مانشستر سيتي وليفربول يشعلان سوق الانتقالات في ظل سعيهما إلى القمة

جميع التوقعات تشير إلى أن المنافسة على لقب الدوري خلال الموسم المقبل ستقتصر على الفريقين

فان دايك لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري الأبطال بعد أن أصبح أغلى مدافع في العالم
فان دايك لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري الأبطال بعد أن أصبح أغلى مدافع في العالم
TT

مانشستر سيتي وليفربول يشعلان سوق الانتقالات في ظل سعيهما إلى القمة

فان دايك لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري الأبطال بعد أن أصبح أغلى مدافع في العالم
فان دايك لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري الأبطال بعد أن أصبح أغلى مدافع في العالم

ما زالت فترة الانتقالات الصيفية الحالية ممتدة لأسابيع أخرى، وهو ما يعني أن هناك فرصة أمام أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لإنفاق مزيد من الأموال على إبرام صفقات جديدة لتدعيم صفوفها. ويتم الحديث الآن بالفعل عن أرقام لا يمكن وصفها بأنها عالية فحسب، ولكنها فلكية في حقيقة الأمر.
وعندما انضم المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك لنادي ليفربول قادماً من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، قيل إن سعر هذه الصفقة سيبدو عادياً في غضون فترة زمنية قصيرة. وقد حدث ذلك الآن بالفعل، لأنه إذا نجح مانشستر سيتي في إقناع هاري ماغواير برفض العرض المقدم من مانشستر يونايتد والانتقال إلى بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن المحتمل أن يطلب ليستر سيتي مقابلاً مادياً يعادل، أو ربما يتجاوز، ما دفعه ليفربول للتعاقد مع فان دايك.
ربما يستحق ماغواير هذا المقابل المادي، باعتباره أفضل مدافع واعد في الجيل الحالي لكرة القدم الإنجليزية، رغم أنه سيتعين عليه القيام بعمل كبير من أجل أن يقدم الأداء نفسه الذي يقدمه فان دايك مع نادي ليفربول في الوقت الحالي. وقد كان ليفربول موفقاً تماما قبل 18 شهرا من الآن، سواء في متابعة المدافع الهولندي الذي التقطه ساوثهامبتون بعد متابعته لبضعة مواسم عندما كان يلعب في اسكوتلندا، أو عندما وافق على دفع مبلغ قياسي للتعاقد مع فان دايك وجعله أغلى مدافع في العالم.
وإذا انتهى الأمر بتعاقد مانشستر سيتي مع ماغواير، فإن ذلك يعني بكل بساطة أن جون ستونز، الذي تعاقد معه النادي قبل ثلاث سنوات مقابل 48 مليون جنيه إسترليني، لا يملك المقومات التي يبحث عنها المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في قلب دفاعه، وهو الأمر الذي يؤكده عدم مشاركة ستونز في كثير من المباريات مع مانشستر سيتي الموسم الماضي.
ورغم أن الكثيرين قالوا إن الأخطاء التي ارتكبها ستونز في مباريات المنتخب الإنجليزي في إطار مباريات دوري الأمم الأوروبية قبل أسبوعين تعود إلى غياب اللاعب عن المشاركة بصفة أساسية في صفوف مانشستر سيتي في النصف الثاني من الموسم الماضي، فمن المؤكد أن هناك بعض الأسباب التي جعلت غوارديولا يبقي ستونز على مقاعد البدلاء من أجل الاعتماد على المدافع المخضرم وصاحب الخبرات الكبيرة فينسنت كومباني، رغم ارتكابه بعض الأخطاء هو الآخر في بعض المباريات.
وقد تصدرت تصريحات المدير الفني الألماني لنادي ليفربول، يورغن كلوب، عناوين الصحف في الآونة الأخيرة التي أكد فيها أنه يتعين على ليفربول أن يواصل الإنفاق خلال الصيف الجاري من أجل إحراز مزيد من التقدم، نظراً لأن الأندية المنافسة لن تقف مكتوفة الأيدي. ومع ذلك رأينا ناديا مثل توتنهام هوتسبير يقدم مستويات رائعة ويحقق نتائج جيدة رغم عدم تعاقده مع أي لاعب الموسم الماضي.
ويعرف كلوب أكثر من أي شخص آخر أنه من الصعب للغاية الدخول في منافسة مالية مع مانشستر سيتي ومع غوارديولا على جذب أبرز المواهب في عالم كرة القدم. ولا يعد ماغواير هو اللاعب الوحيد المرشح للانضمام إلى مانشستر سيتي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إذ تشير التقارير إلى اهتمام سيتي أيضا بالحصول على خدمات نجم خط وسط أتلتيكو مدريد، رودري، بمقابل مادي يصل إلى نحو 60 مليون جنيه إسترليني.
