قاتل عائلة دوابشة يقرر الصمت في المحكمة في مخطط لدفن القضية

TT

قاتل عائلة دوابشة يقرر الصمت في المحكمة في مخطط لدفن القضية

في تكتيك جديد رسمه مع محاميه، قرر المتهم بإحراق عائلة دوابشة حتى الموت، عميرام بن أوليئيل، التزام الصمت، أمس (الأربعاء)، وعدم الإدلاء بإفادته في المحكمة المركزية في اللد، وذلك في مخطط طويل الأمد يرمي إلى إجهاض المحاكمة ودفن القضية.
وابن أوليئيل (24 عاماً)، هو مستوطن معروف بعدائه المتطرف للعرب، وكان قد شارك في الماضي في عمليات اعتداء، وهو من شبيبة التلال التي لا تكتفي بما تقيمه الحكومة الإسرائيلية من مستوطنات، ويشارك في فرض بؤر استيطانية في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وحسب لائحة الاتهام، قام بن أوليئيل، ضمن مجموعة مكونة من أربعة مستوطنين، على الأقل، في 31 يوليو (تموز) من عام 2015 باقتحام قرية دوما جنوبي نابلس، وأحرقوا منزلين فلسطينيين، أحدهما منزل عائلة سعد دوابشة، ما أسفر عن اشتعال النار في أربعة أفراد منهم وهم نيام. وقد التهمت النيران أجسادهم ولم يتمكنوا من النجاة، فأُحرق حتى الموت ثلاثة من أبناء الأسرة وهم: الأب سعد، والأم رهام، والطفل الرضيع علي. ولم ينجُ من المحرقة إلا الطفل أحمد دوابشة، الذي أصيب بحروق بليغة جعلته يتيماً معوقاً إلى الأبد.
وعملياً، وُجّهت إلى المستوطنين تهم ارتكاب ثلاث جرائم قتل، ومحاولة القتل عندما حاولوا إضرام النيران في منزل آخر. ولكن النيابة الإسرائيلية العامة، توصلت في الشهر الماضي إلى صفقة مع أحد المتهمين بتنفيذ الجريمة، تقضي بإسقاط تهمة القتل المتعمد من لائحة الاتهام، وعدم اتهامه بقتل وحرق عائلة دوابشة، والاكتفاء فقط بتهمة التخطيط لحرق بيت في دوما وليس التآمر للقتل، بادّعاء أن الاعترافات جُبيت في التحقيق تحت التعذيب، رغم أن أحد المتهمين قام بإعادة تمثيل الجريمة، والنيابة أعلنت أن بحوزتها أدلة أخرى، بينها أدلة ظرفية، وتفاصيل تشير إلى أن ابن أوليئيل كان شريكاً في جريمة القتل. وكان من المفترض أن يدلي القاتل بشهادته، أمس، ولكن محاميه قال إنه قرر عدم الإدلاء بشهادته، بعد تحذيره من أن ذلك قد يستخدم ضده.
وقد أكد خبراء في القانون أن هذا التصرف جاء ضمن تكتيك جديد يتبعه المتهم ومحاميه لكي يتملص من العدالة ويدخِل النيابة في حالة ضغط تجعلها تتنازل عن اتهامات أخرى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.