هجوم على سياسات ترمب المتعلقة بالهجرة في أول مناظرة لمنافسيه

إليزابيث وارين تتوسط كلاً من كوري بوكر وبيتو أورورك خلال المناظرة (أ.ف.ب)
إليزابيث وارين تتوسط كلاً من كوري بوكر وبيتو أورورك خلال المناظرة (أ.ف.ب)
TT

هجوم على سياسات ترمب المتعلقة بالهجرة في أول مناظرة لمنافسيه

إليزابيث وارين تتوسط كلاً من كوري بوكر وبيتو أورورك خلال المناظرة (أ.ف.ب)
إليزابيث وارين تتوسط كلاً من كوري بوكر وبيتو أورورك خلال المناظرة (أ.ف.ب)

تنافس عشرة أعضاء من الحزب الديمقراطي الأميركي خلال مناظرة أقيمت أمس (الأربعاء) سعياً إلى الفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020. حيث يسعى نواب الحزب المعارض إلى نيل الفرصة للإطاحة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات.
وضمت المجموعة التي شاركت في المناظرة النائبة إليزابيث وارين، التي تحظى بأعلى نسبة دعم بين المرشحين العشرة، وفقاً لاستطلاعات الرأي.
وهيمنت الهجرة على جانب من المناظرة، إذ شن الديمقراطيون هجوماً شديداً على سياسات ترمب الخاصة بالحدود، في الوقت الذي نُشرت فيه صورة أب من المهاجرين وابنته التي ماتت غرقاً في ريو غراندي على الحدود الأميركية - المكسيكية.
وشارك الجميع الرأي أن سياسة فصل الأسر على الحدود خاطئة.
وانتقد النواب خلال المناظرة ترمب كذلك «لمحاباته الأثرياء في سياساته الاقتصادية»، حسب وصفهم.
أما فيما يخص التعامل مع إيران والاتفاق النووي الإيراني، فقد رأى البعض أن الانسحاب من الاتفاق سمح لإيران بتطوير برنامجها النووي، مما زاد من التهديد الذي تمثله للسلم العالمي، فيما أكد آخرون أن «مهاجمة القوات الأميركية خط أحمر ويستدعي ردا حاسماً».
وكان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر هو المرشح الوحيد الذي لم يرفع يده بالموافقة عندما سئل عما إذا كان سيوقع مرة أخرى على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
أما فيما يتعلق بقضية «الرعاية الصحية»، فقد كان موقف المرشحين منها من أكبر أوجه الاختلاف فيما بينهم.
وفي حين تحدث الديمقراطيون باستمرار طيلة العام الماضي عن معارضة سياسات ترمب الخاصة بالرعاية الصحية، فقد كشفت المناظرة أن الحزب ليس على اتفاق بشأن كيفية المضي قدماً بشأن تلك القضية.
فقد انتقدت النائبة إيمي كلوبشر الرعاية الطبية للجميع، وهي النظام الشامل للرعاية الصحية الذي يتبناه مرشحون مثل وارين والنائب بيرني ساندرز، وقالت كلوبشر: «ما يثير قلقي فحسب هو استبعاد نصف أميركا تقريباً من التأمين الصحي خلال أربع سنوات، وهو ما يقوله بالضبط هذا المشروع».
أما عضو الكونغرس السابق جون ديلاني عن ولاية ماريلاند، فوجه انتقادات لاذعة أيضاً لبعض من رفاقه الديمقراطيين لرغبتهم في التخلص من التأمين الصحي الخاص.
وقال: «أعتقد أنه ينبغي لنا أن نكون الحزب الذي يبقي على ما هو ناجح ويصلح ما به خلل».
كما أجاب المرشحون عن أسئلة تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبينها التوترات في الشرق الأوسط.
وأصر النائب تيم ريان على ضرورة أن تبقى الولايات المتحدة «منخرطة بالكامل» في الشرق الأوسط، في حين ردت عليه تولسي غابارد، قائلة: «هل هذا ما ستخبر به والدي الجنديين اللذين قتلا للتو في أفغانستان؟».
وكان حلف شمال الأطلسي، قد أعلن أمس، مقتل جنديين أميركيين في أفغانستان، في ظل تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة وبين جماعات من المتمردين على رأسهم مقاتلو حركة «طالبان».
ومن المقرر أن يخوض عشرة ديمقراطيين آخرين مناظرة أخرى اليوم (الخميس)، أبرزهم نائب الرئيس السابق جو بايدن، والنائب بيرني ساندرز، الذي يحظى بدعم واسع.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.