العثماني: الحكومة تسعى إلى توفير حاجيات المغرب في المجال الصحي

TT

العثماني: الحكومة تسعى إلى توفير حاجيات المغرب في المجال الصحي

اعترف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بأن بلاده من الدول التي تعاني «نقصاً في الأطر الطبية وشبه الطبية والتقنية المتخصصة في القطاع الصحي»، مؤكداً أن حكومته تسعى لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير حاجيات المغرب في المجال الصحي.
وقال العثماني في افتتاح المناظرة الوطنية التي نظمتها وزارة الصحة أمس، تحت شعار: «أي نموذج لتمويل التغطية الصحية الشاملة»، إنه واعٍ بالتحديات التي تتزايد في القطاع الصحي، مشدداً على ضرورة معالجة «النقص على مستوى الموارد المالية والإمكانيات البشرية المتاحة».
وأضاف العثماني: «بذلنا خلال السنتين الأخيرتين جهداً كبيراً لرفع ميزانية الصحة بنحو 16 في المائة، ومستعدون للاستمرار خلال السنوات المقبلة في رفع الإمكانيات الموجهة للقطاع، سواء المادية أو البشرية، مع تعزيز الحكامة والنجاعة والاستعمال الأمثل لهذه الموارد».
وأكد العثماني ضرورة ربط تمويل القطاع بضمان تحسين حكامته «بما يضمن التوظيف الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة في المجال الصحي»، كما حث على اعتماد مقاربة اجتماعية واقتصادية مندمجة وشاملة في القطاع، داعياً إلى ابتكار آليات جديدة لضمان تمويل المنظومة الصحية، عبر البحث عن إمكانية جعل الشراكة بين القطاع العام والخاص «رافعة من روافع تمويل القطاع الصحي، وضمان نجاعته، وتوفير الخدمات الصحية لكافة المواطنات والمواطنين».
وفي سياق ذلك، حث العثماني المشاركين في المناظرة الوطنية حول التمويل الصحي على إجراء حوار «موسع شفاف لرصد أوفق السبل لتمويل ناجح وناجع للمنظومة الصحية، يسهم في مراجعة جذرية لها»، وفق تعبيره.ومن جهته، أفاد وزير الصحة أنس الدكالي بأن الهدف الرئيسي للمناظرة هو «تعبئة ذكائنا الجماعي لإعداد هذه الاستراتيجية وذلك من خلال مساهمة جميع الشركاء لإعداد خارطة طريق تمكن من إرساء تصور شمولي لنظام تمويل مستقبلي للقطاع الصحي». واعتبر الدكالي أن الاستراتيجية الجاري إعدادها من شأنها أن تقدم «حلولاً قابلة للتفعيل من الجانب التقني، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد السياسي، لمعالجة القضايا الكبرى لنظام تمويل القطاع الصحي».
وعبر وزير الصحة عن اقتناع الحكومة بأهمية «تنسيق الجهود بين مختلف الشركاء والفاعلين بغية بلورة استراتيجية وطنية لتمويل المنظومة الصحية، عبر تقاسم الخبرات، والممارسات الناجحة في مجال تمويل القطاع الصحي»، معتبراً أن الانفتاح على التجارب الرائدة، ونهج الحوار المستمر مع الهيئات والمنظمات الفاعلة في المجالات ذات الصلة «أساسي لضمان النجاح لأي مشروع هيكلي»، مشدداً على أن المناظرة الوطنية تمثل «فرصة سانحة للتأسيس لتمويل مندمج ومستدام للمنظومة الصحية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.