إيطاليا تنتقد قواعد الدين العام في الاتحاد الأوروبي

رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي
رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي
TT

إيطاليا تنتقد قواعد الدين العام في الاتحاد الأوروبي

رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي
رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي

انتقد رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، أي إجراء عقابي على بلاده، من جانب الاتحاد الأوروبي، بسبب زيادة نسبة الديون عن المتبع في الاتحاد، وقال إن هناك خطرا على روما بسبب قواعد الدين «على أساس تقييم مشكوك فيه».
والدين العام الإيطالي بلغ العام الماضي أكثر من 132 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وكتب رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي في رسالة إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي، نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الخميس، أن أي إجراء عقابي من جانب الاتحاد الأوروبي ضد إيطاليا بسبب كبر حجم دينها العام سوف يكون «غير مفهوم».
وتواجه إيطاليا انتقادات من الاتحاد الأوروبي بسبب عدم انضباط ميزانيتها. وفي الشهر المقبل، يمكن أن يتخذ وزراء مالية الاتحاد الأوروبي قرارا بشأن إجراء عقابي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى غرامات باهظة.
وكتب كونتي في الرسالة التي تحمل تاريخ الأربعاء: «أجد أنه من غير المفهوم تعريض إيطاليا... لخطر إجراء انتهاك جديد بسبب قواعد الدين، على أساس تقييم مشكوك فيه».
ويجب على بلدان منطقة اليورو التي يتجاوز الدين العام فيها 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) أن تتخذ إجراءات لخفضه.
وتم توجيه خطاب كونتي إلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وتم إصدار الخطاب قبل ساعات من بدء قمة للاتحاد الأوروبي تستمر ليومين في بروكسل والتي يمكن أن تطرح فيها سياسات ميزانية الإنفاق في إيطاليا للمناقشة.
وقال كونتي إنه مقتنع بأن إيطاليا يمكن أن تقنع الشركاء بأن حالتها المالية العامة تتفق مع قواعد الاتحاد الأوروبي، لكنه دعا أيضا إلى «مراجعة عميقة» لتلك القواعد.
ويقود رئيس الوزراء الإيطالي ائتلافا شعبويا يضم حزب الرابطة اليميني المتطرف وحركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسة. وينتقد كلا الحزبين غالبا قيود الاتحاد الأوروبي.
وكتب كونتي: «بالتأكيد لا يمكن اتهام بلادي بمحاولة تقويض المشروع الأوروبي. بل العكس هو الصحيح: نريد أن نبث حياة جديدة في هذا المشروع».



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.