رغم أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، أكد في كلمته المتأخرة مساء الثلاثاء على أن هناك توجهاً في مجلسه لخفض معدلات الفائدة الأميركية، فإن إشارته إلى أن هذا القرار لا يزال «غير مبرمج» على لائحة المجلس بشكل نهائي في اجتماع الشهر المقبل، تسببت في تراجع الأسواق المالية والذهب، مع ارتفاع الدولار، وذلك نتيجة ما أصاب المستثمرين من إحباط.
واعتقد كثير من المراقبين والمستثمرين أن «المركزي الأميركي» ربما يخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل؛ ما دفع الدولار للتراجع والذهب للصعود خلال الأسبوع الماضي. لكن التعليقات الصادرة أثناء الليل قلصت تلك التوقعات.
ويوم الثلاثاء، أكد باول على استقلالية «المركزي»، قائلاً إنه «بمنأى عن الضغوط السياسية القصيرة الأجل» ليتصدى لمطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإجراء خفض كبير لأسعار الفائدة. وحذر باول من أن «الصورة قد تغيرت» خلال الشهرين الماضيين جراء ازدياد حالة عدم التيقن بشأن التجارة، وتجدد المخاوف بشأن النمو العالمي.
وقال رئيس «الفيدرالي»، إن «التباينات» المرتبطة بالتجارة العالمية والنمو الاقتصاد العالمي عادت إلى الظهور، وتدفع البنك المركزي إلى التفكير في خفض أسعار الفائدة... لكن السؤال الذي يفرض نفسه عليه وعلى زملائه من أعضاء المجلس يتعلق بما إذا كانت عوامل الغموض الحالية ستظل تؤثر على آفاق الاقتصاد وتتطلب بالتالي تعديل إضافي للسياسة النقدية.
وأضاف: «سنراقب المعلومات القادمة بشأن النظرة المستقبلية للاقتصاد، وسنتصرف بالشكل المناسب للمحافظة على النمو الاقتصادي»، مشيراً إلى أن الكثير من أعضاء لجنة السوق المفتوحة المعنية بإدارة السياسة النقدية في المجلس يرون أن مبررات خفض الفائدة الأميركية تتزايد، لكنهم يرون في الوقت نفسه ضرورة عدم المبالغة في رد الفعل على أي بيانات منفردة أو تقلبات قصيرة المدى في التقييم عند النظر في تعديل السياسة النقدية.
ودفعت تصريحات باول الدولار للارتفاع من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات الأخرى في الجلسة السابقة إلى 95.843. وارتفع المؤشر 0.1 في المائة إلى 96.273، بينما نزلت أسعار الذهب ما يزيد على واحد في المائة أمس، مبتعدة عن ذروة ستة أعوام التي بلغتها في الجلسة السابقة. وبحلول الساعة 0714 بتوقيت غرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 1.1 في المائة إلى 1406.91 دولار للأوقية (الأونصة)، متجهاً صوب تسجيل أول انخفاض في سبع جلسات.
وتراجعت وول ستريت مع الإغلاق يوم الثلاثاء، لكنها فتحت على ارتفاع أمس مدعومة بنتائج أعمال قوية لشركة «ميكرون» لصناعة الرقائق أسهم التكنولوجيا، وكذلك تصريحات إيجابية لوزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين أثارت التفاؤل بشأن إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 51.20 نقطة أو 0.19 في المائة إلى 26599.42 نقطة. وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 8.69 نقطة أو 0.30 في المائة إلى 2926.07 نقطة. وصعد المؤشر ناسداك المجمع 49.21 نقطة أو 0.62 في المائة إلى 7933.93 نقطة.
أوروبياً، تراجعت الأسهم في المعاملات المبكرة أمس بعد انهيار الرهانات على خفض كبير للفائدة الأميركية بمقدار نصف نقطة مئوية. وبحلول الساعة 0706 بتوقيت غرينتش، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة.
وفي آسيا، انخفض المؤشر نيكي القياسي 0.5 في المائة ليغلق عند 21086.59 نقطة، كما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.6 في المائة إلى 1534.34 نقطة.
«الفيدرالي الأميركي» يؤكد استقلاليته... ويربك الأسواق
«الفيدرالي الأميركي» يؤكد استقلاليته... ويربك الأسواق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة