إصرار حوثي على التهديد بوقف المساعدات عن ملايين اليمنيين

تدابير تعسفية في حجة والحديدة واستقطاع من الحوالات النقدية في ريمة

TT

إصرار حوثي على التهديد بوقف المساعدات عن ملايين اليمنيين

تهدد سياسة الميليشيات الحوثية والعراقيل التي تضعها الجماعة الموالية لإيران بوقف المشاريع الدولية والأممية الخاصة بالمساعدات الإنسانية سواء على مستوى الغذاء أو المساعدات الطبية وحتى مشروع الحوالات النقدية؛ حيث تعهد أخيراً البنك الدولي بتمويله أربع دورات مقبلة حتى منتصف 2020.
وفي هذا السياق؛ ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الجماعة الحوثية رفضت المساعي التقريبية كافة التي قادتها المنسقة الأممية ليز غراندي بين «برنامج الأغذية العالمي» وقادة الجماعة، والرامية إلى إقناع الأخيرين بالموافقة على «نظام البصمة» لصرف المساعدات للمستفيدين.
وأوضحت المصادر أن سلسلة لقاءات أجرتها المسؤولة الأممية مع مختلف القادة الحوثيين خلال الأيام الماضية شملت رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور ووزير خارجيته هشام شرف، والقيادي الأبرز في الجماعة أحمد حامد المعيّن مديراً لمكتب رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، والمسؤول الفعلي عن ملف المساعدات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة، غير أنها لم تفض إلى اتفاق.
وكشفت المصادر عن تمسك القيادي أحمد حامد الذي يترأس ما يسمى «مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث» بضرورة خضوع توزيع المساعدات الغذائية لإشراف الجماعة ورفض «نظام البصمة» الذي يحاول «برنامج الأغذية» اعتماده للحد من سرقة المعونات من قبل القادة الحوثيين.
وتعزيزاً لموقف حامد المتشدد من فكرة إصلاح نظام توزيع المساعدات ورفض المساعي التي قادتها غراندي، ذكرت المصادر الرسمية للجماعة أن الأول دعا إلى اجتماع موسع حضره كبار القادة الحوثيين؛ وبينهم وزراء بارزون في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يوم أمس، وشدد على ضرورة خضوع المساعدات الأممية للجماعة عن طريق الإشراف المباشر عليها وعدم السماح بتنفيذ أي مشروع إنساني ما لم يحصل على مباركة الميليشيات.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن حامد شدد على إيجاد آليات خاصة بالجماعة تضمن عدم خروج المساعدات الدولية عن سيطرتها، وبما يخدم أجندة الجماعة في استغلال المساعدات لتلميع صورة القادة الحوثيين وتسخيرها للحشد والتعبئة والاستقطاب.
وجاء الاجتماع للقادة الحوثيين بعد أيام من رفض حامد خطط «برنامج الأغذية العالمي» وزعمه أن تأسيس قاعدة بيانات للمستفيدين عبر «نظام البصمة» من قبل المشروع يعد «انتهاكاً لسيادة الجماعة» بحسب تصريحاته التي نقلتها المصادر الرسمية لجماعته.
وكان «برنامج الأغذية العالمي» اتهم أكثر من مرة الميليشيات الحوثية بأنها «تسرق المساعدات الغذائية من أفواه» الجياع، وهدد بأنه قد يضطر إلى وقف برامجه في مناطق سيطرة الجماعة بسبب عمليات الفساد الواسعة التي تصاحب عملية توزيع المساعدات.
وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر حكومية يمنية بأن الميليشيات الحوثية أقدمت على منع المنظمات الدولية والمحلية من التعامل مع مكاتب الصحة والمستشفيات في المناطق والمحافظات الخاضعة لها في إطار إجراءاتها للاستحواذ على المساعدات الإنسانية.
وأفادت المصادر بأن وزارة الصحة التابعة للانقلابيين أصدرت تعميماً وزع على جميع المنظمات؛ طالبها بعدم التعامل مع مكاتب الصحة والمستشفيات في جميع المحافظات، وحصر التعامل مع الوزارة فقط؛ وهو ما قد يؤدي إلى عرقلة الأنشطة التي تنفذها المكاتب بدعم المنظمات الدولية.
