إطلاق سراح حيتان محتجزة في ظروف مأساوية بروسيا

إطلاق سراح حيتان محتجزة في ظروف مأساوية بروسيا
TT

إطلاق سراح حيتان محتجزة في ظروف مأساوية بروسيا

إطلاق سراح حيتان محتجزة في ظروف مأساوية بروسيا

في خطوة أولى تبشر بانتهاء مأساة عاشتها مجموعة من الحيتان ضمن مسابح في «الخليج المتوسط» على ساحل إقليم بريموري في أقصى الشرق الروسي، وصلت إلى قرية نيكولايفسك في خباروفسك سفينة تحمل ثمانية حيتان؛ ستة منها من فصيلة «الحيتان القاتلة»، واثنان من فصيلة الحوت الأبيض، تمهيداً لإطلاق سراحها في بيئتها الطبيعية. وتحولت قضية نحو 100 حوت من الفصيلتين إلى قضية رأي عام على المستوى العالمي، عُرفت باسم قضية «سجن الحيتان»، حين أعلنت منظمة «غرين بيس»، نهاية العام الماضي، عن صفقة تجري التحضيرات لها حول بيع شركة روسية للصين 13 حوتاً من الأنواع المدرجة على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض. وقالت تقارير إن تلك الحيتان تعيش ظروف احتجاز سيئة للغاية، وبعضها يعاني من نقص الغذاء، وكلها محتجزة في مساحات محدودة مثل «السجن».
وأثارت تلك الأنباء اهتمام الرأي العام العالمي. وفي فبراير (شباط) الماضي دعا الممثل ليوناردو دي كابريو، عبر تغريدة على حسابه في «تويتر»، إلى التوقيع على عريضة تطالب بإطلاق سراح الحيتان المحتجزة في أقصى شرق روسيا. وفي 24 فبراير وجهت الفنانة باميلا أندرسون خطاباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تدعوه لإصدار تعليمات بإطلاق سراح الحيتان. حينها عبر الكرملين عن أمله أن تعود الحيتان إلى بيئتها الطبيعية في بحر آخوتسك وبحر اليابان قريباً. وقررت النيابة العامة فتح ملف قضية جنائية بتهمة «الصيد غير الشرعي»، ومعاملة الحيوانات بقسوة، واحتجازها ضمن ظروف غير ملائمة. كما كلف الرئيس الروسي، الحكومة والوزارات المعنية، بمتابعة القضية وحل المسألة نهائياً بحلول نهاية مارس (آذار).
بعد أشهر طويلة في «سجن الحيتان»، بدأت أخيراً المرحلة الأولى من عملية غاية في التعقيد لتحرير أكثر من 100 حوت على مراحل. وأعلن أمس عن نقل دفعة أولى من 8 حيتان، ضمن حاويات ضخمة فيها مياه بحرية، تحملها سيارات شحن، حتى ميناء خباروفسك، ومن هناك قامت بارجة على متنها مسابح خاصة بنقل الحيتان حتى ميناء نيكولايفسك على نهر آمور، الذي يبعد عن خباروفسك نحو 1000 كم، حيث ستخضع الحيتان لمرحلة إعادة تأهيل تمهيداً لإطلاقها في البحر خريف العام الحالي. ويرافق الحيتان في دربها الطويل المعقد نحو الحرية 70 خبيراً، بينهم مدربون وعلماء وأطباء بيطريون يشرفون على صحة هذه الكائنات البحرية. وقام الخبراء بتثبيت أجهزة إرسال خاصة على الحيتان، بغية مراقبة حالتها الصحية وتنقلاتها بعد إطلاق سراحها.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».