نتنياهو أرجأ إخلاء «الخان الأحمر» استجابة لطلب واشنطن

الإدارة الأميركية لا تريد التشويش على أجواء «صفقة القرن»

TT

نتنياهو أرجأ إخلاء «الخان الأحمر» استجابة لطلب واشنطن

كشفت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، أمس الثلاثاء، أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتأجيل قرية الخان الأحمر الفلسطينية لمدة ستة شهور، أي حتى منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم، تم استجابة لطلب من الإدارة الأميركية.
ووفقاً لهذه المصادر فإن الأميركيين طلبوا منع هدم الخان الأحمر حتى يتم طرح خطتهم للتسوية السياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المعروفة باسم «صفقة القرن»، تجنبا لخلق حالة من التوتر مع قيادة السلطة الفلسطينية ومنعا للتشويش على الصفقة وكيفية بحثها.
وكان نتنياهو قد اتخذ قراره بهذا الشأن بهدوء وبشكل صارم وأبلغ رفاقه في الحكومة، بمن في ذلك وزراء اليمين المتطرف. وأعطى أوامره للنيابة العامة الإسرائيلية، فتقدمت هذه بطلب إلى المحكمة العليا، أول من أمس، لتصادق على تأجيل تنفيذ قرارها إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر «إلى حين تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، التي ستجرى في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل».
وجاء لافتا أن هذا القرار يأتي على الرغم من أن أحزاب اليمن دعت خلال حملتها الانتخابية للكنيست الأخيرة، إلى هدم قرية الخان الأحمر، وجعلت الموضوع علما لها في دفع مشاريع الاستيطان. ووعدت بتنفيذ قرار المحكمة العليا، الذي اتخذ بالمصادقة على الإخلاء بعد مداولات في أروقة القضاء دام تسع سنوات. وطالبت أحزاب اليمين في حينه، نتنياهو، بعدم إرجاء الهدم وإخلاء القرية، بموجب القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
وعلقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على قرار نتنياهو تأجيل هدم الخان الأحمر، أنه بمثابة دليل على استطاعته اتخاذ القرارات الصعبة من دون خوف من رفاقه في اليمين، إذا أراد ذلك. وليس صحيحا أنه يستصعب تمريرها في ظل الائتلاف الحاكم.
يذكر أن قرية الخان الأحمر، هي تجمع بدوي في محافظة القدس، قائمة منذ سنة 1931 وتقع على الطريق السريعة رقم1 شرق مدينة القدس. بلغ عدد سكانها عام 2018 (173) نسمة، بينهم 92 طفلا يعيشون في الخيام والأكواخ من قبيلة الجهالين البدوية. وقد أسسوها في سنة 1921 وتم احتلالها في العام 1967، وتريد سلطات الاحتلال اليوم ترحيل سكانها وهدمها بغرض توسيع مستوطنتي «معاليه أدوميم» و«كفار أدوميم» القريبتين. وتكتسب القرية أهميتها الاستراتيجية لأنها تربط ما بين جنوب الضفة الغريبة وشمالها، وهي من المناطق الفلسطينية الوحيدة المتبقية فيما يعرف بشارع «E1»، الذي تريده سلطات الاحتلال كاسحا للوحدة الجغرافية للضفة ومنعها من تشكيل امتداد جغرافي للدولة الفلسطينية. وقد اتخذت سلطات الاحتلال قرارها بالترحيل، بناء على طلب المستوطنين. فاعترض المواطنون الفلسطينيون ومعهم عدد من الجمعيات وحركات السلام الإسرائيلية. وتوجهوا إلى المحكمة. ولكن القضاء الإسرائيلي استجاب لسياسة السلطة وأصدر قراره بتأييد هدم القرية وتشريد سكانها. ولأن قرار الهدم بات سياسيا تبت فيه الحكومة لوحدها، فقد بادرت الجمعية الاستيطانية «ريغافيم» إلى التقدم بشكوى ضد الحكومة بدعوى أنها تخرق قرارات المحكمة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.