سباق الحرب و«التسوية» في الخليج

سباق الحرب و«التسوية» في الخليج
TT

سباق الحرب و«التسوية» في الخليج

سباق الحرب و«التسوية» في الخليج

يُنسب للزعيم البارز في الثورة البلشفية في روسيا ليون تروتسكي (1879 – 1940) قوله: «قد لا تكون مهتماً بالحرب... لكن الحرب مهتمة بك». أما الحروب في منطقة الخليج فلها جاذبيتها الدائمة. هذه المنطقة شهدت منذ بداية الثمانينات ثلاث حروب كبرى، وما زالت تستبطن في أحشائها حروباً كامنة.
التصعيد في الخليج بلغ ذروته الشهر الماضي، قبل أن يعود جمراً تحت الرماد.
ففي ذروة التصعيد، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«محو إيران»، وقال في تغريدة على «تويتر»: «إذا أرادت إيران القتال فسوف تكون النهاية الرسمية لإيران، لا تهددوا الولايات المتحدة مجدداً أبداً». أعقبها نشر حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» ومجموعة من القطع الحربية في المنطقة، ووصول قاذفات «بي – 52» ومقاتلات أميركية أخرى للخليج، والتلويح بوجود خطة لإرسال حشود ضخمة من القوات قوامها 120 ألف جندي إلى الخليج.

هذه الإجراءات واكبت تصعيد الإيرانيين من لهجتهم، والقيام بأعمال استفزازية في الخليج، حيث يُتهمون بمهاجمة أربع سفن قبالة ميناء الفجيرة وناقلتي نفط في بحر عُمان، وتصعيد التوتر في العراق، وتشجيع الحوثيين على مهاجمة منشآت حيوية سعودية.
في حين نقل عن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، قبل أيام من عزله قوله: إن «لحم القوات الأميركية الموجودة في المنطقة تحت أسناننا». أما القائد الجديد للحرس الثوري حسين سلامي، فقال: «إننا لا نسعى وراء الحرب، لكننا لا نخشى منها ونحن مستعدون، والفرق بيننا وبين أميركا يكمن في خوفهم من الحرب وعدم امتلاكهم الإرادة لذلك».

