم بالفردية في اللقاء الأول، قال رينار: «مثل كل الفريق، اللاعب يقدم أداء تصاعدياً، المثابرة والصبر مطلوبان، يجب الاستمرار والإصرار حتى نجني الثمار في النهاية».
وأكد كمارا، مدرب كوت ديفوار، على أنه يترقب التفوق على أستاذه رينار، عندما يواجهه المنتخب المغربي اليوم في استاد السلام.
وقال كمارا: «سبق أن عملت مع رينار عندما كان مدرباً لكوت ديفوار، وأنا سعيد بمواجهته. إنه لقاء بين التلميذ والأستاذ، كلانا يريد الفوز من أجل صدارة المجموعة والتأهل للدور الثاني».
وواصل: «ليس هدفنا مباراة المغرب فقط؛ بل العودة للبلاد بالكأس». وأضاف: «المنتخب المغربي قوي دفاعياً وهجومياً، وقادر على تنويع اللعب... إنهم يملكون مدرباً خبيراً في البطولات الكبرى، وأضفى حالة من الاستقرار على منتخب المغرب منذ سنوات». ويعد لقاء المغرب وكوت ديفوار هو الأبرز ضمن المجموعة الحديدية، وما يزيد من أهميته هو فوزهما في الجولة الأولى بالنتيجة ذاتها 1 - صفر، المغرب على ناميبيا بهدف من نيران صديقة، وكوت ديفوار على جنوب أفريقيا.
في المقابل، اعتبر كامارا أن النتيجة التي حققتها كوت ديفوار في المباراة الأولى «كانت أهم من الأداء. كان من المهم ألا نفشل في مباراتنا الأولى».
ويعد المنتخبان أبرز منافسين على صدارة المجموعة، وهو ما سيوفر لصاحب المركز الأول لقاء في الدور المقبل، يتوقع أن يكون أسهل، إذ سيواجه أحد أفضل أربعة منتخبات تحل ثالثة في المجموعات الخمس الأخرى.
وضمن المجموعة الرابعة وعلى ملعب السلام أيضاً، يلتقي منتخبا ناميبيا وجنوب أفريقيا في مباراة تصحيح المسار وتجديد الأمل في التأهل. ويدخل المنتخبان مواجهة اليوم وهما يحملان الهدف ذاته، وتعويض الخسارة الأولى للبقاء ضمن المنافسة على بطاقة مؤهلة إلى دور الـ16.
وستكون المباراة بالنسبة إلى مدرب ناميبيا ريكاردو مانيتي، استعادة لذكرى خسارة قاسية أمام جنوب أفريقيا 1 - 4 تلقاها منتخب بلاده، الذي كان يدافع عن ألوانه كلاعب في أمم أفريقيا 1988.
وقال مانيتي: «الطريقة الأمثل لمحو تلك الذكريات هي الفوز على المنتخب الجنوب أفريقي». وأضاف: «بعد المباراة الأولى كنا محبطين؛ لأننا أوقفنا المغرب لمدة 89 دقيقة، ثم خسرنا بهدف خطأ في مرمانا».
تونس ومالي
وفي المجموعة الخامسة، سيصطدم الفرنسي ألان جيريس مدرب منتخب تونس، مع المنتخب المالي الذي سبق لجريس الإشراف عليه مرتين في البطولة (2012 حين حل ثالثاً، و2017 حين خرج من الدور الأول)، وفي مباراة قد تحسم متصدر المجموعة.
وبدأت تونس مشوراها في كأس الأمم الحالية بتعادل محبط 1 - 1 مع أنغولا، بينما حققت مالي انتصاراً عريضاً على موريتانيا 4 - 1. ووعد جيريس الجماهير التونسية بتقديم عرض قوي أمام مالي. وقال أمس: «التعثر أمام أنغولا لا يعكس مستوانا الحقيقي، سنعمل على إظهار قدراتنا البدنية والذهنية أمام مالي». وكان التعادل في الجولة الافتتاحية قد أصاب الجماهير التونسية بالإحباط، خصوصاً أنها كانت ترى فريقها من المرشحين البارزين للتتويج باللقب، لا سيما بعد النتائج اللافتة التي حققها في المباريات الإعدادية، وكان منها الفوز على منتخب كرواتيا وصيف بطل العالم، ودياً 2 - 1.
لكن جيريس أكد على أنه راجع حساباته وأخطاء المباراة الأولى وقال: «أبلغنا اللاعبين بضرورة رد الاعتبار، وتحقيق نتيجة إيجابية تدعم فرصنا في حسم التأهل لدور 16. يجب أن نستعيد الأداء القوي الذي ظهرنا به في المباريات الودية أمام كرواتيا والعراق. أعرف منتخب مالي جيداً، إنهم يلعبون بشكل رائع، وأظهروا ذلك في مباراتهم أمام موريتانيا؛ لكننا سنعمل كل ما في جهدنا للفوز».
وأكد جيريس عدم تأثره بالانتقادات، وقال: «لا نستطيع إيقاف الانتقادات إلا بالأداء الجيد، إننا نتعرض لذلك، وأصبح جزءاً من حياتنا؛ لكن لا نريد أن يؤثر ذلك بالسلب علينا، فأمامنا مباراة مهمة ومصيرية».
وقال وهبي الخزري نجم تونس: «لم نقدم مباراة جيدة بالجولة الأولى؛ لكن ذلك يحصل دائماً في الجولات الافتتاحية للمسابقات الكبرى؛ حيث تلعب الأعصاب دورها. لم نظهر الإمكانات التي نملكها، ولم نبذل المجهودات المطلوبة؛ لذا كان التعادل نتيجة منطقية». وأضاف: «مباراة مالي لها حسابات مختلفة، وهي القمة الحقيقية لنا بالمجموعة، ونعد بتقديم عرض أفضل وانتزاع الفوز». وقال زميله إلياس سخيري، المحترف في مونبلييه الفرنسي: «ناقشنا الأخطاء التي وقعنا فيها بالمباراة الأولى مع أنغولا، كنا على وعي بحقيقة الأداء في لقاء الافتتاح، والآن أصبحنا مجبرين على تقديم الأفضل أمام مالي القوية». وأضاف: «جميع عناصر المنتخب التونسي جاهزون تماماً للرد في أرض الملعب، لن نعتمد على نتائج المنافسين وسننتزع فرصنا بأيدينا». في المقابل، قدمت مالي عرضاً هجومياً لافتاً في مواجهة موريتانيا، ولا تزال حتى الآن الوحيدة التي سجلت أربعة أهداف في مباراة واحدة.
وأشار محمد مجاسوبا، المدير الفني لمنتخب مالي، إلى أن فريقه سيخوض مواجهة تونس دون أي ضغوط، ووعد بمواصلة تقديم الأداء الهجومي.
وقال مجاسوبا: «مباراة تونس تحمل أهمية كبيرة في مشوارنا نحو التأهل للدور الثاني. نحن نكن لهم الاحترام، ومدربهم سبق وحقق نجاحاً كبيراً مع مالي». وأضاف: «لدينا فريق شاب قدم بداية رائعة، وعلينا أن نحافظ على ذلك فيما هو قادم... أحرزنا المركز الثاني بالبطولة في السبعينات، ونتطلع لإنجاز في هذه البطولة. الفوز الكبير في المباراة الأولى أعطانا مزيداً من الثقة».