اتساع الهوة بين الأطراف المتصارعة في «الأصالة والمعاصرة» المغربي

معارضو بنشماش يمضون قدماً في التحضير لمؤتمر الحزب من دونه

TT

اتساع الهوة بين الأطراف المتصارعة في «الأصالة والمعاصرة» المغربي

لم يفلح حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، في منع انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، الذي دعا له التيار المعارض له. وأسفر اجتماع اللجنة التحضيرية المنعقد أول من أمس في أغادير (جنوب المغرب) عن انتخاب باقي أعضاء الهيئة المسيرة للجنة التحضيرية، وتشكيل لجانها الوظيفية التي ستشرف على التحضير للمؤتمر، بينما قررت إرجاء تحديد موعد انعقاد مؤتمر الحزب إلى وقت لاحق.
وفي رد فعل على انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية في أغادير، أصدر حكيم بنشماش بياناً أكد فيه أن «اجتماعات أغادير تؤشر على انحرافات وانزلاقات تنظيمية وقانونية جسيمة»، مشيراً إلى أن «الدعوة إلى عقد اجتماع باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب بأغادير لا تقوم على أي أساس قانوني، ولا تستند على أي مشروعية تنظيمية أو سياسية، فضلاً عن أنها تتعارض مع القرارات الصادرة عن أجهزة الحزب». كما ذكَّر بنشماش بالقرارات التأديبية التي سبق أن أصدرتها الأمانة العامة للحزب في حق سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، ومحمد ودمين، الأمين العام للحزب بجهة أغادير.
واستنكر بنشماش في بيانه «إغلاق المقر الجهوي في وجه مناضلات ومناضلي الحزب، وهو سلوك يترجم عملياً إرادة البعض في تسييد منطق الفوضى، وإدخال الحزب في مسار التسيب والعبث التنظيمي، وعرقلة الاشتغال الطبيعي للمؤسسات الحزبية». وشدد بنشماش على أن الأمانة العامة للحزب تعتبر أن «الاحتكام للضوابط وللمقررات التنظيمية خيار لا رجعة فيه»، ودعا إلى «مواصلة دينامية التخليق والانكباب على القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمواطنين».
من جانب آخر، أشار بيان صادر عن اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب في أغادير، إلى أن الاجتماع جرى «بحضور 96 عضواً، يمثلون مختلف جهات ومناطق المملكة، وتوصل باعتذارات مبررة من 9 أعضاء بسبب التزامات رسمية». وأشار البيان إلى أن سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية، ذكَّر في بداية الاجتماع بقانونيته، مشيراً إلى الحكم القضائي الرافض لطلب منع انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية من طرف الأمين العام للحزب.
إلى ذلك، نظمت الأمانة العامة الجهوية للحزب بمدينة أغادير لقاء تواصلياً أول من أمس بأغادير، حضرة أكثر من 3000 من أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة، و«ضم منتخبي الجهة ورؤساء الجماعات (البلديات) ورئيس غرفة الصناعة والتجارة، والبرلمانيين، ورئيس المجلس الإقليمي لتارودانت، وبرلمانيين من بقية الجهات، وممثلين عن الصحراء، وأمناء عامين لعدد من الجهات، وغيرهم من المناضلين وقيادات الحزب من المغرب برمته»، حسب ما ذكره بيان صادر عن الأمانة الجهوية للحزب بأغادير.
واعتبر حكيم بنشماش عقد هذا «اللقاء التواصلي باسم الأمانة الجهوية للحزب، خرقاً سافراً للقرارات الصادرة عن الأمانة العامة للحزب». وندد «بالتجاوزات والانحرافات المستمرة التي تطبع مسلكيات بعض الأعضاء، الذين يصرون على التمادي في خرق قوانين الحزب، والتمرد على قرارات مؤسساته، خارج قواعد الشرعية التنظيمية والسياسية».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.