وزراء خارجية «الشركاء الإقليميين للسودان» يبحثون «تحفيز» الحوار

TT

وزراء خارجية «الشركاء الإقليميين للسودان» يبحثون «تحفيز» الحوار

يسعى وزراء خارجية «الشركاء الإقليميين للسودان» خلال اجتماع، يعقد اليوم (الخميس)، في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، برئاسة مصرية، لـ«تحفيز الأطراف السودانية على استئناف الحوار المباشر فيما بينها»، و«الاتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية»، بعد أكثر من شهرين على الإطاحة بحكم عمر البشير.
ويضم الاجتماع، الذي يترأسه وزير الخارجية المصري سامح شكري، وزراء خارجية الشركاء الإقليميين للسودان، وهم «إثيوبيا، تشاد، جمهورية الكونغو، أفريقيا الوسطى، جيبوتي، إثيوبيا، كينيا، رواندا، الصومال، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، أوغندا، نيجيريا، إريتريا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي».
ويأتي اللقاء في إطار توصيات قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان عقدت في القاهرة، في 23 أبريل (نيسان) الماضي، واتصالاً برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام. وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن الاجتماع، الذي دعت إليه مصر، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، يأتي استكمالاً لمساعيها الرامية لتنسيق الرؤى الإقليمية التي تهدف إلى توفير المناخ المواتي الذي يُحفز مختلف الأطراف السودانية على استئناف الحوار المباشر وتعزيز العمل المشترك فيما بينها، وصولاً إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية.
وأوضح أن «الاجتماع يعكس حرص الأطراف المشاركة به على تماسك ووحدة واستقرار السودان الشقيق»، مشيراً إلى أن «مصر تواصلت مع الأطراف السودانية كافة قبل انعقاد الاجتماع، من أجل التأكيد على الرغبة المشتركة في مساعدة الأطراف السودانية كافة على التوصل لاتفاق فيما بينها، بما يكفل الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، ويحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية».
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن «الدول المشاركة تعتزم طرح تصوراتها ورؤاها خلال الاجتماع إزاء مجمل الأوضاع في السودان، خلال هذه المرحلة الهامة والدقيقة، إدراكاً منها لما يمثله أمن واستقرار السودان من أهمية بالغة للمنطقة والقارة الأفريقية بأكملها». ونوه إلى حرص الدول المشاركة على تقديم أوجه الدعم اللازم كافة لجميع الأطراف السودانية من أجل إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية، وفق نهج شامل يضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه فيما بينها.
ويتولى إدارة شؤون السودان، منذ عزل البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، مجلس عسكري انتقالي، يترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لكنه يواجه باعتراضات واسعة من جانب قوى «الحرية والتغيير» المعارضة، التي تقود الاحتجاجات هناك، في ظل خلافات بشأن خريطة طريق المرحلة الانتقالية.
وتعثرت المفاوضات بين الطرفين منذ نحو أسبوعين، بعدما اقتحمت القوات السودانية في 3 يونيو (حزيران) الحالي، ساحة اعتصام القوى المعارضة، التي أقامها المحتجون أمام القيادة العامة للجيش، وفضّت اعتصامهم بالقوة، ما أسفر عن وقوع أكثر من 100 قتيل. وعلّق الاتحاد الأفريقي مطلع الشهر الحالي مشاركة السودان في أنشطته لحين تشكيل حكومة مدنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.