واتهم مصدر في مكتب الصحة بالحديدة التابع للانقلابيين وزارة الانقلاب في صنعاء باللهث وراء التمويل الإنساني والمساعدات الصحية بهدف السيطرة عليها، وبيعها في السوق السوداء، وصرفها في أغراض لا علاقة لها بالصحة.
وكانت اتهامات من منظمات إنسانية دولية صدرت لميليشيات الحوثي بتخزين الأدوية المقدمة من المنظمات، ومن ثم بيعها في الأسواق كلقاح الكوليرا، وغيره من المساعدات الدوائية.
ونقل الموقع الرسمي لصحيفة «الثورة» الحكومية (النسخة الشرعية) عن مصادر في وزارة الصحة الحوثية تأكيدها أن «معظم الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، أو الأوبئة، المقدمة من منظمات دولية ومحلية، باعتها قيادات حوثية واستولوا على قيمتها».
وتقول المصادر الصحية إن منع الميليشيات للمنظمات الدولية والمحلية من التعامل مع مكاتب ومستشفيات المحافظات ستكون له نتائج كارثية بحق الأنشطة والخدمات التي تقدمها المكاتب بالتعاون مع منظمات دولية مثل «يونيسيف و«الصحة العالمية» و«الصليب الأحمر».
وفي السياق التعسفي الحوثي ذاته، كان قادة الميليشيات الحوثية في محافظة حجة الحدودية، أمروا جميع المنظمات الدولية والأممية الموجودة في مديرية عبس (شمال غربي المحافظة) بنقل مقار عملها إلى مدينة حجة، ما أدى إلى إبعاد مكاتب هذه المنظمات عن خدمة أكبر كثافة سكانية موجودة في مديرية عبس، حيث عشرات الآلاف من النازحين الذين هربوا من جحيم الحرب في مديريات ميدي وحرض وحيران.
واستغربت مصادر محلية وإغاثية في المحافظة من القرار الحوثي، واتهمت الجماعة بأنها تريد أن تحكم قبضتها أكثر على مشاريع المنظمات الدولية تنفيذاً لرغبة المشرف الحوثي في المحافظة المدعو نايف أبو خرشفة، وهو نجل شقيقة الحوثي، إضافة لرغبة القيادي علان فضائل المسؤول الأول عن المساعدات الدولية في المحافظة.
وتسببت إجراءات الجماعة الحوثية في محافظة حجة قبل أسابيع في تلف كميات كبيرة من المساعدات الغذائية؛ بما فيها القمح، كانت في مستودعات هذه المنظمات الدولية في مديرية عبس، بسبب تعنت الميليشيات وتأخير منح الإذن بالتوزيع قبل فساد الكميات.
في غضون ذلك، ذكر مستفيدون من برنامج الحوالات النقدية في محافظة ريمة أن القادة الحوثيين فرضوا استقطاع جزء من المبالغ الضئيلة أساساً التي بدأ صرفها أمس لمصلحة القيادات الحوثية.
ومشروع الحوالات النقدية مشروع مدعوم من البنك الدولي وينفذ في اليمن عبر «يونيسيف» وهو خاص بالأشخاص الذين كانوا مدرجين في شبكة الضمان الاجتماعي ويحصلون على مبالغ حكومية قبل الانقلاب الحوثي.
وفي أحدث تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة اليمنية ابتهاج الكمال، أكدت أن البنك الدولي وافق على استمرار دعم مشروع الحوالات النقدية الطارئة لأربع دورات مقبلة. وقالت إنه وفقاً لموافقة البنك الدولي، فإنه سيتم تسليم الحوالات النقدية حتى شهر يونيو (حزيران) من العام المقبل 2020.
وكان المشروع بدأ أمس تسليم المرحلة الخامسة من الحوالات النقدية في مختلف المناطق اليمنية، حيث يستفيد منه نحو 9 ملايين شخص هم المستفيدون من صندوق الرعاية الاجتماعية.
على صعيد آخر، بحث وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، في العاصمة المؤقتة عدن أمس، مع ممثل «برنامج الغذاء العالمي»، محمد علي محمود، التدخلات العاجلة لمساعدة المتضررين من الأمطار والسيول التي شهدتها عدن وعدد من المحافظات، والمساهمة الفاعلة في دعم الجهود الحكومية في هذا المجال.
وذكرت وكالة «سبأ» أن اللقاء ناقش تشكيل فرق طوارئ من قبل «البرنامج» لزيارة محافظتي لحج وأبين وتقييم الآثار في الممتلكات العامة والخاصة وتقييم الأضرار التي حدثت لسدي «حسان» و«باتيس» في أبين، ومعالجة الأضرار، والتنسيق مع الوزارة واللجنة العليا للإغاثة والسلطات المحلية في المحافظات.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.