سوق الحفلات المصرية تجتذب المطربين العرب والأجانب

جينيفر لوبيز تحتفل بعيد ميلادها في «العلمين» في9 أغسطس المقبل

حفل غنائي سابق للمطرب عمرو دياب في الساحل الشمالي بمصر
حفل غنائي سابق للمطرب عمرو دياب في الساحل الشمالي بمصر
TT

سوق الحفلات المصرية تجتذب المطربين العرب والأجانب

حفل غنائي سابق للمطرب عمرو دياب في الساحل الشمالي بمصر
حفل غنائي سابق للمطرب عمرو دياب في الساحل الشمالي بمصر

سلطت تصريحات الفنانة اللبنانية ميريام فارس، أخيراً، بمهرجان «موازين» الغنائي في المغرب، الضوء على مستوى سوق الحفلات الغنائية في مصر، فبينما يؤكد متعهدو الحفلات بأن مصر سوق كبيرة وجاذبة للنجوم العرب والأجانب لما تمتلكه من مقومات بشرية وفنية وسياحية، فإن آخرين يرون أن البلاد بحاجة إلى تنظيم المزيد من المهرجانات والحفلات الكبرى في المناطق السياحية لاجتذاب النجوم والمواطنين المحبين للموسيقى، لا سيما بعد قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية في عام 2016.
وكانت فارس قد أشارت في مؤتمرها الصحافي بمهرجان «موازين» إلى أن ارتفاع أجرها هو السبب وراء عدم إحيائها حفلات في مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع الكثير من الفنانين ومنظمي الحفلات لانتقادها، وتأكيد عدم صحة كلامها بالإشارة إلى أن أبرز نجوم الوطن العربي والعالم يوجدون في حفلات بمصر على مدار العام وليس في موسم أو مهرجان بعينه. قبل أن تعتذر المطربة اللبنانية عن هذه التصريحات وتؤكد أن حديثها فُهم بشكل خاطئ.
أحمد عبيد، الرئيس التنفيذي لشركة «RMC» للتسويق وتنظيم الحفلات، قال لـ«الشرق الأوسط»: «السوق المصرية جاذبة جداً للنجوم العرب والأجانب، لأن الشعب المصري عاشق للفنون والترفيه بنفس قدر عشقه لكرة القدم، ولكنّ هذا لا ينفي أن بعض النجوم العرب أصبحت تواجههم مشكلة في إقامة حفلات بمصر، منذ قرار تعويم الجنية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 لأن نفس سعر النجم الذي يأتي من الخارج تضاعف دون أن تزيد قيمته التسويقية في مصر، فأصبح هناك اختلال في عملية العرض والطلب».
وأوضح عبيد أن أجر النجم يعوضه منظم الحفلات من التذاكر وعقود الرعاية، وبالتالي إذا كان النجم جاذباً للجمهور والرعاة يتم التعاقد معه بأعلى سعر ممكن، وإذا لم يكن جاذباً لا يتم طلبه في مصر لأن منظم الحفل سيتكبد خسائر كبيرة.
وتستعد الفنانة العالمية جينيفر لوبيز لإقامة حفل في مدينة العلمين الساحلية المصرية (شمالي القاهرة) 9 أغسطس (آب) المقبل، تحتفل خلاله بعيد ميلادها الخمسين، ضمن جولة غنائية دولية تحمل اسم « It’s My Party ».
وأكد عبيد أن «نجمة بحجم جينيفر لوبيز التي تغني في مصر 9 أغسطس المقبل، سوف تحصل على أجر كبير مقارنةً بأجور مطربين عرب آخرين، ولأنها اسم كبير وشهير من المتوقع أن يقوم منظم الحفل بتدبير نحو 80% من أجرها عبر عقود الرعاية، بينما يترك أقل من 20% للتذاكر التي يقبل عليها الجمهور لأن أسعارها في متناول الكثير من الناس».
جينيفر لوبيز ليست النجمة العالمية الأولى التي تستضيفها مصر في حفلات كبيرة، فقد سبقها من النجوم العالميين الكثير منهم بيونسيه وشاكيرا وخوليو أجلاسيوس وإنريكي أجلاسيس وياني وريتشارد كلايدرمان وجورج زامفير، كما يحضر أبرز النجوم العرب مثل محمد عبده وحسين الجسمي وماجدة الرومي، يضاف إلى ذلك قائمة النجوم المصريين الذين يحصلون على أعلى الأجور في العالم العربي مثل عمرو دياب وأنغام وشيرين وتامر حسني ومحمد حماقي.
الناقد الموسيقي أحمد السماحي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تظل جاذبة للنجوم العرب حيث يطلَق عليها «هوليود الشرق»، مؤكداً أنه لا يوجد مطرب في العالم العربي إلا وجاء لمصر ليستمتع بنجوميته، فالنجم لا يعرف قدر نجوميته إلا عندما يغني في مصر، لأنها هي التي تمنح البريق والنجومية الساطعة للمطرب، وهذا حدث مع كبار نجوم العالم العربي.
وأوضح السماحي أن «مصر كانت ولا تزال الأم التي تحتضن النجوم العرب، ولم تكن لديها شوفينية، فلا تميز نجومها على غيرهم، وليست لديها عنصرية، ولا تنفر من أي فنان، إلا إذا كان غير موهوب ولا يملك الموهبة والجماهيرية التي تجذب الجمهور».
لكن في الوقت نفسه، طالب السماحي بأن يكون هناك اهتمام أكبر بالمهرجانات الغنائية على غرار المهرجانات السينمائية، منتقداً فكرة اكتفاء مصر بمهرجان الموسيقى العربية، وبجانبه عدد محدود من المهرجانات الصغيرة تقيمها دار الأوبرا المصرية.
وقال: «المناطق الأثرية التي تتميز بخدمات الصوت والضوء إذا أقيمت بها مهرجانات ستكون جاذبة لكبار النجوم والجمهور أيضاً وستحقق أعلى الإيرادات، كما على القطاع الخاص أيضاً أن يبحث عن الاستثمار في المهرجانات الغنائية».
وفي العام الماضي، دعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، رجل الأعمال المصري سميح ساويرس، خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، إلى تنظيم مهرجان جديد للموسيقى في مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر (جنوبي شرق القاهرة) على غرار مهرجان الجونة السينمائي، ولكن لم تُتخذ في هذا الاتجاه أي خطوات حتى الآن، وفق المتابعين.



نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
TT

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})

أكدت المطربة المصرية نوران أبو طالب أنها تحمست كثيراً لفكرة تقديم «ميدلي» من أغاني الأفلام في حفل افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» الذي شاركت فيه بالغناء مع المطربين محمد الشرنوبي وهنا يسري، مؤكدة أنها تتطلع لدخول مجال التمثيل وتقديم أعمال موسيقية في السينما.

وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت كمطربة بإعادة أغنيات معروفة، واختارت أغنية «شبابيك»، كما أن الفنان محمد منير دعاها لتغني معه الأغنية، وأشارت إلى أنها تعمل بشكل مستقل مع فرقتها بعدما رفضت احتكار بعض شركات الإنتاج، وتجمع نوران بين الغناء وتأليف وتلحين بعض أغنياتها، وتؤكد أنها لا تسعى لتقليد نجوم الأغنية العربية.

نوران والفنان محمد الشرنوبي في حفل افتتاح مهرجان الجونة ({الشرق الأوسط})

وتقول عن حفل افتتاح مهرجان الجونة: «تحمست له لأنني من محبي أغاني الأفلام وتترات المسلسلات التي تظل في وجدان الناس رغم مرور السنوات، كما أن المُلحن ماهر الملاخ أعدّ الموسيقى بشكل لطيف، وقدمنا عرضاً موسيقياً متكاملاً مع الراقصين؛ لمحاكاة المشاهد الدرامية التي تخللت الغناء».

وتلفت نوران إلى أن أول أغنية خاصة بها كانت «تتر» مسلسل «علامة استفهام» الذي عُرض في رمضان 2019، وقامت هي بوضع ألحانها مع الموسيقي سامر جورج، كما غنت تتر مسلسلين آخرين هما «بيت فرح» و«كل يوم».

تكتب وتلحن بعض أغنياتها لكنها لاتحتكر موهبتها ({الشرق الأوسط})

وتؤكد المطربة الشابة أن «الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي، بتأثير والدتي الدكتورة نسرين رشدي عميدة معهد الكونسرفتوار حالياً، ووالدي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق»، وتضيف: «أراد والدي أن يوجهني للشعر والموسيقى، وقال لي (جربي أن تلحني أحد الدواوين)، وكان عمري 9 سنوات حيث قمت بتلحين عدة قصائد من ديوان للشاعر سيد حجاب».

