إثيوبيا تكشف تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة

نفذتها «ميليشيا مارقة»... وراح ضحيتها العشرات

قوات أمن إثيوبية وسط العاصمة أديس أبابا (أ.ب)
قوات أمن إثيوبية وسط العاصمة أديس أبابا (أ.ب)
TT

إثيوبيا تكشف تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة

قوات أمن إثيوبية وسط العاصمة أديس أبابا (أ.ب)
قوات أمن إثيوبية وسط العاصمة أديس أبابا (أ.ب)

كشفت السلطات الإثيوبية تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في ولاية أمهرة مساء السبت الماضي، وقتل فيها رئيس أركان الجيش الإثيوبي وعدد من المسؤولين.
وقال المتحدث باسم حكومة ولاية أمهرة اليوم (الأربعاء) إن عشرات الأشخاص قتلوا في محاولة الانقلاب، وذلك في أول تقرير رسمي عن وقوع اشتباكات كبيرة وسقوط عدد ضحايا أكبر كثيرا من التقديرات السابقة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث اسماهاغ اسيريس قوله إن «وحدة ميليشيا مارقة هاجمت مقر الشرطة ومكتب الرئيس في الولاية ومقر الحزب الحاكم يوم السبت». وأضاف أن الميليشيا تشكلت من وحدة تم تجنيدها حديثاً من أجهزة أمن الولاية وأنها ناشدت وحدات أخرى الانضمام إليها. وتابع أن الميليشيا حاولت أيضا الاستيلاء على وسائل الإعلام في الولاية لكنها لم تفلح في ذلك.
وكانت وسائل إعلام إثيوبية رسمية أعلنت أول من أمس (الاثنين) أن الشرطة قتلت قائد الأمن في ولاية أمهرة الذي يشتبه بأنه العقل المدبر لمحاولة الاانقلاب.
وكان مكتب رئيس الوزراء آبي أحمد قد أعلن أن قائد الأمن في أمهرة اسامينيو تسيغي هو المشتبه به الرئيسي في محاولة الانقلاب. وبعد بضع ساعات قُتل قائد أركان الجيش سيري ميكونين بأيدي حارسه الشخصي في منزله في أديس أبابا في "هجوم منسق" على ما يبدو.
وفيما يقول المراقبون إنه لم تكن هناك مؤشرات على تخطيط منسق لانقلاب، تسدد هذه الحادثة ضربة مدوية لآبي الذي يقوم بسلسلة إصلاحات تسببت في توترات إثنية وتنافسات سياسية حادة.
وتم الإفراج عن تسيغي العام الماضي بعد قرابة عقد في السجن على خلفية مخطط انقلاب في 2009، بموجب عفو جماعي عن سجناء بدأ خلال فترة رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين واستمر خلال فترة خلفه الإصلاحي آبي.
ويصف محللون تسيغي بأنه قومي متشدد كان يواجه على الأرجح إقالته من منصبه على خلفية مساع لتشكيل ميليشيا وخطابه المطالب باستعادة أراضي في تيغراي المجاورة. وظهر مؤخرا في تسجيل على فيسبوك يدعو المدنيين لتسليح أنفسهم تحضيرا لهجوم.
وأمهرة واحدة من مقاطعات إثيوبيا التسع ذات الحكم الذاتي، وهي موطن ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد الأورومو.
وقادت هاتان المجموعتان العرقيتان عامين من التظاهرات المنددة بالحكومة التي أدت إلى استقالة ديسالين.
وتولى آبي السلطة قبل 15 شهرا ونال إشادة دولية واسعة النطاق بسبب الشروع في إصلاحات سياسية واقتصادية. لكن التغييرات التي أدخلها على الجيش والمخابرات أوجدت له أعداء أقوياء في الداخل.
وتسعى حكومته جاهدة أيضا لاحتواء غضب مجموعة كبيرة من الجماعات العرقية التي تقاتل الحكومة الاتحادية وتتقاتل فيما بينها لاقتناص قدر أكبر من النفوذ والموارد.
وأدى تفجر متكرر للعنف العرقي لتشريد نحو 2.4 مليون شخص، حسبما تقول الأمم المتحدة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.