سعوديون يؤسسون لصناعة سجادات الصلاة بجودة منافسة وتصاميم عصرية

لطالما كانت سجادة الصلاة من أهم التذكارات التي يحرص زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة على اقتنائها وتقديمها هدايا لذويهم.
ومن هذه الميزة انطلق سعوديون ليؤسسوا صناعة سجاد الصلاة بجودة منافسة وتصاميم عصرية. المصممة السعودية بسمة معوض تطمح لإيجاد منتجات من قطع السجاد تحمل شعار «صنع في السعودية» وتباع في المواقع المقدسة والمطارات، وهو مشروع تسعى له حالياً انطلاقاً من مدينة جدة.
وذكرت معوض لـ«الشرق الأوسط» أن بدايتها في هذا المجال انطلقت مما لاحظته من تشابه سجاد الصلاة المستورد الذي يحمل النقوش ذاتها وتفتقد خاماته الجودة. وتابعت: «بدأت بعدد محدود ووجدت إقبالاً كبيراً من داخل السعودية وخارجها شجعني على التوسع والاستمرار منذ 3 سنوات، خصوصاً من الدول الخليجية التي يحرصون فيها على اقتناء سجاد صلاة من السعودية». وأضافت أن الطلبات ترتفع في المواسم بشكل كبير، مشيرة إلى أن أكثر فترة للطلب هي شهر رمضان والحج، إضافة إلى وجود طلبات طيلة العام ممن يرغبون في تقديم سجاد الصلاة هدايا في مختلف المناسبات.
ولفتت إلى أن نقوش سجاد الصلاة التي تصنعها تتنوع بين الحديثة والكلاسيكية بعيداً عن النقوش التقليدية المعتادة. وتابعت: «تعودنا على سجاد الصلاة بالشكل المستطيل، لكني ابتكرت طريقة حياكة مختلفة من الأمام تشبه شكل المحراب حظيت بإقبال كبير، خصوصاً أنها صناعة يدوية».
وتطمح معوض إلى أن تؤسس مصنعاً في مدينة جدة ليضم خط إنتاج آخر لقطع سجاد الصلاة، بحيث تُقدم هدايا مميزة عليها شعار «صُنع في السعودية» للحجاج والمعتمرين وزوار الأماكن المقدسة.
أما المصمم السعودي نواف النصار فله تجربة مع زوجته في تصميم مجموعات فنية من سجاد الصلاة، إذ إن دراسته للعمارة الداخلية أسهمت في مواصلة مشروعه. وقال: «طبيعة عملي تقتضي أن أتعامل مع أقمشة أوروبية للتنجيد والستائر، وقبل نحو 8 سنوات اقترحت زوجتي أن نصنع من تلك الأقمشة قطع سجاد للصلاة، ومن هنا جاءت الفكرة، وكانت بداية المشروع من الأقمشة الأوروبية عبر ابتكار سجادات صلاة جميلة».
وأشار إلى أنه توقف قبل أعوام عن استخدام تلك الأقمشة لرغبته في استخدام أقمشة مصممة من قبل الشباب السعوديين «وجرى الاجتماع مع مهندسين ومهندسات وفنانين، واقترحت تحويل أعمالهم الفنية إلى منتج صناعي، بحيث نطبعها على القماش ونستخدمه في تنفيذ تصاميم سجادات الصلاة».
ولهذا المشروع ميزة إضافية أخرى، إذ أكد النصار أن خياطة قطع سجاد الصلاة تأتي بأنامل سيدات كبيرات في السن يعشن متعة الإنجاز ويكون لهن دخل إضافي من المبيعات، وهو ما يجعله فخوراً بصناعة منتجات سعودية بطاقة محلية بنسبة 100 في المائة. وتطرق إلى أن زبائنه من السعودية ودول خليجية وعربية، إضافة إلى بعض الطلبات الأخرى من مسلمين في أوروبا.
يأتي ذلك في حين توصلت دراسة سعودية أعدها مركز السجيني للاستشارات الاقتصادية والإدارية في وقت سابق، إلى أن الهدايا تستحوذ على نحو 14 في المائة من مجموع إنفاق الحجاج.