موجة حر شديدة تضرب أوروبا... وتحذيرات من الأخطار الصحية

عواصم أوروبية عدة منها روما تتعرض لموجة حارة (أ. ف. ب)
عواصم أوروبية عدة منها روما تتعرض لموجة حارة (أ. ف. ب)
TT

موجة حر شديدة تضرب أوروبا... وتحذيرات من الأخطار الصحية

عواصم أوروبية عدة منها روما تتعرض لموجة حارة (أ. ف. ب)
عواصم أوروبية عدة منها روما تتعرض لموجة حارة (أ. ف. ب)

اختفت المراوح من المتاجر، بينما لجأ كثيرون إلى النوافير العامة للتخفيف من شدة الحرارة التي ارتفعت درجاتها بشكل كبير، اليوم (الاثنين)، في أوروبا، في حين دعا المسؤولون إلى توخي الحذر مع توقع أجواء أكثر حرارة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأرجع خبراء الأرصاد موجة الحر التي قد تصل الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية في أجزاء واسعة من القارّة، إلى كتلة هوائية حارّة آتية من الصحراء الكبرى.
وأصدرت السلطات تحذيرات من الجفاف أو احتمال التعرض لضربة شمس، تحديداً بالنسبة إلى الأطفال وكبار السن، بينما وضعت المستشفيات في حالة تأهّب قصوى.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية أغنيس بوزين: «أنا قلقة بشأن الأشخاص الذين يستخفون بموجة الحر ويواصلون ممارسة الرياضة كالمعتاد أو البقاء في الخارج تحت الشمس». وصرّحت في مؤتمر صحافي: «يؤثر ذلك علينا جميعاً، لا يوجد من يتمتع بقدرات خارقة عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الحر الشديد الذي سنشهده الخميس والجمعة» المقبلين.
وحضّت وزيرة العمل الفرنسية ميريل بينيكو الشركات على «تكييف ساعات العمل والمعدات» لمساعدة الموظفين على تحمّل الوضع.
وقال خبير الطقس لدى وكالة أرصاد «ميتيو فرنس» إيمانويل دومايل: «إنه أمر غير مسبوق، لأن هذا الحر يأتي مبكراً في يونيو (حزيران). لم نشهد ذلك منذ العام 1947».
وفي باريس، تعهد المسؤولون بتوفير «غرف مبردّة» داخل المباني العامة، وإقامة نوافير مياه مؤقتة، وترك حدائق المدينة مفتوحة خلال الليل. ويخطط عمال المدينة كذلك لتوزيع المياه على المشرّدين وتزويد المدارس والحضانات بالمراوح.
لكن فرنسا شهدت نقصاً في المراوح بعدما دفعت التقارير المرتبطة بحالة الطقس السكان للمسارعة إلى المتاجر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتوقع شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية «إر تي اي» أن يزداد استهلاك الطاقة مع تشغيل المكيّفات إلى أقصى درجة.
وقال متجر «بولانجيه» الفرنسي إن مبيعات معدات «معالجة الهواء» ارتفعت بنسبة 400 في المائة عن مستوياتها المعتادة خلال الأيام الأخيرة.
وفي اسبانيا، حذّرت وكالة الأرصاد الوطنية من وجود «خطر كبير» لاندلاع حرائق غابات في مناطق عدة، بينها أراغون ونافارا في بلاد الباسك وإكستريمادورا، مع احتمال تجاوز الحرارة 42 درجة مئوية في وادي إبرة في شمال شرقي البلاد.
وفي ألمانيا، رجّح خبراء الأرصاد تجاوز درجة الحرارة القياسية ليونيو التي سُجّلت في فرنكفورت عام 1947 مع احتمال ضئيل لحدوث عواصف قد تخفف من الحر. وقالت زابين كروغر، من خدمة الأرصاد الألمانية: «قد تصل الحرارة إلى 39 درجة، وقد تتجاوز 40 درجة في بعض الأماكن»، فيما يتوقع أن يكون الحر أشد في جنوب غربي البلاد.
وحتى الدول الاسكندنافية لن تسلم من الموجة، إذ قد تصل الحرارة في أجزاء من الدنمارك والسويد إلى 30 درجة مئوية بدءاً من غد (الثلاثاء).
وستكون درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً بدءاً من الخميس، وفق خبراء الأرصاد، بينما يتوقع أن تزيد نسب الرطوبة العالية سوء الأوضاع، خصوصاً خلال الليل.
وأشار خبراء الأرصاد إلى زيادة احتمال حدوث موجات حر كهذه، حتى إن أوفت الدول بالتزاماتها بالحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً استناداً إلى «اتفاقية باريس للمناخ» التي تهدف إلى احتواء ارتفاع حرارة الأرض ليبقى دون 1.5 درجة مئوية، وتحض الدول الموقعة على الالتزام بذلك.
ويعد الاتحاد الأوروبي بخفض الانبعاثات الكربونية 40 في المائة لتبقى دون مستويات عام 1990 بحلول سنة 2030.


مقالات ذات صلة

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)
الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض