الاحتباس الحراري يهدد باختفاء وجبات أسماك شهيرة

طبق سمك مع بطاطا (ديلي ميل)
طبق سمك مع بطاطا (ديلي ميل)
TT

الاحتباس الحراري يهدد باختفاء وجبات أسماك شهيرة

طبق سمك مع بطاطا (ديلي ميل)
طبق سمك مع بطاطا (ديلي ميل)

حذرت دراسة حديثة من أن بعض وجبات السمك الشهيرة عالمياً يمكن أن تختفي من قوائم الطعام كلياً، وإلى الأبد، وذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول العلماء إن الأسماك البحرية الأكثر شهرة، بما في ذلك سمك القد وسمك الحدوق، تواجه خطر الانقراض لأن درجات الحرارة المرتفعة تقلل من انتشار مادة الأكسجين في المحيطات، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
واستندت النتائج إلى تحليل لقشريات مختلفة الحجم وُجدت بوفرة في القطب الجنوبي.
وعندما يقل الأكسجين في المياه التي تعيش فيها الأسماك، تصبح هذه المخلوقات عرضة للخطر، ما يدعم النظرية أن الكائنات البحرية قد تطالها تداعيات التغير المناخي الحاصل في العالم.
وقال الدكتور سيمون مورلي، أحد علماء دراسة البيئة في هيئة المسح البريطاني الخاصة بأنتاركتيكا، إن الحيوانات البحرية تزدهر في المحيط الجنوبي، لكن الحياة في هذه المياه المتجمدة أدت إلى تطور كثير من الخصائص المميزة.
وأضاف أن هذه «الاستراتيجيات، التي تسمح للحيوانات بالبقاء على قيد الحياة في البرد، من المتوقع أن تجعل كثيراً من اللافقاريات البحرية في القطب الجنوبي والأسماك عرضة لتأثير تغير المناخ».
وأشار مورلي إلى أن فهم هذه التأثيرات «لن يساعدنا فقط في التنبؤ بمصير التنوع البيولوجي البحري في القطبين، بل سيعلمنا أيضاً كثيراً عن الآليات التي ستحدد بقاء الأنواع المختلفة من المخلوقات على قيد الحياة عبر محيطات العالم».
وأكدت الدراسة أيضاً أن الفشل في التحكم في انبعاثات الغازات الدفيئة سيكون له تأثير أكبر على النظم البيئية البحرية مما كان متوقعاً في السابق.
وشارك البروفسور جون سبايسر الذي أسهم في تأليف هذه الدراسة، وهو عالم متخصص بالحيوانات البحرية في جامعة بليموث، في دراسة امتدت على أكثر من 30 عاماً تتناول تأثير تغير المناخ على الكائنات الحية في المحيطات.
وقال: «على مدى السنوات الخمسين الماضية، انخفض معدل الأكسجين في محيطاتنا بنحو من 2 إلى 5 في المائة، وهذا له تأثير بالفعل على قدرة المخلوقات البحرية على العيش».
وأضاف: «وفي حال لم تتكيف بعض الأنواع مع مستويات الأكسجين المتدنية، فإن كثيراً من اللافقاريات البحرية الكبيرة إما ستنكمش في الحجم أو ستواجه الانقراض، ما سيكون له تأثير سلبي عميق على النظم البيئية».
وأكد البروفسور سبايسر أن أحد أهم التغييرات التي تحدث في المحيط هي تلك التي تسببها الأنشطة البشرية.


مقالات ذات صلة

الهند: عام 2024 كان الأعلى حرارة منذ 1901

يوميات الشرق موظف في مدينة ميامي يوزع زجاجات المياه على المشردين لمساعدتهم على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة (أ.ب)

الهند: عام 2024 كان الأعلى حرارة منذ 1901

أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، الأربعاء، أن عام 2024 كان الأكثر حرّاً منذ سنة 1901، في ظل ظروف الطقس الحادة التي يشهدها العالم.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.