51 نائباً تونسياً يقدمون طعناً في تنقيحات القانون الانتخابي

«حركة تحيا تونس» تجري مشاورات لإعداد قوائم الانتخابات البرلمانية

TT

51 نائباً تونسياً يقدمون طعناً في تنقيحات القانون الانتخابي

قال أيمن العلوي، النائب عن الجبهة الشعبية المعارضة، إن 51 نائبا من الكتل النيابية الرافضة لتعديل القانون الانتخابي في تونس، تقدموا بالطعن في دستورية هذا القانون لدى الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين، وتضم قائمة معارضي هذا القانون كتل حركة نداء تونس، والكتلة الديمقراطية، وكتلة الولاء للوطن، وكتلة الجبهة الشعبية. علاوة على مجموعة من النواب غير المنتمين للكتل البرلمانية.
وكان البرلمان التونسي قد صادق على مشروع قانون لتعديل القانوني الانتخابي، أثار الكثير من الجدل، وذلك بموافقة 128 نائبا (الأغلبية المطلقة تقتضي الحصول على 109 أصوات)، ومن نتائج هذا التعديل إقصاء رؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء الجمعيات الأهلية من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة في الثلث الأخير من السنة الحالية، بحجة احتمال حصولهم على تمويلات مالية مشبوهة، والاستفادة من عملهم الإعلامي والتطوعي لتعزيز حظوظهم الانتخابية.
في غضون ذلك، قال كريم الهلالي، القيادي في حركة «تحيا تونس»، التي يتزعمها يوسف الشاهد، إن الحزب سيقود مشاورات سياسية ميدانية على المستويين الجهوي والوطني لاختيار قائمات المترشحين للانتخابات البرلمانية، المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك قبل حلول 22 من يوليو (تموز)، المقبل، تاريخ تقديم الترشحات.
وأكد الهلالي في تصريح إعلامي أن الحزب الفتي، الذي عقد مؤتمره التأسيسي نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي، سيتيح للمترشحين مدة أسبوع لتقديم ملف ترشحهم، على أن يقع الحسم النهائي في القائمات الانتخابية مع نهاية الشهر الحالي.
وبشأن أبرز المترشحين، سواء من نواب الكتلة البرلمانية وأعضاء المجلس الوطني، أو من الشخصيات القيادية التي أسهمت في تأسيس الحزب، أوضح الهلالي أن عددا من نواب البرلمان الحالي عبروا عن عدم رغبتهم في الترشح مرة أخرى، مبرزا أنه سيتم الحسم في كل ملف ترشح، وذلك بعد استشارة التنسيقيات المحلية والجهوية، ومن ثم الخروج بقائمات متفق بشأنها، مع مراعاة حضور المرأة والشباب في انتظار دعم تلك الترشيحات بحملة انتخابية ناجحة، على حد تعبيره.
وكان حزب «حركة تحيا تونس» قد وضع مجموعة من المعايير والمقاييس، التي سيعتمدها في اختيار المترشحين، من أهمها المصداقية والإشعاع على المستوى الجهوي، والتجربة والقدرة على إحداث إضافة في العمل البرلماني حتى لا تتكرر أخطاء انتخابات 2014، وفق تصريحات قياديين في هذا الحزب. وفي هذا السياق وعد سليم العزابي، الأمين العام لـ«حركة تحيا تونس»، مناصريه بالظفر بـ120 مقعدا برلمانيا إثر الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية، وبين أن حزبه سيكون قادرا على الحكم بمفرده وضمان أغلبية برلمانية مريحة، تضمن له تنفيذ برنامجه الانتخابي، دونما حاجة لعقد تحالفات سياسية، على حد قوله. في إشارة إلى إمكانية التحالف مع حركة النهضة، التي يتزعمها راشد الغنوشي.
وكانت «الحركة» قد أعلنت خلال بداية هذا الشهر، عن انصهار حزب المبادرة الدستورية، الذي كان يتزعمه كمال مرجان، أحد رموز النظام السابق، ضمن الحزب الجديد، وهو ما سيمكن حزب الشاهد من كسب عدد مهم من أصوات الناخبين المناصرين للنظام السابق.
على صعيد متصل، كشف عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة، أن حزبه يجري في الوقت الحالي لقاءات مع يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الحالية ورئيس» حركة تحيا تونس «للبحث عن شراكة حول الحكم في تونس ما بعد انتخابات 2019.
وأكد الهاروني أن حركة النهضة تجري مفاوضات سياسية كذلك مع شقي حزب النداء، مؤكدا حرصها على عودة الوحدة إلى هذا الحزب، وقال إن قيادات النهضة «لا تفرح عندما ترى مشكلا داخل نداء تونس حول الأحقية بالشرعية»، وهو نفس حال تحالف الجبهة الشعبية اليساري المعارض، الذي يتزعمه حمة الهمامي، والذي يعاني بدوره من مشاكل داخلية، على حد تعبيره.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.