«ولاية سيناء» يعترف في إصدار مرئي بسقوط قتلى وجرحى بين عناصره

بعد أسابيع من تبني «تنظيم داعش» الإرهابي هجوماً استهدف حاجزاً أمنياً تابعاً لقوات الشرطة في مصر يُعرف باسم حاجز (14 بطل) في العريش بسيناء. أعقبه إعلان السلطات المصرية في أكثر من موضع، مقتل أكثر من 27 من عناصره ممن شاركوا في الهجوم الإرهابي. ظهر تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» الإرهابي في إصدار مرئي جديد «اعترف فيه بسقوط قتلى وجرحى بين عناصره». الإصدار الجديد الذي بثه التنظيم على الإنترنت الليلة قبل الماضية، سبقه إصدار آخر بنفس المضمون في مارس (آذار) الماضي. وقال عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الأصولية: «لا يوجد تغيير بين الإصدار الجديد والإصدار السابق للتنظيم، فالتنظيم يحاول تأكيد زعم ثبات عناصره، ويتفادى قلة الأعداد والهروب بإعلان تجديد البيعة لزعيمه أبو بكر البغدادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: أن «المشاهد التي ظهرت في الإصدار لعمليات قديمة، ولم يعرض التنظيم أي مشاهد من عمليته الأخيرة في العريش مطلع الشهر الجاري صبيحة عيد الفطر المبارك».
وأظهر الإصدار الجديد لتنظيم «ولاية سيناء» لقطات لمقتل عناصره برصاص الجيش المصري، مع صوت متحدث يظهر للمرة الأولى في إصدارات التنظيم لقب بأبو جعفر الأنصاري، يدعو أنصاره للثبات، وتجديد البيعة للبغدادي.
وحمل الإصدار المرئي الجديد لـ«ولاية سيناء»، المعروف باسم «أنصار بيت المقدس سابقاً» اسم «... والعاقبة للمتقين»، عُرضت فيه لقطات مصورة سبق ظهورها في إصدارات سابقة، تُظهر تدريبات بدنية وقتالية لعناصر التنظيم، ولقطات لعمليتين إرهابيتين واحدة بالقرب من مطار العريش، والأخرى في «سوق الثلاثاء» الشعبية بمدينة الشيخ زويد.
وكشف الإصدار عن ضعف قوة التنظيم بظهور عدد قليل من عناصره من أعمار مختلفة، وكانوا ملثمين ويقفون بجوار سيارة دفع رباعي، يحملون أسلحة آلية خفيفة. وأكد عبد المنعم أن «العدد الذي ظهر في الفيديو ما يقرب من 15 شخصاً، والإصدار احتوى على مشهد إصابة أحد العناصر في يديه، ثم ظهر نفس هذا الشخص في موضع آخر، وهو يقاتل ويده مربوطة، وكأن التنظيم يريد أن يوجه رسالة أن عناصره تقاتل حتى وهي مصابة»، موضحاً أن «التنظيم اعترف بسقوط قتلى وجرحى في صفوفه»، لافتاً إلى أن «الوجوه الملثمة التي ظهرت في الفيديو بعضها ليس له أصل عربي، وغلب على شكل بعضهم الخارجي النحافة والطول، مما يرجح على أنهم من أصل أفريقي». ويذكر أن «ولاية سيناء» اعتاد إطلاق صفة «الأنصاري» على عناصره المحلية، و«المهاجر» على الوافدين إليه من خارج مصر... وأعلن عن هذه المسميات في إصدارات تعلن نعيهم بعد عمليات انتحارية، وأخرى بعد قتلهم، أثناء عمليات ملاحقة الجيش المصري لهم.
وأكد عمرو عبد المنعم، أن «التنظيم زعم أن عناصره تعيش في حالة من الرغد؛ لكن اللافت أن الأسلحة التي ظهرت في الفيديو قديمة، وغالباً أن بعضها لا يعمل». وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) عام 2018 لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة موالية لـ«داعش»، وتعرف العملية باسم «سيناء 2018». وأضاف عبد المنعم أن «الإصدار الجديد مدته 5 دقائق و45 ثانية، وهو من دون أي موسيقى، كما اعتاد التنظيم، ثم الخطبة، التي تخللتها بعض المشاهد القتالية».