تركيا: لا مكان لاستقبال مزيد من النازحين من إدلب

TT

تركيا: لا مكان لاستقبال مزيد من النازحين من إدلب

قال مسؤول تركي كبير إن بلاده تراقب عن كثب التطورات في إدلب ومناطق شمال غربي سوريا، مؤكداً أنها لن تتمكن من استقبال نازحين جدد نتيجة المعارك التي يخوضها جيش النظام السوري في هذه المنطقة حالياً.
وأضاف مدير مديرية شؤون الهجرة بوزارة الداخلية التركية، عبد الله أياز، أن السلطات التركية تراقب التطورات في المناطق الشمالية الغربية لسوريا عن كثب مع وجود احتمالات لتدفق ملايين اللاجئين على أراضي تركيا، إذا اندلعت معركة كبيرة في مدينة إدلب، بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.
وبينما كان يشير إلى المخاوف التركية من نشوء موجة نزوح كبيرة من إدلب وعدم استعدادها لاستقبال المزيد من اللاجئين، قال أياز، في كلمة أمس، أمام اجتماع الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط المنعقد في أنقرة: «أود أن أؤكد أنه لم تعد لدينا مساحة إضافية لموجة هجرة جديدة»، مضيفاً أنه من المهم إيجاد حل سياسي للصراعات في إدلب وضمان استمرار المحادثات السياسية بشأن المدينة».
وأشار أياز إلى أن عدد اللاجئين في تركيا ارتفع من 4.2 مليون في عام 2017، إلى 4.9 مليون، منهم 3.6 مليون من السوريين، لافتاً إلى أن بلاده لم تتلقَّ الدعم الكافي من أوروبا أو المجتمع الدولي في هذا الصدد.
وقد تصبح إدلب، معقل المعارضة في شمال غربي سوريا، مسرحاً للفصل الأخير من الحرب السورية المستمرة في البلاد منذ 8 سنوات، وربما تكون معركتها هي الأكثر دموية، بين قوات النظام والمعارضة.
وتقول الأمم المتحدة إن النتيجة يمكن أن تكون كارثة إنسانية، وتقدر أن إدلب تضم 3 ملايين مدني بينهم مليون طفل. وقد وصل أكثر من 40 في المائة من المدنيين من مناطق أخرى في البلاد، كانت تحت سيطرة المعارضة ثم عادت إلى سيطرة الجيش السوري.
وتخشى تركيا من تصاعد وتيرة المعارك التي انطلقت في 26 أبريل (نيسان) الماضي في جنوب إدلب، وتجري اتصالات مكثفة مع كل من روسيا وإيران، وهما دولتان ضامنتان معها لـ«اتفاقات آستانة» بشأن مناطق خفض التصعيد في إدلب، إلى جانب السعي للحفاظ على «اتفاق سوتشي» الموقَّع مع روسيا في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بين قوات النظام والمعارضة في إدلب.
ويهاجم النظام جنوب إدلب منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي بدعم من روسيا التي تتهم تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بإخراج المجموعات المتشددة من المنطقة، بموجب «اتفاق سوتشي». بينما تطالب أنقرة كلا من موسكو وطهران بالضغط على نظام الأسد لوقف هجماته التي طال بعضها نقاط المراقبة العسكرية التركية في مناطق خفض التصعيد في إدلب.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.