ودعونا نؤكد مرة أخرى على أننا نتحدث هنا عن الفريق الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين، وبعدد قياسي من النقاط في المرة الأولى، وهو ما يعني أن مانشستر سيتي يسعى للوصول إلى حالة الكمال تقريباً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي يعطي انطباعاً بأن أندية مثل تشيلسي وتوتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد سوف تنافس فقط على المركز الثالث أو الرابع على أقصى تقدير مع بداية الموسم الجديد.
وقد كان ليفربول، كما كان الحال مع مانشستر سيتي، يقدم أداء استثنائيا الموسم الماضي، وكان من الممكن أن يفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ويعتلي منصة التتويج للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، لكن، وكما قال كلوب، لا يمكن للفريق أن يقف مكتوف الأيدي في الوقت الذي تقوم فيه الأندية الأخرى بإنفاق أموال طائلة على تدعيم صفوفها. وقد تخلى ليفربول عن خدمات الظهير الأيسر الإسباني ألبرتو مورينو، وهو ما يعني أن النادي سيبحث عن ظهير أيسر في سوق الانتقالات. وتشير تقارير إلى أن لاعب ريال بيتيس الإسباني، جونيور فيربو، قد دخل دائرة اهتمام ليفربول، الذي ربما يوافق على دفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب البالغ من العمر 22 عاما والذي يصل إلى 45 مليون جنيه إسترليني.
قد يرى البعض أن هذا مبلغ فلكي بالنسبة للاعب، لكن يرى آخرون أن هذا المقابل المادي أصبح عادياً في سوق الانتقالات، خاصة أن اللاعب يتميز بصغر سنه. لكن على أي حال لا يتعين على ليفربول أن يشعر بالقلق في هذا المركز، نظراً لأنه يضم بين صفوفه النجم الاسكوتلندي أندي روبرسون، الذي يعد أحد أفضل اللاعبين في العالم في هذا المركز، ولا يزال في الخامسة والعشرين من عمره.
وفي حين يجب أن يشعر جمهور مانشستر يونايتد بالارتياح لأن بعض لاعبي النخبة لا يزالون يرغبون في الانضمام إليهم، فإنهم يجب أن يشعروا بالإحباط لأن فترة الانتقالات الصيفية قد بدأت من دون أن يتوصل النادي إلى حل لمسألة تعيين مدير للكرة. وبالمقارنة بالطريقة المرنة والرائعة التي تسير بها عملية التعاقد مع اللاعبين في كل من مانشستر سيتي وليفربول في الفترة الحالية، تبدو سياسة التعاقد مع لاعبين جدد في مانشستر يونايتد تعاني دائماً من الارتباك وعدم الرؤية، ولا سيما في ظل رغبة عدد من اللاعبين الأساسيين في الرحيل عن «أولد ترافورد» قبل بداية أول موسم كامل للمدير الفني أولي غونار سولسكاير على رأس القيادة الفنية للفريق.
ويعد هذا أحد الأسباب - إلى جانب رحيل النجم البلجيكي أيدن هازارد عن تشيلسي واحتمال رحيل كريستيان إريكسن عن توتنهام هوتسبر - التي تجعل الجميع يتحدث عن منافسة ثنائية في الدوري الإنجليزي الممتاز بين ليفربول ومانشستر سيتي، اللذين كانا يقدمان مستويات بعيدة كل البعد عن باقي الأندية الإنجليزية الموسم الماضي، وتشير كل المؤشرات إلى أن الأمر سيتواصل خلال الموسم المقبل.
قد يكون ما زال أمامنا طريق طويل لكي نصل إلى ما يشبه التنافس الثنائي بين برشلونة وريال مدريد في إسبانيا - الكثير من قوة مانشستر سيتي وليفربول يرتبط بشعبية وشخصية غوارديولا وكلوب في الوقت الحالي - لكن جميع التوقعات تشير بالفعل إلى أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم المقبل ستقتصر على مانشستر سيتي وليفربول. لكن على الأقل يجب أن تكون المنافسة شرسة للغاية وحتى الرمق الأخير كما كان عليه الوضع الموسم الماضي.
ولم يقتصر الأمر على إنهاء الصراع بفارق نقطة واحدة فقط لصالح مانشستر سيتي، لكن الموسم انتهى بفوز ليفربول أيضا بلقب دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي جعل جمهور كل ناد يحسد النادي الآخر على الإنجاز الذي حققه، حيث كان جمهور ليفربول يفضل الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 29 عاماً، في الوقت الذي كان يفضل فيه مانشستر سيتي الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، لكن العكس هو ما حدث على أي حال. وبالتالي، قد يركز مانشستر سيتي على دوري أبطال أوروبا، ويركز ليفربول على الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.