العثماني: الحكومة تسعى إلى توفير حاجيات المغرب في المجال الصحيhttps://aawsat.com/home/article/1774086/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A
العثماني: الحكومة تسعى إلى توفير حاجيات المغرب في المجال الصحي
الرباط:«الشرق الأوسط»
TT
الرباط:«الشرق الأوسط»
TT
العثماني: الحكومة تسعى إلى توفير حاجيات المغرب في المجال الصحي
اعترف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بأن بلاده من الدول التي تعاني «نقصاً في الأطر الطبية وشبه الطبية والتقنية المتخصصة في القطاع الصحي»، مؤكداً أن حكومته تسعى لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير حاجيات المغرب في المجال الصحي. وقال العثماني في افتتاح المناظرة الوطنية التي نظمتها وزارة الصحة أمس، تحت شعار: «أي نموذج لتمويل التغطية الصحية الشاملة»، إنه واعٍ بالتحديات التي تتزايد في القطاع الصحي، مشدداً على ضرورة معالجة «النقص على مستوى الموارد المالية والإمكانيات البشرية المتاحة». وأضاف العثماني: «بذلنا خلال السنتين الأخيرتين جهداً كبيراً لرفع ميزانية الصحة بنحو 16 في المائة، ومستعدون للاستمرار خلال السنوات المقبلة في رفع الإمكانيات الموجهة للقطاع، سواء المادية أو البشرية، مع تعزيز الحكامة والنجاعة والاستعمال الأمثل لهذه الموارد». وأكد العثماني ضرورة ربط تمويل القطاع بضمان تحسين حكامته «بما يضمن التوظيف الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة في المجال الصحي»، كما حث على اعتماد مقاربة اجتماعية واقتصادية مندمجة وشاملة في القطاع، داعياً إلى ابتكار آليات جديدة لضمان تمويل المنظومة الصحية، عبر البحث عن إمكانية جعل الشراكة بين القطاع العام والخاص «رافعة من روافع تمويل القطاع الصحي، وضمان نجاعته، وتوفير الخدمات الصحية لكافة المواطنات والمواطنين». وفي سياق ذلك، حث العثماني المشاركين في المناظرة الوطنية حول التمويل الصحي على إجراء حوار «موسع شفاف لرصد أوفق السبل لتمويل ناجح وناجع للمنظومة الصحية، يسهم في مراجعة جذرية لها»، وفق تعبيره.ومن جهته، أفاد وزير الصحة أنس الدكالي بأن الهدف الرئيسي للمناظرة هو «تعبئة ذكائنا الجماعي لإعداد هذه الاستراتيجية وذلك من خلال مساهمة جميع الشركاء لإعداد خارطة طريق تمكن من إرساء تصور شمولي لنظام تمويل مستقبلي للقطاع الصحي». واعتبر الدكالي أن الاستراتيجية الجاري إعدادها من شأنها أن تقدم «حلولاً قابلة للتفعيل من الجانب التقني، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد السياسي، لمعالجة القضايا الكبرى لنظام تمويل القطاع الصحي». وعبر وزير الصحة عن اقتناع الحكومة بأهمية «تنسيق الجهود بين مختلف الشركاء والفاعلين بغية بلورة استراتيجية وطنية لتمويل المنظومة الصحية، عبر تقاسم الخبرات، والممارسات الناجحة في مجال تمويل القطاع الصحي»، معتبراً أن الانفتاح على التجارب الرائدة، ونهج الحوار المستمر مع الهيئات والمنظمات الفاعلة في المجالات ذات الصلة «أساسي لضمان النجاح لأي مشروع هيكلي»، مشدداً على أن المناظرة الوطنية تمثل «فرصة سانحة للتأسيس لتمويل مندمج ومستدام للمنظومة الصحية».
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.