دمشق تحمّل أنقرة المسؤولية عن الوضع في إدلب

TT

دمشق تحمّل أنقرة المسؤولية عن الوضع في إدلب

قتل مدني وأصيب آخران، ليل الثلاثاء - الأربعاء، جراء قصف صاروخي من طائرات حربية استهدف بلدة سفوهن في ريف إدلب الجنوبي، وعمل الدفاع المدني على إسعاف المصابين في أقرب نقطة طبية، في وقت جدد فيه النظام السوري تأكيده على أن المشكلة في إدلب مرجعها «الوجود التركي ودعم أنقرة للمجموعات الإرهابية».
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في جلسة لمجلس الأمن مساء أول من أمس إن «النظام التركي لم يحترم حسن الجوار... ولو كانت لديه حكمة سياسية لنظر إلى المستقبل».
وأضاف الجعفري، خلال الجلسة: «نحن وهم (تركيا) باقون وموجودون في هذه المنطقة بحكم الجغرافيا والتاريخ». وقبل ساعات من جلسة مجلس الأمن كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن أن النظام السوري لا يرغب في مواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب، لكنه يطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية على الفور، وأنه لن يتراجع عن فرض سيطرته على إدلب لأنها أرض سورية.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تحرشات بين قوات النظام والقوات التركية بعد استهداف الأولى نقاط المراقبة التركية في مناطق خفض التصعيد في إدلب؛ ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة عدد آخر، وأعلنت تركيا الخميس الماضي أنها ردت بقصف مدفعي على قصف النظام لمحيط نقطة مراقبة في إدلب.
وأقامت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بموجب تفاهم تم التوصل إليه في آستانة مع كل من روسيا وإيران.
وقتل مدني وأصيب آخران، ليل الثلاثاء - الأربعاء، جراء قصف صاروخي من طائرات حربية استهدفت بلدة سفوهن في ريف إدلب الجنوبي، وعمل الدفاع المدني على إسعاف المصابين في أقرب نقطة طبية. كما قتل مدنيان وأصيب آخرون جراء قصف مماثل استهدف مدينة إدلب وكفرنبل، تزامناً مع قصف استهدف بلدات وقرى ريف إدلب، بحسب الدفاع المدني.
وتتعرض أرياف إدلب وحماة لقصف مكثّف من قوات النظام وروسيا، منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي - التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
وتندرج إدلب ضمن اتفاق «خفض التصعيد» الذي توصلت إليه الدول الضامنة لمؤتمر آستانة (تركيا، روسيا، إيران) في 2017، وأيضاً اتفاق «المنطقة منزوعة السلاح» الموقّع في سوتشي بين روسيا وتركيا في سبتمبر (أيلول) 2018.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.