- استعادة إيران
منذ الثورة الإيرانية (11 فبراير/شباط 1979) والعلاقة بين طهران الحليف السابق للولايات المتحدة، في تأزم مستمر. بدأت فصول التوتر من احتجاز الطلبة الثوريين 52 من موظفي السفارة الأميركية في طهران رهائن لمدة 444 يوماً، (انتهت أزمة الرهائن في 20 يناير/كانون الثاني 1981)، وفرضت واشنطن على طهران عقوبات اقتصادية، وحدثت مواجهات وحروب بالوكالة، لكن البلدين لم يعدما وسيلة للتواصل وعقد صفقات سريّة بينهما، وبخاصة منتصف الثمانينات في ذروة الحرب العراقية - الإيرانية وأزمة اختطاف الرهائن في بيروت، حيث أبرم الطرفان صفقة حصلت إيران خلالها على أسلحة نوعية من الولايات المتحدة مقابل المساعدة في الإفراج عن رهائن أميركيين في لبنان، وهو ما عرف بفضيحة «إيران غيت».
تقوم الاستراتيجية الأميركية بالنسبة لإيران على استعادة هذه الدولة إلى «بيت الطاعة». باعتبارها حليفاً تقليدياً للغرب والولايات المتحدة قبل الثورة الإسلامية. وثمة أسباب جيوسياسية تجعل الولايات المتحدة راغبة في المحافظة على تماسك مقبول للنظام الإيراني؛ خشية أن تُدفع طهران لأحضان الروس. فما زالت السياسة الأميركية منذ الحرب الباردة تسعى لمنع وصول الروس للمياه الدافئة، أو تمكينهم من الهيمنة على منطقة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة هي إيران.
ومنذ أربعين عاماً، والطرفان: الولايات المتحدة وإيران يتجنبان، ما أمكن، الحروب المباشرة، رغم استعار العداء بينهما. ومع محاولة الرئيس السابق باراك أوباما عقد صفقة الاتفاق النووي، (في يوليو/تموز 2015 وقّعت الولايات المتحدة والقوى العالمية وإيران اتفاقاً للحد من برنامج إيران النووي مقابل الحصول على إعفاء مالي من مليارات الدولارات من العقوبات الدولية)، رغب أوباما في أن يفتح الاتفاق مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين، لكن تبين أن النظام في إيران يعاني من مشاكل بنيوية تمنعه المضي قُدماً في التعاطي مع العالم كدولة وليس كثورة مسكونة بهواجس آيديولوجية، أهمها استدامة الصراع مع الولايات المتحدة.
مع وصول الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة، خسرت إيران شهر العسل الذي عاشته لفترة وجيزة مع إدارة سلفه أوباما. ألغى الرئيس الجديد التزام بلاده بالاتفاق النووي، وفرض حزمة عقوبات غير مسبوقة وخانقة على الاقتصاد الإيراني والقوى المحركة له مع عقوبات على الحرس الثوري وحلفاء إيران في المنطقة.
فهم الساسة الإيرانيون الذين يتقنون لعبة الصبر، أن الرئيس الأميركي وإن كان قد أصاب بلادهم بالعجز الاقتصادي، إلا أنه ليس في وارد الدخول في حرب «واسعة» تضيع ما جناه اقتصادياً للناخب الأميركي، ولم يضع الرئيس الوقت وهو يعلن مراراً رغبته في إبرام صفقة جديدة تعيد إيران للالتزام بحزمة شروط تضبط سلوكها الإقليمي والدولي.
وبرأي الإيرانيين، فإن خنق الاقتصاد هو حرب من نوع آخر. وعبّر مسؤول إيراني بقوله: «إيران لا تفرّق بين الحرب الاقتصادية والحرب العسكرية، ولن تسمح للولايات المتحدة بطهوها على نار هادئة حتى تفقد وعيها وتموت».
إزاء ذلك، تحركت المساعي الإيرانية في اتجاه طرق باب الوساطات الإقليمية (سلطنة عُمان، وقطر، والكويت، والعراق)، والدولية (اليابان والاتحاد الأوروبي) بهدف أولاً: تبادل الرسائل مع الأميركيين بغية تهدئة الأجواء وتجنب الحرب، والآخر: وضع قواعد اشتباك، تجعل سقف التهديدات الأميركية أقل ارتفاعاً، وتمنح إيران مجالاً للحركة والمناورة، وهو ما حصلت عليه فعلاً. فبعد أن عاد الجميع نحو التهدئة واحتواء التصعيد بقيت إيران وحدها تستعرض قوتها في التعرض للناقلات وبعث الرسائل بشأن مدى قدراتها التدميرية.

- سباق الحرب والتسوية
كما ترمب يريد صفقة، فإن الإيرانيين كذلك يريدونها. لكن كل بشروطه. الرئيس الأميركي مهتم بتحقيق انتصار تاريخي يسجل باسمه يعيد من خلاله تقويم السلوك الإيراني، لكنه يلوح برغبته في ضمان منع إيران من امتلاك السلاح النووي. وهو الحدّ الأدنى المقبول بالنسبة إليه. أما طهران التي هي الأخرى كانت مندفعة نحو بناء علاقة اقتصادية مع الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي (سعي طهران لشراء 80 طائرة بوينغ جديدة، مع إغراء شركات النفط بالعودة للسوق الإيرانية)، أرادت أن تقوم تلك العلاقة على الإقرار لها بما تعتبره مكاسب إقليمية جاءت عبر التدخل في المناطق الرخوة في الشرق الأوسط (سوريا، العراق، لبنان، واليمن)، وعلى تطوير برامج صاروخية لا تهدد المنطقة فحسب، بل يصل مداها إلى أوروبا، مع استفحال العداء مع إسرائيل.
بين التصعيد والتهدئة، ثمة حسابات استراتيجية لدى الطرفين، فالولايات المتحدة حريصة على استعادة نفوذها في إيران، ومنع الروس من الهيمنة عليه، والحدّ من تمدد الاقتصاد الصيني في هذه المنطقة، لكنها أيضاً أشد حرصاً على منع التهديد الإيراني لحلفائها، ولمصادر الطاقة، مع الإصرار طبعاً على كبح التهديد الإيراني وحلفاء طهران لإسرائيل خصوصاً.
أما الرئيس ترمب، فقد أعاد ضبط الإيقاع من جديد، هو لا يريد الحرب، لكنه سيدافع عن مصالح بلده. هو أيضاً أعطى مجالاً للدبلوماسية السرية، وحتى الآن لم يعلن عما حمله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بعد لقائه الإيرانيين، فرغم اللهجة العالية للمرشد، فإن الطرف الإيراني غالباً ما يستبطن مواقف غير تلك التي يعلن عنها بنبرة عالية في العلن.
أما الهجمات الإيرانية التي تتزايد يوماً بعد يوم، فالواضح أن طهران تريد إشعال القلق في منطقة حيوية وحساسة، بغية دفع الأطراف للضغط على الأميركيين تخفيف الخناق عن مواردها الاقتصادية.
وفي حوارات مع «الشرق الأوسط» عبّر محللون خليجيون عن تصوراتهم بشأن الأزمة الراهنة، والسيناريوهات المطروحة، وخيار الحرب الممكنة، وموقف دول الخليج.
فبرأي الدكتور شملان يوسف العيسى، الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، فإن الأطراف الدولية الفاعلة لا تريد الحرب في الخليج رغم الحشود العسكرية الكبيرة، ويقول: «الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان تكثيف الوجود الأميركي في منطقة الخليج لحماية خطوط الملاحة البحرية الدولية... وهذا يعني بكل بساطة أن هذه القوات ‏هي للردع وليست للحرب؛ فأولوية الرئيس دونالد ترمب اليوم هي تفادي الحرب؛ لأنه يعي تداعيات الحرب على المنطقة والعالم وعلى الوضع الداخلي الأميركي، وخصوصاً وأنهم مقبلون على انتخابات جديدة ‏العام المقبل، وهناك معارضة كبيرة للحرب من الكونغرس وقطاع واسع من الشعب الأميركي».
لكن الباحث السعودي الدكتور إبراهيم المطرف، أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يلاحظ أن الانزلاق للحرب قد يكون نتيجة حتمية لتطور الأحداث، وهو يشدد على خطورة المنطقة وأهميتها الاستراتيجية، ويرى أن الهجمات الأخيرة التي وقعت في الخليج وبحر عُمان «تأتي في منطقة من أهم مناطق العالم الاقتصادية، والتي تحتضن مضيق هرمز الذي يمر منه يومياً ما يساوي ثلث إنتاج العالم من النفط، فمنذ عام 2016 يمر عبر المضيق أكثر من 18 مليون برميل من النفط يومياً، ومرّ عبره 17.2 مليون برميل في عام 2017، و17.4 مليون في النصف الأول (فقط) من عام 2018. وهذا ما يؤكد جلياً، أهمية المنطقة التي نحن بصددها، للعالم وللتجارة الدولية. وما يؤكد أيضاً، الأهمية القصوى للاستجابة الدولية لمثل هذ الهجمات الإرهابية».
هل نحن بصدد صفقة - تسوية بين الولايات المتحدة وإيران، أم رسم قواعد اشتباك جديدة؟

- سيناريوهات
يرسم الدكتور عبد الله الشمري، ثلاثة سيناريوهات محتملة نتيجة لتصاعد التوتر في الخليج واستمرار الهجمات الإيرانية: الأول هو الحرب الشاملة، والثاني ضرب حلفاء إيران (كـ«حزب الله» والحوثيين)، والثالث خنق إيران اقتصادياً، والعمل على انهيار النظام من الداخل.
يقول الشمري، إن احتمال «أن تستهدف الولايات المتحدة، إيران، بشكل مباشر بدعم من شركائها في المنطقة ضعيف حالياً، إلا أن هذا الضعف لا يلغي فكرة أن تضرب أميركا بعض النقاط المعينة في إيران في حال قيام إيران بأي عمل استفزازي مؤثر». وهو يرى أنه «إذا أخذنا برد الفعل المحتمل وخطره على المنطقة، فإن هذا الخيار لا يبدو واقعياً في المرحلة الراهنة».
أما سيناريو «استهدف الشبكة الإقليمية لإيران (لبنان، اليمن، العراق، سوريا) من قبل واشنطن فهو احتمال وراد أيضاً، ومخاطره أقل من الدخول في مواجهة مباشرة وشاملة مع إيران».
لكنه يرجّح الاحتمال الثالث: «أن تعمل واشنطن وفق استراتيجية طويلة المدى على انهيار إيران من الداخل عبر أقصى درجة من العقوبات الاقتصادية، وتصفير تصدير النفط الإيراني، وتشديد الضغط السياسي وتكثيف إثارة الاضطرابات الاجتماعية. وهذا السيناريو المبني على تطبيق النموذج السوفياتي؛ أي العمل على انهيار إيران من الداخل، يبدو الأكثر تفضيلاً في الحرب ضد إيران».
يضيف: هذه الاستراتيجية مبنية على منطق العمل على انهيار إيران من الداخل... وهي تعتمد على أدوات اقتصادية وسياسية ودعائية أكثر منها عسكرية. وبهذه الطريقة، يمكن تعميق السخط الاجتماعي، ومن ثم إضعاف النظام أو انهياره من خلال تفجير الغضب الشعبي المتراكم».
ويقول: «المدافعون عن هذه الاستراتيجية يرون أنه حتى لو لم ينهار النظام، إلا أن هذا الضغط الكبير سيؤدي إلى إضعافه؛ لذا هو سيضطر إلى الانسحاب ولو جزئياً من المنطقة».
أما الدكتور شملان العيسى، فهو يرى أن العقوبات الاقتصادية وإن أثبتت فاعليتها، إلا أنها لم تؤثر عملياً في الموقف السياسي لإيران: «فقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض الحصار الاقتصادي أثبت فاعليته وتراجعت صادرات طهران ودخل اقتصادها فترة الكساد والتضخم... لكن الولايات المتحدة فشلت في إرغام إيران على التفاوض مرة أخرى بشأن النشاط النووي وتقليص دعمها للميليشيات التابعة لها في المنطقة، وهي بذلك تعزز موقف المتشددين في طهران».
أما جهود التهدئة، التي تقوم بها أطراف إقليمية كسلطنة عُمان - التي ترتبط بعلاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة - ولعبت دوراً مهماً في استضافة مباحثات الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، فهي تلتقي - برأي إبراهيم المطرف - مع جهود دولية «لمحاولة خلق إجماع دولي يخفف من حدة التوتر في المنطقة».
لكن المطرف يلاحظ أن الولايات المتحدة تحاول بناء موقف دولي آخر يستند إلى معلومات استخبارية، ويقوم على خلق إجماع يدين السلوك الإيراني وتحميله مسؤولية الاعتداءات الأخيرة في الخليج: «وذلك استعداداً لمواجهة احتمالات أي تصعيد مرتقب، ما يجعل المراقب يستنبط حقيقة خطر حرب وشيكة في ظل التصاعد المتجدد للتوترات».
وإذن، فإنه خلافاً للتصريحات الأميركية التي «تفرمل» الاندفاعة نحو الحرب، فإن «الاستعدادات الأميركية... الدفاعية والأمنية في المنطقة تسير على قدم وساق، بين زيادة النشاطات في قواعدها الجوية في مناطق مختلفة من العالم، وتعزيز التدابير الأمنية في تلك القواعد، وإخلائها من المدنيين، وزيادة المناشط البحرية فيها... وهي في مجملها لا يمكن إلا أن تؤخذ على محمل الجد؛ لكونها تمثل ملامح لحرب حقيقية قادمة»، برأي الخبير السعودي إبراهيم المطرف.
لكن احتمالات الحرب ليست مؤكدة، برأي المطرف، ما لم تتجاوز إيران الخطوط الحمراء، وتلك الخطوط هي الاعتداء مباشرة أو بالوكالة على مصالح أميركية أو محاولة غلق مضيق هرمز. يقول الدكتور المطرف: «إن كلاً من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لا تريد حرباً مع إيران، لكنهما يسعيان إلى ردع التهديدات الإيرانية، لكن في حال قامت إيران بمحاولة لإغلاق مضيق هرمز أو بمهاجمة وحدات أميركية، فسوف نرى حرباً في المنطقة، رغم الاستعدادات الأميركية غير المكتملة في الوقت الحاضر... وفيما عدا ذلك، فإن قرع طبول الحرب سيبقى قائماً، دون حدوث حرب في المنطقة».

