الليكود الحاكم و«كاحول لافان» المعارض يدرسان إلغاء حل الكنيست

نائب في الليكود: غالبية النواب يتمنون ألا تجري الانتخابات في سبتمبر

TT

الليكود الحاكم و«كاحول لافان» المعارض يدرسان إلغاء حل الكنيست

اعترف مسؤولون في كل من حزب الليكود الحاكم وحزب الجنرالات «كاحول لفان» المعارض، بأنهما يدرسان بجدية إمكانية إلغاء قانون حل الكنيست الـ21، والامتناع عن إعادة الانتخابات القادمة في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل، والتعويض عن ذلك بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع بينهما.
وقالت مصادر في الحزبين إن هناك عدة صيغ للتحالف بينهما، أبرزها إمكانية التناوب على رئاسة الحكومة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس «كحول لفان» بيني غانتس. والعائق أمام هذا الطرح هو تعهد غانتس ورفاقه في حزب الجنرالات بألا يقبلوا نتنياهو رئيسا للوزراء لكونه فاسدا ويواجه لائحة اتهام بثلاثة ملفات فساد دسمة. ولكن طرفا ثالثا طرح أمامهما حلا وسطا على النحو التالي: نتنياهو يكون رئيسا للحكومة في المرحلة الأولى، إلى حين توجه ضده لائحة اتهام بشكل رسمي، فيحل محله غانتس. فإذا خرج بريئا من المحكمة يتولى رئاسة الحكومة فيما تبقى له من المدة. وإن أدين في المحكمة يتولى رئاسة الحكومة في المدة المتبقية الشخص الذي ينتخب رئيسا لليكود من بعده. وقد أكدت مصادر في حزبي الليكود و«كحول لفان» أنهما يدرسان هذه الإمكانية كل على حدة، ولكن وسط تنسيق بينهما، وهما يجريان اتصالات أولية لفحص رد فعل الحلفاء. كما أن خبراء القانون في الطرفين يجريان فحصا للموضوع، ويؤكدون أن إلغاء قانون حل الكنيست الذي صودق عليه بالقراءتين الثانية والثالثة في نهاية الشهر الماضي، يحتاج إلى تأييد 80 عضو كنيست. وللحزبين الأكبرين، يوجد 74 مقعدا فقط، يمكن أن يضاف إليهما 5 مقاعد لحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان. ويتوقع انضمام نواب آخرين من المعارضة اليسارية، مثل الأحزاب العربية أو حزب العمل. وإذا ما تم ذلك تعتبر الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل، لاغية.
وفي أوساط مقربة من نتنياهو، قالت مرشحة الليكود السابقة لمنصب مراقب الدولة، ميخال روزنباوم، إنها أجرت دراسة معمقة للقانون، فوجدت أن إلغاء قانون حل الكنيست وإلغاء الانتخابات، لا يتطلبان سوى تأييد أكثر من نصف أعضاء الكنيست (النصف + 1)، ولا يحتاجان إلى مصادقة ثلثي الأعضاء (80 من أصل 120).
وتبين، من تسريبات جديدة نشرت أمس الاثنين، أن نتنياهو هو صاحب الفكرة الأولى لإلغاء الانتخابات. ففي الآونة الأخيرة أجرى طاقم حملته الانتخابية عدة استطلاعات رأي معمقة دلت على أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، فإن قوته ستتراجع بشكل ملموس ولن يستطيع تشكيل حكومة. إذ بعد أن دخل في صدام مع ليبرمان، منحت الاستطلاعات معسكر اليمين 59 مقعدا فقط وفي بعضها هبط أكثر. وفي هذه الحالة سيمنح رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، التكليف لبيني غانتس ليشكل الحكومة، وقد ينجح في ذلك إذ أن الأحزاب الدينية لم تعد متمسكة به كما في السابق والجمهور لن يسمح أصلا بأن تفشل الجهود والتوجه لانتخابات ثالثة. وعليه فإن تشكيل حكومة برئاسته، حتى مع حزب الجنرالات، سيكون أفضل له من الجلوس في مقاعد المعارضة. لكن هناك من يعارض الفكرة في الحزب، مثل جابي اشكنازي، الذي صرح أمس بأن حزبه لن يقبل بأي شكل أن يجلس في حكومة برئاسة نتنياهو. وعندما سئل إن كان يقبل بأن تكون حكومة مع نتنياهو ولكن برئاسة غانتس، قال: «لا أقبل بأي شراكة معه». ولكنه استدرك قائلا: «فقط في حالة واحدة أقبل، إذا قامت حكومة طوارئ قومية نتيجة لوضع طارئ».
ومن الجهة الأخرى، يجد حزب الجنرالات في مثل هذا الحل فرصة ذهبية له، إذ سيتسلم الحكم بعد عدة شهور وبإمكانه أن يظهر قدراته في تغيير المسار الإسرائيلي، وفق برنامجه السياسي، الذي سيعيد آمال المفاوضات السياسية ويدير سياسة اعتدال في كل المجالات.
واعترف النائب ميكي زوهر، المقرب من نتنياهو، بأنه شارك في هذه المساعي لإلغاء الانتخابات، وقال: «أغلبية النواب في الكنيست يؤيدون الفكرة».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.