موريتانيا تتهم {أيادي أجنبية} بمحاولة زعزعة استقرارها

TT

موريتانيا تتهم {أيادي أجنبية} بمحاولة زعزعة استقرارها

اتهم وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبد الله، ليلة أول من أمس، أيادي أجنبية بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، وذلك عن طريق إثارة أعمال شغب ونهب، بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي.
وقال ولد عبد الله في مؤتمر صحافي عقده بمقر وزارة الداخلية، وحضرته وكالة الصحافة الألمانية، إن المخطط قد أُحبط، وتمت السيطرة على الأوضاع الأمنية بشكل كامل.
وأضاف الوزير أن أيادي أجنبية تقوم بالتنسيق مع أحد المرشحين - لم يذكر اسمه - بتهييج الشارع لارتكاب أعمال عنف وتخريب، أدت في اليومين الماضيين إلى نهب وتدمير ممتلكات بعض المواطنين الآمنين.
وكشف ولد عبد الله عن اعتقال مائة أجنبي من دول الجوار - لم يذكرها بالاسم - تورطوا في هذه الأعمال. وقال لمرشحي المعارضة الخاسرين في الانتخابات، إن الطريق الوحيد للطعن في نتائج الانتخابات «هي بالطعون القانونية وليس بأعمال العنف».
وتأتي تصريحات الوزير بعد ساعات من قطع خدمة الإنترنت الأرضي عن عموم أرجاء موريتانيا، فيما كانت خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة قد قطعت منذ يومين.
وأعلن المرشح الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، أنه قد تقدم مساء أول من أمس بطعن أمام المجلس الدستوري الموريتاني (المحكمة الدستورية) على نتائج الانتخابات.
تجدر الإشارة إلى أن المرشح الرئاسي المدعوم من الأغلبية الحاكمة محمد ولد الغزواني قد فاز بالانتخابات في جولتها الأولى، بنسبة 52 في المائة؛ لكن مرشحي المعارضة أعلنوا رفضهم لهذه النتيجة؛ حيث قدم مرشح الرئاسة محمد ولد بوبكر طعناً في نتيجة الانتخابات الرئاسية، في ساعة متأخرة أول من أمس، احتجاجاً على فوز مرشح الحزب الحاكم محمد ولد الغزواني بالمنصب.
وقال بوبكر في رسالة نصية لوكالة «رويترز» أمس: «أؤكد أننا قدمنا طعناً للمجلس الدستوري». وأعلنت لجنة الانتخابات في موريتانيا فوز الغزواني بنسبة 52 في المائة من الأصوات، وحصول المرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدي المناهض للعبودية على نسبة 18.58 في المائة، في حين حصل بوبكر، المدعوم من أكبر حزب إسلامي على 17.85 في المائة.
وعبر بوبكر ومرشحون آخرون من المعارضة عن قلقهم من قيام شركة خاصة بطباعة أوراق اقتراع، قيل إنها لصالح الغزواني. واشتكى أيضاً من عدم وجود مراقبين دوليين، بينما قال الاتحاد الأفريقي، الذي يدعو للديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية في القارة، إنه راضٍ عن العملية الانتخابية.
وكانت الانتخابات الموريتانية، حسب عدد من المراقبين المحليين والدوليين، سلمية إلى حد بعيد، وهي أول تصويت لاختيار خليفة لرئيس منتخب ديمقراطياً منذ استقلال البلاد عن فرنسا عام 1960.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».