- الموقف السعودي
لكن ماذا بشأن الموقف الخليجي والسعودي تحديداً؟
السعودية أعلنت أنها ستعمل على تجنب وقوع الحرب في الخليج، وذلك عشية دعوتها زعماء دول الخليج والدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين في مكة في 30 مايو (أيار) الماضي لبحث تداعيات الهجمات الحوثية على أراضيها (هاجم الحوثيون المدعومون من إيران بطائرات مسيرة محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة «أرامكو» بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض في 14 مايو).
فالموقف السعودي من التصعيد عبّر عنه بوضوح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حواره مع «الشرق الأوسط» (16 يونيو/حزيران الحالي)، حيث أكد «المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، لكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية». وبشأن إيران، قال ولي العهد: «كانت يد المملكة دائماً ممدودة للسلام مع إيران؛ وذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار». كما حمّل المسؤولين الإيرانيين مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة، وآخرها الاعتداءات على ناقلات النفط وتهديد الملاحة في الخليج.
أما عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية، فأوضح في مؤتمر صحافي، أن «‬المملكة العربية السعودية لا تريد حرباً في المنطقة ولا تسعى لذلك... وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها».
يقول الدكتور شملان العيسى، إن «جميع الفرقاء في الخليج أصبحوا يعون أن الحرب المفتوحة ستكون كارثية على المنطقة والعالم؛ لذلك جاءت تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واقعية ومنطقية بإعلانه رفض الحرب ودعوته إلى حماية خط الملاحة؛ ‏وهو أدنى المطالب وأكثرها واقعية على ضوء المتغيرات والمستجدات الجديدة في المنطقة».
يضيف الدكتور شملان العيسى: «إن السعودية تريد الحدّ من نفوذ إيران وتوسعها في المنطقة، وكانت هناك بوادر بأن الإدارة الأميركية ستساعد دول الخليج في تحقيق ذلك الهدف... لكن اليوم تبين بشكل واضح أن كل ما تريده الولايات المتحدة هو الحفاظ على مصالحها النفطية والدفاع عن إسرائيل ‏على حساب العرب».
فثمة شكوك لدى بعض الخليجيين من الموقف الأميركي، هناك من يرى أنه متقلب، والبعض يصفه بالضبابي، يقول الدكتور عبد الله الشمري، المحلل السعودي والخبير في الشأن الإيراني «‏المشكلة الرئيسية التي يمكن تواجه أي محلل سياسي أو باحث أكاديمي هو غموض الاستراتيجية الأميركية الفعلية إزاء إيران، وما هو النهج الذي ستتبعه، والهدف النهائي أو الأهداف النهائية لها؟... وحسب تقديري، فإن الغالب أن سياسة الولايات المتحدة المعادية لإيران لن تكون مواجهة قريبة، بل ستكون طويلة الأجل، وإن كانت هذه السياسة التي ستتبعها واشنطن غير واضحة، ولا اللاعبون الأساسيون الذين سيطبقونها».


مقالات ذات صلة

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

حصاد الأسبوع من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

طوال فترة الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، حرص الرئيس المنتخب دونالد ترمب على تأكيد قدرته على كسر كل الحواجز، وإعادة تشغيل العلاقات مع موسكو عبر تفاهمات

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)

لقاءات بوتين وترمب... كثير من الوعود وقليل من التقارب

فور إعلان الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب استعداده لعقد لقاء سريع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين فور توليه السلطة، برزت ردود فعل سريعة تذكر بلقاءات سابقة

حصاد الأسبوع تشابو يواجه تحديات عدة... من التمرد في منطقة كابو ديلغادو إلى السعي لتحقيق تنمية اقتصادية واستغلال موارد الغاز الطبيعي وإدارة تأثيرات التغير المناخي

دانيال تشابو... رئيس موزمبيق الجديد الطامح إلى استعادة الاستقرار

أدَّى دانيال تشابو، الأربعاء الماضي، اليمين الدستورية رئيساً لموزمبيق، مركِّزاً على اعتبار استعادة الاستقرار السياسي والاجتماعي «أولوية الأولويات».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
حصاد الأسبوع لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)

موزمبيق و«فريليمو»... لمحة تاريخية وجيو ـــ سياسية

منذ ما يقرب من خمسين سنة يتربع حزب «فريليمو»، أو «جبهة تحرير موزمبيق»، على سدة الحكم في موزمبيق، مرسّخاً نظام الحزب الواحد، مع أن دستور البلاد المعدل عام 1992

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع الزعيم الكندي جاستن ترودو يعلن أن لا رغبة لبلاده في أن تصبح ولاية أميركية (أ.ب)

