«بروتين الضفادع» يحمي البشر من سموم «المد الأحمر»

في دراسة لجامعة كاليفورنيا

بنية بروتين الضفدع الأميركي تجعله كإسفنجة ماصّة لسموم «المد الأحمر»
بنية بروتين الضفدع الأميركي تجعله كإسفنجة ماصّة لسموم «المد الأحمر»
TT

«بروتين الضفادع» يحمي البشر من سموم «المد الأحمر»

بنية بروتين الضفدع الأميركي تجعله كإسفنجة ماصّة لسموم «المد الأحمر»
بنية بروتين الضفدع الأميركي تجعله كإسفنجة ماصّة لسموم «المد الأحمر»

كشفت دراسة جديدة بجامعة كاليفورنيا الأميركية عن أن بروتيناً موجوداً في الضفدع الأميركي قد يستخدم للحماية من مركب «ساكسيتوكسين» السّام الذي ينتج عن ظاهرة «المد الأحمر».
وتحدث ظاهرة «المد الأحمر» بسبب ازدهار مؤذٍ لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات، مما يسبب تغير لون المياه إلى الأحمر بشكل واضح، وبعض هذه العوالق والطّحالب المسببة للظّاهرة تفرز سم «ساكسيتوكسين» الذي يسبب موت الكائنات البحرية، وقد ينتقل للإنسان عند ملامسة المياه أو تناول بعض المحاريات التي تغذت على أحد أنواع العوالق السّامة.
ورغم أنّ هذا السّم ليس اسماً مألوفاً مثل «السيانيد»؛ فإنه أكثر خطورة بكثير، فهو مميت بجرعات أقل بألف مرة من الجرعة المميتة من «السيانيد»، ولأنّه يتراكم في المحار الذي يتغذّى على الطّحالب، فإنه يمكنه أن يشق طريقه في السلسلة الغذائية والهبوط على طاولات العشاء لدينا.
وكان الأمر اللافت للانتباه هو أنّه عند حدوث «المد الأحمر» يكون الضفدع الأميركي الحيوان الوحيد الذي ينجو من الموت بـ«ساكسيتوكسين». ولفتت هذه الظاهرة لأول مرّة انتباه هيرمان سومر من جامعة كاليفورنيا عام 1924، وجاءت الدراسة الجديدة التي نشرتها أول من أمس دورية «Science Advances»، لتقدّم تفسيراً لأسباب حدوث ذلك.
ووصفت الدراسة بدقة البنية الجزيئية لبروتين «ساكسيفيلين» الموجود لدى الضفدع، وأثبتت أنّ بنية هذا البروتين تجعله مقاوماً للتأثيرات السمية العصبية لهذا السم.
و«ساكسيتوكسين» عند تناوله من قبل البشر، يُعطّل إشارات الأعصاب، ويمكن أن يؤدي إلى حالة قاتلة تُعرف باسم «التسمم بالشّلل»، ومن دون عناية طبية فورية، فإنّ العضلات التي تتحكّم في التنفس تصبح عاجزة بسرعة، مما يؤدي إلى الوفاة عن طريق الاختناق.
وأظهرت أبحاث سابقة أنّ «ساكسيتوكسين» يتفاعل مع البروتينات التي تعرف باسم «قنوات الصوديوم ذات الجهد الكهربائي»، والموجودة في سطح العصب والخلايا العضلية، ويؤدي ذلك إلى حجب الإشارات الكهربائية في الأعصاب.
وقال دانييل مينور جونيور، الأستاذ في معهد أبحاث القلب والأوعية الدّموية بجامعة كاليفورنيا، كبير الباحثين بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشرها: «باستخدام تقنية تُعرف باسم (علم البلورات بالأشعة السينية)، التي تعدّ واحدة من أكثر الطّرق شيوعاً المستخدمة في حل هياكل الجزيئات الحيوية المعقدة، توصّلنا إلى أنّ بنية بروتين (ساكسيفيلين) تمنع (ساكسيتوكسين) من التفاعل مع (قنوات الصوديوم ذات الجهد الكهربائي) في الضفادع، حيث يعمل إسفنجةً تمتص وتلتقط هذا القاتل». ويضيف: «هذه النتيجة توفّر فهماً أكثر شمولاً لبروتين (ساكسيفيلين) بما يسمح للعلماء مستقبلاً بالبدء في استكشاف طرق لإعادة استخدام البروتين أداةً للكشف عن السّم، سواء في البيئة أو في الجسم، وعلاجاً مضاداً له».
ويشدّد جونيور على أنّ هذا الأمر بات ضرورياً بعد أن أصبحت ظاهرة «المد الأحمر» وما تسببه من تسمم، تتكرر بشكل متزايد، بعد أن كانت نادرة في السابق، وذلك بسبب ظاهرة التغير المناخي التي تجعل بيئة محيطات العالم أكثر ملائمة لنمو العوالق أو الطحالب المسؤولة عن الظاهرة.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتطور أمراض المناعة الذاتية

علوم الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتطور أمراض المناعة الذاتية

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتطور أمراض المناعة الذاتية

طوَّر فريق من كلية الطب بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة طريقة مبتكرة للتنبؤ بتطور أمراض المناعة الذاتية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
علوم استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالَجة في الري يضرّ بصحة الإنسان والبيئة (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«تأثيرات مُدّمرة» لاستخدام مياه الصرف الصحي في الري

يُعد ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي من أقدم التقنيات التي استخدمها البشر، وقد تطورت هذه الممارسات مع تطور المدن عبر العصور. وعلى الرغم من أن اللجوء إلى هذا الحل قد يوفّر مصدراً مستداماً للمياه ويخفّف الضغط على مصادر المياه العذبة، فإنه يحمل مخاطر صحية وبيئية مُدمّرة، إذا لم تُعالج المياه بشكل مناسب، وفقاً لدراسة دولية قادها باحثون من ألمانيا.

محمد السيد علي (القاهرة)
صحتك أذن الإنسان لغزٌ أيضاً (غيتي)

5 علامات تشير إلى حاجتك لسماعة أذن

إليك خمس علامات تشير إلى أنك قد تحتاج إلى سماعات أذن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من مشاعر التوتر والقلق بشكل كبير (رويترز)

كيف تؤثر مواقع التواصل على الهرمونات؟

أكدت عدة دراسات سابقة أن مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من مشاعر التوتر والقلق بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السكر ليس المتهم الوحيد بالتسبب في تسوس الأسنان (رويترز)

ليس السكر فقط... أطعمة قد تزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان

كشفت دراسة جديدة أن السكر ليس المتهم الوحيد بالتسبب في تسوس الأسنان؛ حيث يمكن أن تزيد الأطعمة النشوية، مثل البطاطس والخبز، من خطر الإصابة بهذه المشكلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.