مصر: بدء إعادة محاكمة الإرهابي هشام عشماوي

الإرهابي المصري هشام عشماوي (أرشيف - أ.ف.ب)
الإرهابي المصري هشام عشماوي (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

مصر: بدء إعادة محاكمة الإرهابي هشام عشماوي

الإرهابي المصري هشام عشماوي (أرشيف - أ.ف.ب)
الإرهابي المصري هشام عشماوي (أرشيف - أ.ف.ب)

بدأت في مصر إعادة محاكمة القيادي الإرهابي المصري هشام عشماوي، الذي تسلّمته السلطات المصرية من الجيش الوطني الليبي نهاية الشهر الماضي، أمام القضاء العسكري بتهم تتعلق بـ«تنفيذ عمليات إرهابية»، وفق وسائل إعلام رسمية.
ونشرت صحيفة «الأهرام» الحكومية عبر موقعها أن «الإرهابي هشام عشماوي تتم محاكمته حالياً».
وأضافت الصحيفة أن عشماوي يُحاكم «على ذمة 5 قضايا سبق الحكم عليه فيها غيابياً، وتتعلق بتنفيذ ودعم عمليات إرهابية أدت إلى استشهاد 54 من رجال الجيش والشرطة والمدنيين».
وعشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية قبل أن يصبح إرهابياً في 2012 اعتقلته قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة.
وكانت محكمة عسكرية مصرية حكمت غيابياً في 2017 على عشماوي بالإعدام بسبب تورطه مع جماعة «أنصار بيت المقدس» في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية - الليبية.
وعشماوي مطلوب للقضاء المصري بتهم تنفيذ «أعمال إرهابية» والانتماء إلى جماعة متطرفة (أنصار بيت المقدس)، وهو يعدّ من أبرز المتّهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في سبتمبر (أيلول) 2013.
وفي 2014 انشقّ عشماوي عن «أنصار بيت المقدس» إثر مبايعة هذه الجماعة لتنظيم داعش.
وحاول عشماوي تأسيس ما أطلق عليه لبعض الوقت في درنة «الجيش المصري الحر»، إلا أن قيادته للمتطرفين المصريين في هذه المدينة الصغيرة الواقعة على بُعد نحو 250 كيلومتراً من الحدود مع مصر، تعرضت لمشكلات داخلية، بسبب قدوم قيادات من المتطرفين المصريين من سوريا والعراق.
وانتهى مسمى «الجيش المصري الحر» قبل عامين وحل محله تنظيم «المرابطون» بقيادة عشماوي، المكنّى بـ«أبو عمر المهاجر».
وتسلمت السلطات المصرية عشماوي من الجيش الوطني الليبي الشهر الماضي، خلال زيارة قام بها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية إلى ليبيا.
وفي أول رد فعل له بعد تسلّم عشماوي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن يتم استرجاع حق كل من مات فداءً للوطن».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.