السعودية: الهيئة الملكية بالعُلا تخصص 330 مقعداً لمرحلة الابتعاث الثانية

بدر بن فرحان: سنواصل تطوير البرنامج لتمكين شباب المحافظة

السعودية: الهيئة الملكية بالعُلا تخصص 330 مقعداً لمرحلة الابتعاث الثانية
TT

السعودية: الهيئة الملكية بالعُلا تخصص 330 مقعداً لمرحلة الابتعاث الثانية

السعودية: الهيئة الملكية بالعُلا تخصص 330 مقعداً لمرحلة الابتعاث الثانية

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في السعودية اليوم (الأحد)، عن إعادة فتح باب التسجيل لاستقبال المرحلة الثانية من طلبات الالتحاق ببرنامج الابتعاث، الذي يمكن أبناء وبنات العلا من التعليم والتدريب في الخارج في المجالات التي تدعم التوجه الاستراتيجي وخطط النمو والتطوير لمحافظة العلا، باعتبارها متحفاً حياً مفتوحاً ووجهة سياحية عالمية‪.‬
وحدد برنامج الابتعاث في الهيئة الملكية لمحافظة العلا 330 منحة دراسية جديدة، ما يضاعف عدد المقاعد التي أتيحت لطلاب وطالبات المرحلة الأولى من البرنامج، والتي تم إطلاقها عام 2018، ليرتفع إجمالي عدد طلاب وطالبات برنامج الابتعاث إلى 496 مبتعثًا ومبتعثة‪.‬
وستتاح الفرصة للطلاب والطالبات الذين ستنطبق عليهم الشروط ويجتازوا المقابلة الشخصية ضمن برنامج الابتعاث، لدراسة تخصصات السياحة والضيافة، والتاريخ، وعلوم الآثار، والفنون وتاريخ الفنون، وتطوير المتاحف، والتصميم الحضري والعمراني، والتخطيط البيئي، والتقنيات الزراعية، وإدارة المرافق والخدمات البلدية في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو فرنسا أو أستراليا، وذلك بعد إضافة أستراليا لدول الابتعاث هذا العام‪.‬
وأكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا أن النتائج الإيجابية المتواصلة لبرنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث تمثل "خطوة مهمة في تحقيق رؤية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، للمملكة المزدهرة بسواعد أبنائها‪".‬
وقال إن الهيئة الملكية ستواصل تطوير برنامج الابتعاث لتمكين شباب العلا من تعزيز مهاراتهم وقدراتهم بالكامل، بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي بشكلٍ خاص، ويساهم في نمو وازدهار المملكة بشكلٍ عام‪.‬
وأضاف الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان: "نؤكد في الهيئة دائماً على أن الاستثمار في الإنسان هو الوقود الحقيقي لنجاح خطط التنمية في أي مكان، لذا فإن الاستثمار في بنات وأبناء العلا، الذين أثبتوا كفائتهم وقدرتهم على النجاح بتمييز".
ويمثل برنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث أحد المكونات الرئيسية لخطة شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في العلا، التي تحتوي عجائب طبيعية رائعة. وتماشيًا مع ميثاق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، يهدف برنامج الابتعاث أيضًا إلى المساعدة في تحفيز القطاعات الاقتصادية الجديدة والمتنوعة في العلا‪.‬
ومع استهداف خطط التنمية لتعزيز وتنويع الاقتصاد في المحافظة، تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على إشراك السكان المحليين من أهالي العلا في جميع مستويات ومراحل التنمية في المحافظة..
ووفرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا فرص وظيفية للسكان المحليين في العلا للعمل مع السياح والزوار الذين شاركوا في موسم شتاء طنطورة 2018-2019 والذين حضروا سلسلة الحفلات الفنية والفعاليات الثقافية والترفيهية التي استمرت على مدى 10 أسابيع‪.‬
ويركز برنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث على تطوير مهارات وإمكانات مجموعة مختارة من الطلاب والطالبات من العلا من خلال تمكينهم من الدراسة في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الخارج للحصول على شهادات التعليم الفني أو الدبلومات أو البكالوريوس أو الماجستير.
وسيساعد برنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث في تطوير قدرات أبناء وبنات العلا حتى يصبحوا جزءًا من جهود تطوير العلا بمجرد عودتهم من الدول المضيفة لهم. وقد تم تطوير وإطلاق برنامج الابتعاث بشكل استراتيجي لدعم الأهداف الاستراتيجية لمحافظة العلا‪.‬
ويمكن للمتقدمين الجدد، الذين يجب أن يكونوا من خريجي المدارس الثانوية في العلا لعام 2019، تقديم طلباتهم من خلال الموقع الإلكتروني للبرنامج‪ ‬خلال الفترة من 20-30 يونيو (حزيران) الحالي.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».