أعلنت المعارضة السورية، أمس السبت، سقوط قتيل وسبعة جرحى جراء شن فصائل مسلحة تابعة لها هجمات ضد مقرات لقوات النظام بمحافظة درعا.
وقال مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «شنت مجموعات تابعة لفصائل الجيش السوري الحر في مدينة داعل بريف درعا الشمالي الغربي ليل الجمعة -السبت، هجومين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على حاجز لقوات النظام غرب مدينة درعا، ومقر لها في المدينة، سقط خلاله قتيل وأكثر من سبعة جرحى تم نقلهم إلى مشفى مدينة درعا».
وأضاف المصدر: «نفذت مجموعات أخرى هجومين في ريف درعا واستهدفت مساء أمس (الأول)، منزل مختار(عمدة) مدينة نوى محمد عساودة، ما أدى إلى إصابته بطلق ناري في قدمه، وهو أحد أبرز رجال المصالحة مع قوات النظام والروسية في المدينة». وحسب المصدر، ألقى مسلحون ينتمون إلى «سرايا حوران»، قنبلة يدوية على اجتماع في منزل أبو عذاب كسابرة، وهو من الأشخاص الذين يعملون مع قوات النظام، بريف درعا الشرقي.
وقتل منتصف الأسبوع الماضي رئيس لجنة المصالحة في بلدة عتمان محمد محمود الحاري على طريق بلدتي اليادودة مزيريب بريف الغربي.
وكشف المصدر عن أن «الإجراءات التي تتخذها القوات ضد سكان محافظة درعا، تدفع الكثير منهم لاستهداف تلك القوات»، مشيرا إلى أن محافظة درعا شهدت خلال العام الجاري عشرات العمليات ضد النظام وقواته العاملة في مدينة درعا وريفها، وسط ضغوط من الجهات المحلية والحكومية في درعا لتجنيب درعا وريفها التصعيد، والعودة مرة أخرى إلى المظاهرات والمواجهات.
وشهدت أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية خروج مظاهرة بعد صلاة الجمعة، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين وإزالة الحواجز التي نصبتها القوات الحكومية في محيط أحياء درعا البلد.
وكانت محافظة درعا شهدت أول مواجهات بين قوات النظام السوري ومتظاهرين، منتصف شهر مارس (آذار) عام 2011 وسقوط أول قتيل في المحافظة بالأحداث التي اندلعت في سوريا. وكانت مصادر أهلية في مدينة درعا قد أفادت بأن روسيا خفضت من وجودها العسكري في المدينة وريفها، وقالت إن الأجواء العامة توحي باحتمال انفجار الوضع أمنياً وعسكرياً من جديد، وأشارت إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في المحافظة قد تساهم في عودة التوترات في المنطقة.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الجمعة، إن الوجود الروسي العسكري «شبه معدوم»، وأكّدت أنه «يقتصر على حواجز ونقاط عبر ريف المحافظة، ولا يكاد يُرى».
وأشارت إلى أن «الطرفين، المعارضة والنظام، بحالة هدوء وترقب، وكل طرف لا يثق في الآخر إلى أبعد حد، ولا توجد حواجز أو نقاط تفتيش ومراقبة مشتركة، وكل طرف يتمترس في موقعه، وكأن الجميع في حالة تأهب واستعداد للعودة إلى المناوشات والعمليات القتالية كما كانت سابقاً».
وتحدثت هذه المصادر عما وصفته بقدرة المعارضة السورية على «استرجاع قوتها إن عادت التوترات»، وأوضحت أن المعارضة «سلّمت في اتفاق المصالحة الذي رعته روسيا السلاح الثقيل فقط، بينما احتفظت بالسلاح المتوسط والخفيف، وهو ما يمنحها القدرة على النهوض من جديد في حالات الطوارئ».
وشهدت محافظة درعا الشهر الماضي اضطرابات ومظاهرات غير متوقعة بعد أن أعاد النظام السوري نصب تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد، في إشارة رمزية لإعادة نصب نفس التمثال الذي دمّره المتظاهرون في مارس (آذار) عام 2011 في بدء الانتفاضة، التي تحوّلت إلى صدام مسلح واسع النطاق.
وتعيش المحافظة الجنوبية التي انطلقت منها الانتفاضة السورية على النظام حالة من الهدوء منذ توقيع اتفاق الهدنة بين الروس وفصائل المعارضة الجنوبية في يوليو (تموز) العام الماضي.
وينص اتفاق المصالحة مع النظام الذي فرضته ثم رعته روسيا، على بقاء مقاتلي المعارضة في محافظة درعا جنوب سوريا دون إرغامهم على الانتقال إلى الشمال السوري. وغادر طوعاً نحو الشمال نحو ألف مقاتل، انضم بعضهم إلى فصائل مقاتلة هناك، فيما تخلّى قسم كبير منهم عن العمل العسكري والتحق بالحياة المدنية المهددة بالحرب هناك.
قتيل و7 جرحى في هجمات ضد مقرات النظام في درعا
الوجود العسكري الروسي جنوب سوريا «شبه معدوم»
قتيل و7 جرحى في هجمات ضد مقرات النظام في درعا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة