بوريس بيكر: أشعر بالحسرة لغياب شعور التحدي عند لاعبي التنس الشباب

الألماني الذي لا يزال يحمل لقب أصغر بطل في ويمبلدون يتحرق شوقاً لرؤية نجوم جدد يكسرون هيمنة الثلاثة الكبار

بيكر يطالب نجوم التنس الشباب بإظهار مزيد من روح التحدي  -  بوريس بيكر توج بطلاً لويمبلدون وهو في السابعة عشرة
بيكر يطالب نجوم التنس الشباب بإظهار مزيد من روح التحدي - بوريس بيكر توج بطلاً لويمبلدون وهو في السابعة عشرة
TT

بوريس بيكر: أشعر بالحسرة لغياب شعور التحدي عند لاعبي التنس الشباب

بيكر يطالب نجوم التنس الشباب بإظهار مزيد من روح التحدي  -  بوريس بيكر توج بطلاً لويمبلدون وهو في السابعة عشرة
بيكر يطالب نجوم التنس الشباب بإظهار مزيد من روح التحدي - بوريس بيكر توج بطلاً لويمبلدون وهو في السابعة عشرة

كان الألماني بوريس بيكر في السابعة عشرة من عمره عندما تألق نجمه في سماء بطولة ويمبلدون للتنس للمرة الأولى، وذلك منذ 34 عاماً ماضية. واليوم البطل الأسطوري، يتحرق شوقاً لمشاهدة مراهق آخر يفوز مجدداً بالبطولة الإنجليزية الكبرى للرجال. وأعرب بيكر عن شعوره بالإحباط بسبب عجز أي نجم شاب عن كسر احتكار اللاعبين الثلاثة الكبار على البطولات الكبرى.
اليوم، يتطلع بيكر إلى بطولة 2019 التي تنطلق في الأول من يوليو (تموز)، وقال: «نحن محاطون بأبطال مراهقين محتملين للغراند سلام. في جميع الرياضات الأخرى، عادة ما ينطلق المشاركون نحو النجومية في أعمار أصغر، لكن لسبب ما يستغرق الأمر في رياضة التنس فترة أطول من الشخص كي يثبت نجاحه. ولا علاقة للأمر بالجوانب الفنية من اللعبة. وأنا على ثقة من أنه سيأتي يوم يحدث فيه ذلك. وينبغي حدوث ذلك، لأن التنس الرياضة الوحيدة التي لم تشهد تغييرات كبيرة على شكل الأشخاص منذ فترة».
جدير بالذكر أنه عندما فاز الإسباني رافائيل نادال، 33 عاماً، على النمساوي دومينيك تيم، 25 عاماً، للعام الثاني على التوالي ليفوز ببطولة فرنسا المفتوحة، الأسبوع الماضي، فإنه ضمن بذلك بقاء البطولات الـ10 الكبرى الأخيرة في أيدي الثلاثة الكبار: هو وروجر فيدرر ونوفاك ديوكوفيتش. فيما بينهم، حصد الثلاثة بصورة إجمالية 53 بطولة من «غراند سلام». كما كانت هذه البطولة الـ11 الكبرى على التوالي التي يفوز بها لاعب يبلغ 30 عاماً أو أكثر.
من جهته، قال بيكر: «لقد قرأت لتوي إحصائية تقول إنه ليس هناك لاعب نشط خارج الثلاثة الكبار دون الـ28، بخلاف تيم وميلوش راؤنيتش عام 2016 شارك في نهائي بطولة من «الغراند سلام». هذا وضع غير جيد. ولا يعد هذا أمراً إيجابياً بالنسبة لأي لاعب دون الـ28. ولا يثير هذا لدي الانطباع بأن الآخرين شديدو البراعة، وإنما يتعين علينا طرح تساؤلات حول جودة أداء وتوجه جميع اللاعبين دون الـ28. هذا الوضع لا يبدو منطقياً».
واستطرد موضحاً: «أكن احتراماً بالغاً تجاه روجر ورافائيل ونوفاك، لكن ينبغي أن يسطع نجم اللاعبين الصغار. يجب أن أجد أمامي ما يمكنني الحديث عنه، فالثلاثة الكبار سيتقدم بهم العمر حتماً يوماً ما، ونود أن نرى شعلة النجاح يجري تمريرها لآخرين بينما لا يزالون في ذروة تألقهم. نرغب في مشاهدة ستيفانوس تسيتسيباس ودومينيك يفوزان عليهم بينما لا يزالون على قدر كبير من البراعة».
وأضاف: «ثمة أسلوب معين للتفكير يفتقر إليه اللاعبون الصغار، بينما يمتلكه الثلاثة الكبار. الأمر لا يتعلق بالجوانب الفنية ولا اللياقة البدنية، وإنما أسلوب التفكير والتوجه الذي يخلق اختلافاً بين الفوز والهزيمة».