ورغم دراستها القانون، فإنها كانت تدرس أيضاً الموسيقى طوال الوقت؛ فدرست آلة العود وتعرفت على موسيقيي الفرق المستقلة، وتقول: «في لحظة شعرت أنني لا بد أن أغني، كان ذلك بتشجيع من موسيقيين كبار مثل الراحل صلاح عرام، وراجح داود ويحيى خليل وفتحي سلامة، كما كانت والدتي تشجعني لكنها لم تتوقع أن أحترفه».

عندما غنت شبابيك مع المطرب محمد منير ({الشرق الأوسط})

بدأت نوران الغناء بإعادة تقديم أغنيات مطربين آخرين ولكن بشكل مختلف، وكانت أول أغنية تقدمها هي «شبابيك» لمحمد منير التي تراها «أغنية حزينة جداً لكن موسيقاها بها قدر من الحماس»، وقد عرفها الجمهور من خلالها ونشرتها على حسابها بـ«فيسبوك»، وسمعها المطرب الكبير محمد منير فدعاها لتشاركه غناءها في حفل عُرض «أونلاين» خلال جائحة «كوفيد 19».

وتشير نوران إلى أن أحدث أغنياتها المصورة التي طرحتها عبر مختلف المواقع الموسيقية «ليلة» هي من كتبت كلماتها، وقبلها قدمت أغنية «في ظروف تانية»، وأنها سجلت 8 أغانٍ تنوي طرحها ضمن ألبوم، خصوصاً بعد نجاح ألبوم أنغام والمطرب «تو ليت» اللذين طرحا أخيراً عبر «السوشيال ميديا»، مما يشجع لعودة فكرة الألبوم مجدداً، وفق قولها.

الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي

نوران أبو طالب

وقدمت نوران حفلات عدة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية ومسارح الجامعة الأميركية، كما غنت قبل أيام في روما خلال حفل المنتدى السنوي لمنظمة «الفاو» كأول مصرية وعربية تقدم أغنية المنتدى، وتقول عن ذلك: «سعدت جداً بهذا الحفل وقدمت خلاله أغنية حماسية للشباب الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم وتضمنت جزءاً بالعربية وآخر بالإنجليزية، وأحدثت صدى أسعدني»، كما أحيت حفلات بالدنمارك والأردن والبحرين، وأكدت أنه «من المهم لكل مغنٍ أن يكون له تواجد على الأرض بين الجمهور».

وكونت المطربة المصرية فرقة موسيقية تضم 5 عازفين، وتوضح أنها «لا تعتبر فرقتها مجرد موسيقيين يصاحبونها بل هم جزء مما تقدمه».

جديدي أغنية «كان لك معايا» وستطرح على جميع المنصات الموسيقية

نوران أبو طالب

وعن خوضها تجربة تلحين بعض أغنياتها تقول: «وجدت نفسي أرغب في خوض هذه التجربة، وقد شجعني عليها موسيقيون لديهم خبرة مثل سامر جورج وهاني بدير ومصطفى سعيد، خصوصاً أن التلحين اختلف عما كان عليه في الماضي، حين كان المطرب يذهب للملحن ويبحث لديه عن أغان جديدة، الآن هناك فنانون يجمعون بين الغناء والتلحين، وفي الفرق المستقلة بعض المطربات يضعن ألحانهن، سواء في مصر أو العالم العربي، لكنني أيضاً أحب التعامل مع ملحنين آخرين».

تؤكد نوران اعتزازها بأنها قدمت أعمالاً تشبهها لكنها قد تتغير في أي وقت؛ لأن الإنسان نفسه يتغير، كما تعتز بأنها لم تسع لتقليد أحد ولم تقدم أي أغنية لإحداث «فرقعة»، مؤكدة: «لدي مشروعي الفني الذي أشعر بالمسؤولية تجاهه، لأنني أتعامل مع تجربتي بشكل مستقل».

وكشفت المطربة المصرية عن طرحها أغاني جديدة من بينها «كان لك معايا» من كلمات مصطفى ناصر وألحان تيام، وستطرحها على كل المنصات الموسيقية، كما تخوض تجربة التمثيل عبر أعمال تختار من بينها، مشددة على «ضرورة عودة العروض المسرحية الموسيقية وكذلك الأفلام الغنائية».