ألمانيا تعيش هاجس التعايش مع مطامح ترمب وماسك

لم يدخل الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب البيت الأبيض بعد... ومع ذلك تعيش أوروبا منذ أسابيع على وقع الخوف من الزلزال الآتي. وكلما اقترب موعد الـ20 يناير

راغدة بهنام (برلين)

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)
من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)
TT

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)
من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)

طوال فترة الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، حرص الرئيس المنتخب دونالد ترمب على تأكيد قدرته على كسر كل الحواجز، وإعادة تشغيل العلاقات مع موسكو عبر تفاهمات سريعة وفعالة لوقف القتال في أوكرانيا، ووضع خريطة طريق لمعالجة الملفات الخلافية المتراكمة مع الكرملين. وقبل أيام قليلة من تسلم صلاحياته رسمياً، برزت اندفاعة جديدة من الرئيس الجمهوري نحو روسيا، عندما أعلن استعداده لتنظيم لقاء عاجل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يرسم ملامح العلاقة المستقبلية ويضع خطط إنهاء الحرب وتخفيف التوتر على مسار التنفيذ. لكن اللافت أن هذه التصريحات لم تُقابَل بشكل حماسي في روسيا. بل فضَّل الكرملين التزام لهجة هادئة تؤكد الانفتاح على الحوار، مع التذكير في الوقت ذاته، بعنصرين ضروريين لنجاح أي محاولة لكسر الجليد بين البلدين، أولهما اتضاح الملامح الأولى لرؤية الرئيس الأميركي الجديد لتسوية الملفات الخلافية المتراكمة، والآخر التذكير بشروط الكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وبالتوازي مع ذلك، بدت تعليقات الأوساط المقربة من الكرملين متشائمة للغاية، حيال فرص إحراز تقدم جدّي على أي مسار... لا في الحرب الأوكرانية ولا العلاقات مع «ناتو»، ولا ملفّات الأمن الاستراتيجي في أوروبا.

لا ينظر أحد في روسيا بجدية إلى إمكانية تحقيق قفزات سريعة تؤدّي إلى تحسّن العلاقات مع الولايات المتحدة، وتضع إطاراً واقعياً للحوار حول الملفات الخلافية. وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب صرّح مرّات عدة بأن موقف روسيا يمكن فهمه، وأن سبب الصراع كان إلى حد كبير السياسة المناهضة لروسيا التي تنتهجها «الدولة العميقة» الأميركية، فإن الأوساط الروسية تنظر بريبة إلى قدرة ترمب، العائد بقوة إلى البيت الأبيض، في تجاوز الكثير من «المطبّات» التي تعترض طريق إعادة تشغيل العلاقات بين موسكو وواشنطن.

رسائل روسية واضحة

في هذا الصدد، كان لافتاً أن موسكو تعمّدت توجيه رسائل واضحة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، عبر إطلالتين إعلاميتين لشخصيتين تعدّان من أبرز المقربين لبوتين، هما وزير الخارجية سيرغي لافروف والمستشار الرئاسي وعضو مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وفي الحالتين كان التوقيت وشكل التعامل مع «اندفاعة ترمب» يحظيان بأهمية خاصة.

جوهر كلام المسؤولين ركّز على قناعة بأن العالم قد يكون أمام «فرصة حقيقية للسلام» في عهد ترمب، بيد أن الانفتاح الروسي على الحوار مرتبط باستناد هذا الحوار إلى أسس «مبادرات ملموسة وخطوات ذات معنى بشأن الاتصالات على أعلى مستوى»، والأهم من ذلك، أن تتوافر لدى ادارة ترمب «اقتراحات محددة» بشأن أوكرانيا، وفق تعبير لافروف.

والاقتراحات المحددة المطلوبة روسياً، ينبغي أن تنعكس - كما قال الوزير – بـ«جدية في الاستعداد لحل المشاكل المتراكمة عبر الحوار لا عبر الضغوط والتهديدات» التي لم ينجح سلف ترمب في معالجتها.

وفي إشارة ذات مغزى، قال لافروف إنه «من المفيد أن نرى ما هي الأساليب التي سيستخدمها ترمب لجعل أميركا أعظم». وهذه عبارة أكملها باتروشيف بقوله: «هل سيكون ترمب قادراً على ترجمة نواياه بالكامل؟ وكما أظهرت ولايته الأولى، فإن (الدولة العميقة) السيئة السمعة في الولايات المتحدة... قوية للغاية».

