روسيا تعرض مخططاً لمواجهة تهديد النيازك للأرض

مخطط القاعدة المأهولة على سطح القمر التي تعمل روسيا على تشييدها
مخطط القاعدة المأهولة على سطح القمر التي تعمل روسيا على تشييدها
TT

روسيا تعرض مخططاً لمواجهة تهديد النيازك للأرض

مخطط القاعدة المأهولة على سطح القمر التي تعمل روسيا على تشييدها
مخطط القاعدة المأهولة على سطح القمر التي تعمل روسيا على تشييدها

كشفت روسيا لأول مرة عن تفاصيل «هندسية» لمشروعها «القمري»، وعرضت خلال مشاركتها في معرض لوبورجيه الجوي في فرنسا مخططاً للقاعدة المأهولة على سطح القمر، في وقت دخلت فيه التحضيرات للبدء بهذا المشروع مراحلها النهائية. وإلى جانب المهام العلمية المعلنة سابقاً، كشفت تصريحات مسؤولين روس عن تعويلهم على دور تلعبه القاعدة المأهولة على سطح القمر في مجال ضمان أمن الكرة الأرضية حال تعرضها لتهديد من نيازك أو أي أجسام فضائية أخرى، قد يؤدي سقوطها على الأرض إلى كارثة عالمية.
ضمن مشاركته في معرض لوبورجيه، قدم معهد الدراسات العلمية التابع لوكالة الفضاء الروسي (روس كوسموس) عرضاً تفصيلاً للمشروع القمري الروسي، تضمن بما في ذلك مخططات هندسية للقاعدة المأهولة التي ستُشيد على سطح القمر. ومع التحضيرات لإطلاق رحلات فضائية مأهولة نحو القمر، وهبوط على سطحه خلال السنوات المقبلة، فإن المرحلة الرئيسية من المشروع الروسي ستبدأ عام 2030، بهبوط مع إقامة لفترة أطول على سطحه، يقوم خلالها العلماء الروس باختبارات سطحية، ومن ثم تبدأ مرحلة الرحلات الدورية لنقل معدات وتقنيات مثل محطات توليد الطاقة، ومحطات البث، ومواد بناء، وغيرها من مواد أساسية لتشييد القاعدة المأهولة، والتي يتوقع أن يتم افتتاحها بحلول عام 2035.
وخلال تلك المراحل ستعمل على سطح القمر، إلى جانب رواد الفضاء، مركبات آلية وعربات تستخدم في أعمال البناء. وتظهر ضمن التصميم الهندسي لتلك القاعدة منشآت تُستخدم لإقامة رواد الفضاء، وتكون في الوقت ذاته مختبرات للأبحاث العلمية، فضلاً عن منشآت أخرى تمثل معاً بنى تحتية خدمية تضمن توفير الشروط المناسبة للحياة داخل القاعدة.
فكرة إقامة قواعد مأهولة على سطح القمر تحولت من «طموح خيالي» إلى واقع بفضل التطور التقني الذي حققه الإنسان. وتسعى روسيا من خلال إقامة تلك القواعد إلى إجراء دراسة معمقة لطبيعة القمر، وأبحاث علمية أخرى حول الفضاء القريب من الكرة الأرضية، مع خطط مستقبلية للاستفادة من سطح القمر كقاعدة لإطلاق رحلات نحو كواكب أخرى في المجموعة الشمسية.
ويبدو أن وكالة الفضاء الروسية لا تسقط من حساباتها الدور الذي قد تلعبه القواعد على سطح القمر في مواجهة المخاطر القادمة من الفضاء والتي تهدد الكرة الأرضية. هذا ما كشف عنه دميتري روغوزين، مدير عام «روس كوسموس»، الذي أشار ضمن اقتراحه على الصين إقامة شراكة مع روسيا في هذا المشروع، إلى أن الوكالة تسعى بما في ذلك إلى مرحلة التعاون الدولي في مجال الأمن من الكويكبات والنيازك، على أساس القواعد على سطح القمر.


مقالات ذات صلة

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )
يوميات الشرق نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، وأن الكوكب لم يعرف المحيطات، وفق دراسة أجرتها جامعة كامبريدج.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.