طلبة الطب في المغرب يهددون بالعودة إلى الشارع

TT

طلبة الطب في المغرب يهددون بالعودة إلى الشارع

يتجه ملف الطلبة الأطباء المغاربة نحو مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، حيث هددت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بتنظيم مسيرة احتجاجية في الرباط، وأعلنت رفضها اتهامات الحكومة لجماعة «العدل والإحسان»، شبه المحظورة، بتوجيههم ودفعهم لمقاطعة الامتحانات.
وأكدت التنسيقية، في لقاء صحافي عقدته أمس بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، أن قرار مقاطعة الامتحانات «جرى اتخاذه من طرف الجموع العامة للطلبة بمختلف الكليات».
ونفى المتحدثون باسم التنسيقية الوطنية للطلبة الأطباء وجود «أي أجندات سياسية تحركهم»، معتبرين أن بيان الحكومة الذي وجهت فيه اتهامات مباشرة لجماعة «العدل والإحسان» بالوقوف وراء مقاطعتهم الامتحانات «أمر مؤسف، وفيه استصغار واضح للطلبة الأطباء وذكائهم».
وجددت التنسيقية، في اللقاء الصحافي ذاته، التأكيد على أن مقاطعة الامتحانات بلغت نسبة مائة في المائة، وأكدت أن «18 ألف طالب طب ما زالوا ملتزمين بمقاطعة الامتحانات التي أعلنت بدايتها وزارة التعليم مطلع الأسبوع الماضي».
ويتمسك الطلبة الأطباء باستجابة الحكومة لملفهم المطلبي قبل تعليق إضرابهم ومقاطعتهم للامتحانات، حيث اعتبروا أن الإجراءات الـ14 التي أعلنت وزارتا التعليم والصحة اتخاذها استجابة لملفهم المطلبي «مجرد صيغ عامة وتسويف».
وترك الطلبة الأطباء باب الحوار مفتوحاً مع الحكومة من أجل إيجاد حل للملف، وأفادوا بأنهم يراسلون الوزارة منذ سنة ونصف السنة بخصوص الجلوس للحوار وتقديم مطالبهم «لكن لم تتم الاستجابة لنا إلا عندما أعلنا الخروج للاحتجاج».
ونددت تنسيقية الطلبة الأطباء بالنبرة التهديدية التي جاءت في بيان الحكومة الأسبوع الماضي، حيث قال الناطق باسمها، مصطفى الخلفي: «ستحرص الحكومة على تطبيق المقتضيات القانونية والمسطرية الجاري بها العمل في مثل هذه الوضعية، بما في ذلك إعادة السنة الجامعية، أو الفصل بالنسبة للطلبة الذين استوفوا سنوات التكرار المسموح بها».
وجدد المسؤول الحكومي التأكيد على أن سيناريو السنة البيضاء لن يحدث. وسجل أن الامتحانات ستظل مفتوحة في وجه الطلبة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».