أوكرانيا «رأس الأولويات»

الموقف الذي أعرب عنه المسؤولان الروسيان ينطلق من «الاستعداد للمناقشة والاتفاق على أي شيء باستثناء شيء واحد - أوكرانيا. (...) لقد عبّرنا عن موقفنا مراراً وتكراراً، وهو موقف لا يمكن تغييره». وفي هذا الإطار، لوّح لافروف بأنه إذا توصّلت روسيا إلى استنتاج مفاده أن واشنطن ستواصل دعم «النظام النازي المعادي في كييف» فإنها (أي موسكو) ستضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة. في حين قال باتروشيف إن أوكرانيا «قد تختفي عن الخريطة خلال هذا العام» إذا استمرت السياسات الغربية السابقة.

الرسالة الروسية الثانية لترمب كان فحواها أن أي تسوية أو ضمانات لأوكرانيا، يجب أن تكون مرتبطة باتفاقيات أوسع نطاقاً. وهنا قال لافروف إن «روسيا مستعدة لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، لكنها يجب أن تكون جزءاً من اتفاقيات أكبر». بينما أوضح باتروشيف أنه بالإضافة إلى التوصل إلى ترتيبات أمنية في القارة الأوروبية «يجب وقف التمييز ضد السكان الروس في عدد من البلدان، وبالطبع، في دول البلطيق ومولدوفا».

أما النقطة الثالثة التي تحدّد شروط الحوار، فتنطلق من ضرورة البدء بمنح روسيا ضمانات كاملة عبر ملفي: وقف مسار ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي (ناتو) وتأكيد حيادها لعشرات السنوات، وتقليص القدرات العسكرية لهذا البلد ومنع تسليحه مجدداً.

هكذا، ترى موسكو المدخل الصحيح للحوار، الذي يجب أن يتأسس - كما قال الرئيس الروسي سابقاً - على قاعدة الإقرار بالتغييرات الميدانية التي وقعت خلال سنتين، بما يضمن الاعتراف الغربي بضم شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي ضمتها روسيا خلال عام 2022.

تشكل هذه القاعدة التي تنطلق منها موسكو سبباً وجيهاً للتوقعات المتشائمة حول فرص إحراز تقدم، تضاف إلى الشكوك المحيطة بقدرة ترمب الفعلية على تجاوز كل العقبات والضغوط الداخلية والانطلاق نحو تقديم تنازلات مهمّة للروس.

يرى خبراء روس أن ترمب لن ينجح في قلب الموازين الداخلية،

لصالح إطلاق تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية

التداعيات على أوكرانيا

كيف يتأثر الوضع في أوكرانيا؟

في هذا الإطار، وضع أحد أبرز خبراء السياسة في «المجلس الروسي للسياسة والأمن»، وهو مؤسسة مرموقة ومقربة من الكرملين، التصور التالي لشكل العلاقة مع ترمب في ملفات رئيسة:

بدايةً، في أوكرانيا ستفشل محاولة ترمب للتوصل إلى وقف إطلاق النار على طول خط التماس. وذلك لأن المخططات الأميركية لـ«وقف الحرب» تتجاهل تماماً المصالح الأمنية الروسية، كما تتجاهل الأسباب التي أدت أولاً إلى الأزمة ثم إلى الصراع العسكري واسع النطاق في أوكرانيا.

في المقابل، لن تقبل واشنطن الشروط الروسية لبدء المفاوضات ومعايير السلام التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو (حزيران) الماضي؛ لأنها تعني في الواقع استسلام كييف وهزيمة استراتيجية للغرب. وخلافاً لتوقعات التهدئة، فإن ترمب «المهان»، رداً على رفض خطته، سيعلن دعمه لأوكرانيا ويجمع حزمة أخرى من العقوبات على موسكو. لكنه في الوقت نفسه، سيمتنع عن التصعيد الجدي للصراع؛ كي لا يستفز روسيا ويدفعها إلى ضرب أراضي دول «ناتو»، بما في ذلك القواعد الأميركية الموجودة هناك. ومع هذا، ورغم غطاء الخطاب القاسي المعادي لروسيا، فإن المساعدات الأميركية لنظام كييف ستنخفض، وسيتعيّن على الأوروبيين تغطية العجز الناتج من ذلك. ومن حيث المبدأ، فإن الاتحاد الأوروبي مستعدٌ لذلك، وبالتالي لن يكون هناك خفض كبير في الدعم المادي لأوكرانيا من الغرب في العام الجديد على الأقل.