تجدر الإشارة إلى أنه بعد أسبوعين من فوزه ببطولة كوينز عام 1985، نجح بيكر في التأكيد على مهارته المبكرة عندما فاز على كيفين كارن في أربع مجموعات في ملعب «سنتر كورت» في «أول إنغلاند كلوب» ليصبح أول فائز غير مصنف يقتنص الجائزة الأشهر في عالم التنس، وكذلك أول ألماني يحقق هذا الإنجاز.
ولم يسبق لرجل في مثل هذه السن الصغيرة أن فاز بواحدة من بطولات «غراند سلام» ـ وإن كان مايكل تشانغ نقل هذا الرقم القياسي بعد أربع سنوات إلى «رولان غاروس» ـ وعندما فاز بيكر على إيفان ليندل عبر 3 مجموعات متتالية ليحتفظ بلقب ويمبلدون عام 1985، بدا للجميع أن النجم الألماني الشاب سيبقى الملك المتوج لعالم التنس للفترة التي يرغبها. ومع هذا، لم تسر الأمور على أرض الواقع على هذا النحو بسبب تعرضه لمشكلات في تعاقداته أحياناً وإصابات أحيانا أخرى، إضافة إلى حالة من التعقيد الشديد أصابت حياته الشخصية. ومع هذا، خلال الفترة الأولى لمسيرته، بدا كل شيء يسيراً وبسيطاً للغاية أمامه.
في المقابل، لم يكن الأمر بالهين أمام الأميركي جون ماكنرو الذي يكبر بيكر بتسعة أعوام وكان في الـ22 من عمره عندما فاز بأول ألقابه من بين الثلاثة في ويمبلدون عام 1981، بعد عامين فقط من انطلاقه في عالم التنس عبر بوابة «فلاشينغ ميدوز». في بداياته، كان ماكنرو عنيداً ومشاغباً وصاحب صوت مرتفع باستمرار، أما اليوم فأصبح معلقاً صاحب نفوذ كبير واكتسبت شخصيته قدراً أكبر قليلاً من الهدوء. وقال ماكنرو: «أنتظر منذ فترة طويلة أن يفوز لاعب صغير السن بويمبلدون. تبدو الدائرة المنافسة اليوم منغلقة على نفسها أكثر عن أي وقت مضى. ومع هذا، أعتقد أن هذا الأمر أكثر احتمالاً لأن يتحقق في ويمبلدون عن أي بطولة أخرى».
وأشار ماكنرو إلى تسيتسيباس الذي قال إنه «مرشح محتمل للصعود المفاجئ فوراً» ـ والكندي دينيس شابوفالوف والذي قال إنه «واجه صعوبات وربما يفتقر إلى الثقة بنفسه» والروسي كارين خاشانوف الذي يعتقد أنه: «اتخذ خطوات كبرى الآن». وأضاف: «ربما يشعر شخص مثل دانيل ميدفيديف فجأة بضغوط كبيرة للفوز».
وأشار ماكنرو إلى أن هناك مراهقاً آخر يملك الأدوات اللازمة للنجاح وقال: «فليكس أغوير ألياسيم الذي يملك التوجه المطلوب كي يقدم المرء أفضل ما لديه أمام العالم. وكذلك يملك ستيفانوس التوجه الصحيح، وهو الأقرب للنجاح الآن. أما ألكسندر زفيريف؟ لقد ظل منافسا قويا لفترة طويلة، لكن يبدو أنه لم يتقن الأداء بما يكفي بعد. وعندما تتصاعد الضغوط على اللاعبين الثلاثة الكبار، تصيبه حالة من السلبية بعض الشيء».
الواضح أن ثمة آراء متعددة ومتباينة، لكن مثلما أوضح نادال بعد فوزه في باريس، لا يبدو أن أحداً بلغ المستوى اللائق للمنافسة بعد.


مقالات ذات صلة

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

رياضة عالمية رئيس وادا البولندي فيتولد بانكا (واس)

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

تعرضت الهيئة الرقابية الرياضية لانتقادات شديدة بسبب السماح لسباحين من الصين ثبتت إيجابية اختباراتهم لمادة تريميتازيدين.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
رياضة عالمية سينر تعاطى مرتين مادة كلوستيبول المحظورة  (إ.ب.أ)

مكافحة المنشطات: مصير سينر يتحدد خلال العام الجديد

أعلنت (وادا)  أن محكمة التحكيم الرياضية (كاس) لن تصدر قرارها بشأن الاستئناف في قضية لاعب كرة المضرب الإيطالي يانيك سينر.

«الشرق الأوسط» (مونتريال )
رياضة عالمية ستان فافرينكا يشارك في أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الجمعة أن ستان فافرينكا كان من بين 9 لاعبين حصلوا على بطاقات دعوة للمشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».