«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يحدد تاريخ عقد مؤتمره العام

TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يحدد تاريخ عقد مؤتمره العام

قرر التيار المناهض للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، المغربي المعارض، عقد المؤتمر العام للحزب أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل. وأُعلن عن موعد المؤتمر من قبل رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار، عقب اجتماع عقد مساء أول من أمس بالدار البيضاء.
وتأتي هذه الخطوة من قبل «تيار المستقبل»، الذي يسعى للإطاحة بحكيم بنشماس، الأمين العام الحالي للحزب، تكريساً للانقسام الذي يعرفه الحزب بين الموالين والمعارضين لبنشماس، وتجاهلاً تاماً للقرارات التأديبية التي أصدرها بنشماس في حق معارضيه، وطعنه في قانونية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وكان بن شماس قد قرر التخلص من معارضيه، الذين قادوا التمرد ضده، وسحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي للحزب من محمد الحموتي. كما جرد 5 أعضاء من عضوية المكتب، بينهم مكوار رئيس اللجنة التحضيرية، وطرد أحمد أخشيشن من المكتب السياسي، وأنهى مهام الأمناء المنسقين الجهويين للحزب، إلا أن كل هذه القرارات لم تثنِ معارضيه الذين انتخبوا مكوار رئيساً للجنة التحضيرية للمؤتمر عن المضي في الإعداد للمؤتمر العام للحزب؛ حيث حددوا له موعداً من 27 إلى 29 سبتمبر المقبل، على الرغم من أن اجتماعات اللجنة، بنظر بنشماس «لا تقوم على أي أساس قانوني، ولا تستند على أي مشروعية تنظيمية أو سياسية».
وكانت المحكمة الابتدائية بمدينة أغادير قد قضت برفض الدعوى والطلب الاستعجالي، الذي تقدم به حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الرامي إلى الإيقاف الفوري ومنع الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية، الذي عقد 15 يونيو (حزيران) الحالي. وعقد الاجتماع بحضور 96 عضواً من الحزب. وعلى إثر ذلك، أصدر بنشماس بياناً يندد فيه «بالتجاوزات والانحرافات المستمرة، التي تطبع مسلكيات بعض الأعضاء الذين يصرون على التمادي في خرق قوانين الحزب، والتمرد على قرارات مؤسساته خارج قواعد الشرعية التنظيمية والسياسية».
واعتبر اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر «انزلاقات تنظيمية غير مسبوقة، وانحرافات تتعارض مع قواعد العمل الحزبي المسؤول والضوابط القانونية والتنظيمية المؤطرة للوظائف الموكولة للمؤسسات الحزبية».
ودعا بن شماس أعضاء الحزب، الذي يوصف بأنه مقرب من السلطة، إلى «الاصطفاف حول مؤسساتهم الحزبية، والانتصار لقواعد الشرعية التنظيمية والسياسية، والانضباط لأخلاقيات العمل الحزبي وقيم النزاهة والالتزام والمسؤولية والتخليق»، كما دعا أعضاء حزبه إلى «الانخراط في دينامية البناء، وإعادة تعريف المسؤولية الحزبية، وما تتطلبه في المرحلة الراهنة من تعبئة فردية وجماعية لتأهيل الحزب على المستويات كافة ليضطلع بمهامه الكبرى، والانكباب على القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمواطنين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.