إلى جانب ذلك، قد تحاول واشنطن، وفقاً للخبير البارز، بدعم من بريطانيا وحلفاء آخرين، تعزيز الموقف السياسي الداخلي لنظام كييف من خلال المطالبة بإجراء انتخابات في أوكرانيا، وبالتالي استبدال فولوديمير زيلينسكي وفريقه المكروهين بشكل متزايد بمجموعة أخرى بقيادة رئيس الأركان السابق فاليري زالوجني. لكن التأثير السياسي المحلي لمثل هذا الاستبدال سيكون قصير الأجل.

العلاقة مع أوروبا

أيضاً، يرى خبراء روس أن ترمب لن ينجح في قلب الموازين الداخلية، لصالح إطلاق تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية. وهذا يعني أنه لن يحقق وعوده حيال علاقة الولايات المتحدة مع «ناتو»، وبدلاً من ذلك، سيرفع السعر الذي يتوجب على الأوروبيين دفعه للانضمام إلى التكتل.

ووفقاً لبعض الخبراء، سيكون لزاماً على الأوروبيين، الذين كانوا يخشون عودة ترمب، أن يقسموا يمين الولاء له. وبالتالي، «لن تكون هناك معارضة ضد ترمب بأي شكل من الأشكال؛ لأن دول الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى أميركا زعيمةً: ليس فقط حاميةً عسكريةً، بل وأيضاً زعيمةً سياسيةً ــ لا تقل عن حاجتها إلى روسيا باعتبارها «تهديداً مباشراً على الأبواب».

بهذا المعنى، تتطابق آراء الخبراء في مسألة أن «العداء لروسيا سيظل العامل الحاسم في توحيد أوروبا في عام 2025».

ويضيف بعضهم القناعة بأنه خلافاً للفكرة الرائجة بأن الأوروبيين متردّدون في مواجهة روسيا، بشكل رئيس بسبب الضغوط الأميركية، فإن الحقيقة أن روسيا، باعتبارها عدواً، تشكل عاملاً قوياً في توحيد النخب الأوروبية ودولها. بمعنى أنه كان لا بد من «اختراع التهديد الروسي»، وتقديم الحرب في أوكرانيا باعتبارها المرحلة الأولى من «الاختطاف الروسي لأوروبا».

في السياق ذاته، ينظر إلى الانتخابات المقبلة في ألمانيا، بأنها ستحمل إلى السلطة ائتلافاً جديداً، سيعمل أيضاً على تشديد السياسة تجاه موسكو. ولكن في الوقت نفسه، من غير المرجح إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بناءً على دعوة من فرنسا، لأن أوروبا تنظر إلى خطر الصدام العسكري المباشر مع روسيا على أنه مفرط في المخاطرة.

وداخلياً، ينتظر أن تواصل أوروبا الاستعداد بنشاط للحرب مع روسيا - وفقاً لأنماط الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، لكن على حدود جديدة، تحولت بشكل كبير نحو الشرق. كذلك، سيزداد الإنفاق العسكري للدول، ويتوسع الإنتاج العسكري، وتتحسن البنية التحتية العسكرية، وبخاصة، على الجانب الشرقي لـ«ناتو». وبناءً عليه؛ سيصبح المناخ الاجتماعي والسياسي أكثر صعوبة أيضاً.

وهكذا، بشكل عام، يقول خبراء روس إن عام 2025 عموماً سيكون مليئاً بالصراعات، الممتدة من عهد ولاية الرئيس جو بايدن حول روسيا وفي أوروبا، كما سيكون محفوفاً بالمنعطفات غير المتوقعة والخطيرة.

ومع القناعة بأن الاضطراب الاستراتيجي يتزايد باطراد، فإن نتيجة المعركة من أجل النظام العالمي الجديد ليست مُحددة مسبقاً بأي حال من الأحوال. إذ إن نقطة التوازن الافتراضية في النظام العالمي لا تزال بعيدة كل البعد عن الأفق. وفي هذا الصدد، يرون أن روسيا ستواجه في عهد الإدارة الجديدة تحدّيات جديدة في العديد من المجالات... ولا بد أن تكون مستعدة لها.