التحالف يكثف غاراته ويستهدف مواقع عسكرية حوثية في صنعاء وحجة

مقتل 25 انقلابياً في الضالع

TT

التحالف يكثف غاراته ويستهدف مواقع عسكرية حوثية في صنعاء وحجة

كثفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، من غاراتها على مواقع عسكرية وأهداف وتحركات لميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في مختلف جبهات القتال، خلال اليومين الماضيين في صنعاء ومحافظة حجة، شمال غربي اليمن.
وشنت مقاتلات التحالف، فجر الأحد، غارات استهدفت فيها مواقع الانقلابيين العسكرية في قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة صنعاء، والمدرسة الجوية بكلية الطيران في شارع الستين ومعسكر الصيانة في مديرية الثورة، علاوة على غارات أخرى استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين في ضواحي العاصمة، طبقا لما أكده سكان محليون.
وفي حجة، المحاذية للسعودية، دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، الأحد، منصة صواريخ لميليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكر مركز إعلام المنطقة العسكرية الخامسة، أن «مقاتلات التحالف العربي نفذت غارتين على مزارع الجر غرب مديرية عبس بمحافظة حجة، وأسفرت عن استهداف وتدمير منصة صواريخ وطقم محمل بمقاتلي الميليشيا الانقلابية الحوثية في مزارع الجر».
وتأتي الغارات بعد أقل من 24 ساعة شن مقاتلات تحالف دعم الشرعية سلسلة غارات جوية استهدفت مخزن ألغام وعبوات ناسفة تابعة لميليشيات الانقلاب في بني حسن، شمال مديرية عبس، إضافة إلى تدمير طقمين عسكريين بمديرية مستبأ كان يحمل عناصر حوثية كانت في طريقها إلى جبهات القتال وقتل من فيها، بالتزامن مع غارات مماثلة تشنها مقاتلات التحالف في جبهات البيضاء والضالع.
وكانت المنطقة الخامسة نفذت هجوما مباغتا على مواقع تمركز الانقلابيين، الأسبوع الماضي، وتمكنت من خلالها من تحرير عدد من المزارع والقرى التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين غرب حرض، وقرى أخرى في عزلة بني حسن التابعة لمديرية عبس. كما تمكنت القوات من استعادة آليات عسكرية متنوعة وكمية كبيرة من الأسلحة المختلفة كانت تسيطر عليها الميليشيا الحوثية الإيرانية في جبهة عبس شمال حجة.
ووفقا لمركز إعلام المنطقة فإن «عدد الآليات العسكرية التي تم استعادتها بلغت 5 آليات على متنها منصات صواريخ متحركة، ومدافع هوزر عيار 85، ومدفع 100 ملي، ومدفع 10، وصواريخ مضادة للدروع، ومدفع هاون 120، وعدد من القناصات، وكمية من كبيرة من الأسلحة والذخائر المختلفة».
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني مقتل 25 انقلابيا وإصابة آخرين من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، علاوة على أسر ثلاثة عناصر انقلابية في معارك شهدتها شمال غربي مديرية قعطبة الواقعة شمال محافظة الضالع بجنوب البلاد، وتمكنت خلالها قوات الجيش من تحرير مواقع استراتيجية في المديرية. وذكر عبر موقعه الإلكتروني «سبتمبر.نت» أن «قوات الجيش نفذت، صباح الأحد، عملية عسكرية واسعة من عدة محاور، تمكنت خلالها من تحرير مناطق الشجرة، والخزان والقراميد، والسوداء، والذرة، بالإضافة إلى سلسلة السود الجبلية، المطلة على منطقة هاجر شمال مديرية قعطبة»، وأن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها باتجاه مواقع منطقة العود، شمال وغرب مديرية قعطبة».
من جهة ثانية، تمكنت قوات الشرطة من تفكيك 4 عبوات ناسفة أسفل جبل وعل بمديرية قعطبة. وقال قائد الشرطة العسكرية فرع المحافظة العقيد فضل العقلة، إن «قوات الشرطة العسكرية قامت بتفكيك 4 عبوات ناسفة أسفل جبل وعل المطل على النقطة الأمنية شمال مدينة قعطبة».
وأضاف أن «ميليشيا الحوثي قامت بزرع ألغام وعبوات ناسفة في المواقع والجبال والمناطق الذي كانت تتمركز فيها شمال وغرب المديرية»، مؤكدا أن «دورية لقوات الشرطة العسكرية فرع الضالع عثرت على عبوات ناسفة، حيث قام جنود مختصون، بتفكيكها».
وفي الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، وسعت ميليشيات الحوثي الانقلابية من تصعيدها العسكري وخروقاتها في المدينة ومديرياتها الجنوبية، من خلال القصف المستمر والهستيري بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني ومنازل المواطنين، بما فيها في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، وقرى في حيس، جنوبا. وقال مصدر عسكري إن «ميليشيات الانقلاب طالبت مواقع الجيش الوطني في أطراف الجبلية في التحيتا، علاوة على مواقع أخرى في حيس والدريهمي، واستخدمت فيها الميليشيات مختلف الأسلحة، وذلك في تحد واضح باستمرارها بخرق الهدنة الأممية»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «الانقلابيين تسببوا بإصابات في أوساط المدنيين وحرائق في عدد من المزارع في التحيتا نتيجة القصف المستمر بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الأيام الماضية في معاركها مع الجيش، إضافة إلى استمرارها في استقدام تعزيزات عسكرية إضافية إلى مواقعها في منطقة الجبلية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.