السجن لـ19 شخصاً رفعوا رايات {غير وطنية} في الجزائر

TT

السجن لـ19 شخصاً رفعوا رايات {غير وطنية} في الجزائر

أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن القضاء الجزائري أمر، أمس (الأحد)، بحبس 19 متظاهراً، 18 منهم في العاصمة الجزائرية، وواحد في بجاية (شرق)، بعدما أُوقفوا خلال مظاهرات يوم الجمعة، التي أعقبت إعلان قيادة الجيش منع التظاهر بغير العلم الجزائري، بحسب ما قال محامون والتلفزيون الحكومي.
وقال المحامي ورئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نور الدين بن يسعد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أمر قاضي التحقيق بمحكمة سيدي أمحمد (الجزائر العاصمة) بحبس 13 شخصاً بتهمة المساس بسلامة وحدة الوطن، طبقاً للمادة 79 من قانون العقوبات». ويمكن أن تصل العقوبة بحسب هذه المادة إلى 10 سنوات سجناً.
وأوضح المحامي كريم حدّار أن 5 أشخاص آخرين تم إيداعهم الحبس الموقت أيضاً في محكمة باب الواد بالتهمة نفسها.
وذكر التلفزيون الحكومي أن جميع المتهمين أوقفوا «أثناء نزع قوات الأمن للرايات غير الوطنية» يوم الجمعة بمناسبة المظاهرة الأسبوعية بالعاصمة الجزائرية.
كذلك، ذكر التلفزيون أن قاضي التحقيق لدى محكمة بجاية (165 كلم شرق الجزائر) أمر بوضع شخص رهن الحبس الموقت بتهمة «تمزيق الراية الوطنية» خلال مسيرة الجمعة في المدينة.
وتجمع نحو 200 شخص أمام محكمة سيدي أمحمد، وهم يرددون شعارات: «سئمنا من هذه السلطة»، كما لاحظ مصور الوكالة الفرنسية.
وقال سعيد أوحمص، طبيب، كان بين المتجمعين أمام المحكمة، تضامناً مع الموقوفين: «لم يقترفوا أي ذنب سوى رفع علم الهوية الأمازيغية».
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أبرز قادة البلاد منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل (نيسان)، حذّر الأربعاء من «اختراق المسيرات» عبر «رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جداً».
وقال إن تعليمات صدرت لقوات الأمن بهذا الشأن. ورغم عدم إشارته إلى الراية الأمازيغية فإن كثيرين اعتبروا أنها المعنية بتحذير قائد الجيش.
وبالنسبة للنائبة عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ليلى حاج إعراب، التي كانت أيضاً ضمن المتجمعين أمام المحكمة، فإن «توقيف المتظاهرين غير شرعي، ولا يخضع لأي أحكام قانونية ولا للدستور. لقد تم توقيف الشباب بمجرد أنهم حملوا رايات أمازيغية»، كما صرحت لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهتها، قالت المحامية صليحة إمسعودان، للوكالة ذاتها: «الراية الأمازيغية جزائرية، وهي منتشرة في كامل منطقة شمال أفريقيا»، مضيفة أنه لا تجب الاستجابة لمطالب الجيش بمنعها.
وتظاهر جزائريون في يوم الجمعة الثامن عشر بكثافة ضد «النظام» رافعين العلم الوطني الجزائري، كما اعتادوا منذ بدء الاحتجاجات في 22 فبراير (شباط)، كما شوهدت بعض الرايات الأمازيغية، لكنها بدت أقل من العادة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».