إسرائيل تستقبل الرئيس التشيلي بتوبيخ سفيرته في تل أبيب

احتجَّت على مرافقته وزيراً فلسطينياً لزيارة الأقصى

الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين رئيس لدى استقباله رئيس تشيلي سبستيان بينيرا امس (إ.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين رئيس لدى استقباله رئيس تشيلي سبستيان بينيرا امس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تستقبل الرئيس التشيلي بتوبيخ سفيرته في تل أبيب

الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين رئيس لدى استقباله رئيس تشيلي سبستيان بينيرا امس (إ.ب.أ)
الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين رئيس لدى استقباله رئيس تشيلي سبستيان بينيرا امس (إ.ب.أ)

استقبلت القيادة الإسرائيلية السياسية رئيس جمهورية تشيلي، سبستيان بينيرا، أمس الأربعاء، بأجواء متكدرة، فاستدعت وزارة الخارجية، السفيرة التشيلية في تل أبيب، مونيكا جيمينيز، لجلسة جرى خلالها توجيه التوبيخ لها ومجموعة من موظفي السفارة الذين رافقوا الرئيس التشيلي، خلال زيارته للمسجد الأقصى، برفقة وفد عن دائرة الأوقاف الإسلامية والسلطة الفلسطينية.
وحرصت وزارة الخارجية الإسرائيلية على إعلان احتجاجها بشكل صارخ، قبل أن يبدأ الرئيس بينيرا لقاءاته مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقالت في بيان إن «وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ينظر بجدية إلى انتهاك السيادة الإسرائيلية على جبل الهيكل (الاسم العبري الذي يطلقه الإسرائيليون على الحرم القدسي الشريف، ويقصدون به أن الهيكل المقدس لليهود كان مبنياً في موقع قبة الصخرة المشرفة في باحة الأقصى)، لا سيما عندما يتم هذا من خلال الخروج عن التفاهمات الواضحة بشأن برنامج الزيارة. يجب الفصل بين حرية العبادة الكاملة التي تحرص عليها إسرائيل بشكل كامل، أكثر من أي جهة أخرى، وبين الحفاظ ومنع أي انتهاك للسيادة على جبل الهيكل».
وكان الرئيس التشيلي قد حل ضيفاً على السلطة الفلسطينية، أول من أمس، مبلغاً إسرائيل أنه في زيارة شخصية. وحرص على زيارة الأماكن المقدسة للديانات السماوية الثلاث، فبدأ بزيارة حائط المبكى (البراق) المقدس لليهود، وكنيسة المهد والأديرة المسيحية في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، والمسجد الأقصى المبارك، المقدس للمسلمين. وقد رافق الرئيس التشيلي عدد كبير من المسؤولين والوزراء الفلسطينيين، وبينهم وزير شؤون القدس في حكومة فلسطين، فادي الهدمي. وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإن مشاركة الوزير الفلسطيني هذه تعتبر خرقاً لبرنامج الزيارة المتفق عليه. فالدبلوماسيون التشيليون يعرفون أن إسرائيل ترفض أي نشاط لمسؤولي السلطة الفلسطينية في القدس؛ لأنها تعتبرها «بشرقها وغربها عاصمة إسرائيل». ولذلك، أمر الوزير كاتس باستدعاء سفيرة تشيلي في تل أبيب وطاقم من السفارة، لجلسة توبيخ، قبيل لحظات من قدوم الرئيس، سبستيان بينيرا، لديوان الرئاسة الإسرائيلي.
وعندما رحب رفلين بالضيف حرص على الغمز للغضب الإسرائيلي قائلاً، إن «القدس هي عاصمة الشعب اليهودي منذ أيام الملك داود. علاقتنا بالقدس تاريخية، وسيادتنا عليها تحملنا مسؤولية كبرى لحمايتها كمدينة الإيمان والسلام». وقال رفلين إن السلام مع الفلسطينيين هو رغبة جامحة لدى الإسرائيليين، ولكن في غياب الحل يمكن التقدم ولو بخطوات صغيرة إلى الأمام.
وحسب مصادر إسرائيلية، فإن الرئيس التشيلي اعتذر عن دخول الحرم برفقة الوزير الفلسطيني، وقال إنه لم يوجه دعوة إليه لكي يرافقه، ولا يعرف من الذي دعا الوزير إلى هذه الزيارة. واهتم رفلين باستقبال الرئيس التشيلي باستعراض حرس الشرف وطقوس احتفالية مهيبة. وراح يتحدث عن التعاون بين الدولتين وتحسن العلاقات، وعن شراكتهما في عضوية المنتدى الاقتصادي العالمي (OECD).
وأما الرئيس بينيرا فقال إنه سعيد بزيارة إسرائيل للمرة الثانية منذ توليه الرئاسة قبل خمس سنوات، وأكد أنه سيوقع مع نتنياهو عدة معاهدات لتعزيز الصداقة والتعاون في مجالات «السايبر»، والتكنولوجيا الزراعية، والتجارة، وعلم الفضاء. ودعا الرئيس التشيلي إلى تفضيل موضوع السلام على أي شيء آخر. وقال إن القدس المقدسة لجميع الأديان يجب أن تكون مفتوحة لاستقبال أبناء وبنات جميع الأديان.
وبعدها، توجه الرئيس التشيلي إلى مقر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي أقام له مأدبة عشاء، وأجرى معه محادثات مطولة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.