البرلمان المصري يُلزم الحكومة بتدبير نفقات تطوير قطاعي الصحة والتعليم

رئيس «النواب» رفض التذرع بأي معوقات

TT

البرلمان المصري يُلزم الحكومة بتدبير نفقات تطوير قطاعي الصحة والتعليم

في تعليق لافت وملزم من رئيس البرلمان المصري، علي عبد العال، للحكومة، قال إنه «سيتم تطبيق برنامج تطوير التعليم، ومشروع التأمين الصحي الجديد بصرف النظر عن أي معوق مالي»، وإن الحكومة ستوفر التمويل اللازم للتنفيذ.
وكانت شكوك قد أثيرت في الأوساط البرلمانية والحكومية بشأن القدرة على تنفيذ برنامجي تطوير المؤسسات الصحية والتعليمية، اللذين تعول عليهما الحكومة لتحقيق طفرة في القطاعين الأكثر تأثيراً في غالبية المصريين.
وحسم عبد العال، خلال جلسة مسائية لمجلس النواب، أول من أمس، الجدل بشأن تدبير النفقات في الموازنة العامة الجديدة للبلاد التي يناقشها البرلمان، وقال إن «برنامج تطوير التعليم مستمر، وكذلك مشروع التأمين الصحي الشامل وفق البرنامج المحدد لهما».
وسبق لوزير التعليم طارق شوقي، أن أعرب عن مخاوفه، أمام أعضاء البرلمان، في مايو (أيار) الماضي، من عدم القدرة على استكمال تنفيذ خطة إصلاح التعليم بسبب «ضعف المخصصات التي طلبها لوزارته»، وقال إنه «طالب بـ138 مليار جنيه (الدولار يساوي 16.6 جنيه) للتعليم في الموازنة الجديدة لسنة 2019 - 2020. لكن وزارة المالية خصصت 99 ملياراً فقط»، موضحاً أن وزارة «المالية لم تصرف الاعتمادات الإضافية التي وعدت بها للتعليم العام الماضي».
ويلزم الدستور المصري المعمول به منذ عام 2014، الدولة، بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم، لا تقل عن 4 في المائة من الناتج القومي الإجمالي، تتصاعد تدريجياً حتى تتفق مع المعدلات العالمية. ويتضمن نظام التعليم الجديد، الذي تم تطبيقه في سبتمبر (أيلول) الماضي، مناهج وكتباً جديدة وتدريباً للمعلمين، إلى جانب افتتاح المدارس اليابانية، وتدريب مئات الآلاف من المعلمين، وتكلفة إنشاء الشبكات وشراء التابلت.
كذلك فإن وزيرة الصحة، هالة زايد، دعت، في مايو الماضي، إلى زيادة مخصصات القطاع لتصل إلى 100 مليار جنيه، واعترضت على تخصيص وزارة المالية 73 مليار جنيه لوزارتها.
ومن جهته، لفت رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، حسين عيسى، أمس، إلى أنه «وفقاً لقانون التأمين الصحي الشامل الذي أقره المجلس، فإن وزارة الصحة لا تحتاج إلى إنشاء مستشفيات جديدة لتطبيق النظام الجديد في محافظات مصر»، واقترح «التعاقد مع مستشفيات موجودة بالمحافظات التي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع فيها، لا سيما المستشفيات الجامعية التي تنطبق عليها المعايير وفق القانون، بدلاً من إنفاق مبالغ كبيرة في إنشاء مستشفيات جديدة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.