نتنياهو يشتبه بوجود مؤامرة عليه داخل حزبه

TT

نتنياهو يشتبه بوجود مؤامرة عليه داخل حزبه

في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، إلى إعادة خصميه اللدودين في اليمين المتطرف نفتالي بنيت وأييلت شكيد، إلى حضن اتحاد أحزاب اليمين، كشفت مصادر في محيطه أنه يعيش حالة قلق مما يصل إليه من معلومات عن رفاق له في الحزب، ينسجون المؤامرات حوله لإسقاطه.
وقالت هذه المصادر إن نتنياهو يشتبه بعدد من النواب والقادة في حزبه يلتقون مع خصومه السياسيين ويخططون معهم للتخلص من حكمه، وإنه سُمع يقول: «يتربصون بي ويتمنون لي أن أنتقل إلى السجن».
ويعتقد نتنياهو أن رأس الحربة في المعركة لإسقاطه هو رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان، الذي عرقل مهمته لتشكيل الحكومة في الشهر الماضي. ولذلك فإنه يسعى لتوحيد صفوف اليمين في قائمة واحدة إلى يمين حزب الليكود، كي يضمن أن يكون الخيار أمام ناخبي اليمين في انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) القادمة، في 17 سبتمبر (أيلول) القادم، التصويت لقائمة كهذه أو لحزب الليكود، وذلك في محاولة لضمان أغلبية في الكنيست لليمين من دون حزب ليبرمان.
ووفقاً للمصادر المذكورة، فإن نتنياهو على قناعة تامة بأن ليبرمان وضع خطة لإسقاطه عن الحكم ومنعه من تشكيل الحكومة الجديدة، وبأنه يسعى إلى ضمان فوز اليمين بأكثرية 61 مقعداً في الكنيست، من دون نتنياهو. وحسب هذه الشكوك، فإن ليبرمان يبني مخططه على التوقعات بأن تضعف قوة الحزبين الكبيرين: «الليكود» و«كاحول لافان»، في الانتخابات القريبة، بحيث لن يتمكنا من تشكيل ائتلاف حكومي من دونه. وعندها يدفع باتجاه تشكيل حكومة معهما برئاسة أي شخص آخر سوى نتنياهو. وعليه، باشر نتنياهو مساعيه لتوحيد أحزاب اليمين في قائمة واحدة وتحقيق الأكثرية وإجهاض فكرة حكومة الوحدة. لكن نتنياهو، وفقاً للمصادر ذاتها، يشتبه بوجود مؤامرة كبيرة ضده، إذ من دون مساعدة داخلية في حزب الليكود، لا يستطيع ليبرمان التآمر لإسقاطه. وحسب هذه الشبهات فإن هناك شركاء لخطة ليبرمان من داخل المعسكر، وأن شريكين محتملين في هذه الخطة هما رئيس حزب «كولانو» وزير المالية الحالي، موشيه كاحلون، الذي يخوض الانتخابات في إطار حزب الليكود، والقيادي في الليكود عضو الكنيست جدعون ساعر، المحسوب منافساً له داخل الحزب منذ عدة سنوات.
ويقول نتنياهو للمقربين منه: «الهدف الآن توحيد أحزاب اليمين حتى لا تضيع علينا أصوات من ناخبي أحزاب اليمين التي لم تعبر نسبة الحسم في الانتخابات الأخيرة»، وهي: حزب «اليمين الجديد» برئاسة خصمي نتنياهو وزوجته، بينيت وشاكيد، وحزب «زيهوت» برئاسة موشيه فايغلين، وحزب «غيشر» برئاسة أورلي ليفي أبيكسيس. وقد صوت لهذه الأحزاب الثلاثة في الانتخابات الأخيرة قرابة 330 ألف ناخب، أي ما يعادل 10 مقاعد في البرلمان. ويدفع نتنياهو نحو تشجيع «اليمين الجديد» على خوض الانتخابات في قائمة اتحاد أحزاب اليمين الاستيطانية، ومقابل ذلك يعرض على قائدي الاتحاد ثلاث حقائب وزارية، هي التعليم والمواصلات والشؤون الاستراتيجية إضافة إلى عضوية الكابنيت (المجلس الوزاري المصغر بشؤون الأمن والسياسة). وقد عرض هذه المناصب على زعيمي حزب الاتحاد رافي بيرتس وبتصلئيل سموترتش في لقائه بهما أمس.
ويعمل نتنياهو على توجيه جهود كبيرة في حملته الانتخابية إلى جمهور المهاجرين الروس، الذين يمنحون جزءاً كبيراً من أصواتهم لحزب ليبرمان ولمنع ليبرمان من تجاوز نسبة الحسم.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.