نيجيرفان بارزاني يبحث مع إردوغان التعاون الأمني والاقتصادي

في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً لإقليم كردستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (رويترز)
TT

نيجيرفان بارزاني يبحث مع إردوغان التعاون الأمني والاقتصادي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (رويترز)

التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في إسطنبول، أمس، في أول زيارة خارجية للأخير منذ تنصيبه رئيساً لكردستان في 10 يونيو (حزيران) الحالي.
وجاءت زيارة بارزاني إلى تركيا في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، وتم خلالها بحث العلاقات بين تركيا والإقليم، إضافةً إلى المسائل الأمنية، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، والاقتصادية.
وكان الرئيس التركي أعلن، الليلة قبل الماضية، عن زيارة بارزاني قائلاً: «سيزورني يوم غد الجمعة (أمس) ضيف خاص، هو نيجيرفان بارزاني». وجاءت زيارة بارزاني إلى تركيا غداة سلسلة محادثات أجراها مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وكبار المسؤولين، خلال زيارة رسمية إلى بغداد، أول من أمس.
وسبق أن هنأ إردوغان بارزاني بعد انتخابه رئيساً للإقليم، وذلك بعد أن توترت العلاقات بين أنقرة وأربيل بسبب الاستفتاء الذي أُجري، العام الماضي، على استقلال الإقليم عن العراق، حيث لعب نيجيرفان بارزاني دوراً كبيراً في تهدئة التوتر والحفاظ على العلاقات بين الجانبين.
وانتخب برلمان إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني رئيساً، أواخر الشهر الماضي. وفي 10 يونيو (حزيران) الحالي أدى اليمين القانونية، وحضر مراسم أداء اليمين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي التقي بارزاني للمرة الثانية في أقل من شهرين بعد زيارته للإقليم في 27 أبريل (نيسان) الماضي في إطار زيارة للعراق.
ويحتفظ إقليم كردستان بعلاقات تجارية واسعة مع تركيا. وارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق بشكل عام إلى نحو 16 مليار دولار سنوياً، أكثر من نصف هذا المبلغ مع إقليم كردستان.
وتزامنت زيارة بارزاني إلى تركيا مع استمرار عملية «المخلب» العسكرية التي ينفذها الجيش التركي ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في هاكورك شمال العراق. وانطلقت هذه العملية في 28 مايو (أيار) الماضي، قبل ساعات من انتخاب نيجيرفان بارزاني، رئيساً لإقليم كردستان.
ويرتبط إقليم كردستان وتركيا بعلاقات قديمة منذ تسعينات القرن الماضي، رغم التوتر الذي حدث بين الطرفين، وشهد عام 2011 انفتاحاً كبيراً من جانب تركيا على الإقليم، وتكررت الزيارات بينهما، أبرزها زيارة إردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وحضوره افتتاح مطار أربيل الدولي.
ويرتبط نيجيرفان بارزاني بعلاقة جيدة مع تركيا، ويشجع على الحوار معها، ووصف العلاقات معها خلال لقائه جاويش أوغلو في أبريل (نيسان) الماضي، بأنها مهمة واستراتيجية.
وحظيت زيارة بارزاني لتركيا بأهمية كبيرة لجهة ملف الطاقة أيضاً، حيث تبدأ تركيا استيراد النفط من العراق عوضاً عن استيراده من إيران امتثالاً للعقوبات الأميركية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.