مطعم الأسبوع | «لو طربوش»... أكل زمان برونق شرقي وعصري

أطباق نباتية ومأكولات مصرية وشامية على نيل القاهرة

TT

مطعم الأسبوع | «لو طربوش»... أكل زمان برونق شرقي وعصري

تتنافس مطاعم الأكل الشرقي المتنوعة في القاهرة على اجتذاب «الأكيّلة» وعشاق المذاق الأصيل، وعادة ما ترتبط هذه المطاعم بالأماكن الشعبية التي تقدم لزوارها الطواجن والأصناف الشهية بطابع فلكوري أو بطابع تراثي عتيق. لكن مطعم الطربوش أو «لو طربوش - أكل زمان» المطل على نيل القاهرة بمركب «لوباشا 1901» يقدم لنا تجربة مختلفة نوعياً؛ فقد نجح في تحقيق معادلة صعبة، فهو يمزج ما بين الإطلالة الساحرة على النهر الخالد، وأناقة وفخامة المطاعم الخمس نجوم مع الحفاظ على المذاق «البيتي» الذي يحبذه المصريون والأجانب.
كل شيء منضبط ومهندم في «لو طربوش»، ديكورات أنيقة وفخمة باللون الأحمر القاني كلون الطربوش، الطاولات منمقة وتتراص على مسافات تكفل الخصوصية في شكل دائري، ومعظمها يطل على النيل مباشرة. وتماماً كما يحمل الاسم من دلالة على أناقة الماضي وأزيائه، فإن المطعم يقدم فن أناقة الطعام، الأطباق تحمل سمات الموائد الكلاسيكية التي كانت تحرص عليها الجدات والأمهات، كما أنها تأتي بكيات وفيرة، فالطبق يمكن أن يكفي لثلاثة أشخاص.
تحمل قائمة الطعام الكثير من التنوع ما بين الحساء بكل أنواعه وأشكاله، وتحمل القائمة بهجة خاصة لمحبي اللحوم و«المحمر» و«المشمر» على الطريقة المصرية، فهناك الأرز المعمر بالحمام أو بالدجاج، وأيضاً الملوخية بالفراخ أو بالأرانب التي تقدم مع التقلية الشهيرة بالثوم والكسبرة الجافة.
يمكنك الاستمتاع أيضاً بتشكيلة من الطواجن وأشهرها البامية باللحم والمسقعة باللحم، والسبانخ باللحم وكباب الحلة، وكذلك طبق العكاوي بالفريك.
وتتضمن قائمة الطعام طبق الشركسية بالدجاج، وهو الطبق الذي توارثته العائلات المصرية لكنه تركي الأصل، ويقدم مع صوص من الثوم والحساء وعين الجمل التي تكسبه مذاقاً مميزاً.
وأطباق المشويات تحمل سمات المطبخين المصري واللبناني، حيث تضم الدجاج بالأعشاب وكباب خشخاش، كذلك المقبلات التي تضم أطباقاً مصرية ولبنانية.
المطعم مناسب لتناول وجبة في منتصف اليوم أو في العشاء على أنغام فرقة تخت شرقي تقدم أروع المعزوفات الشرقية الأصيلة لتستمتع بوجبتك في أجواء من «السلطنة» مفعمة بالأصالة والفخامة. وأثناء انتظار وجبتك يمكنك متابعة حركة القوارب النيلية واليخوت والمراكب بألوانها وزينتها المضيئة التي تموج بألوان قوس قزح مع مياه النيل، وما هي إلا دقائق وستجد طلبك على الطاولة ينتظر التهامك له.
قائمة الطعام تلائم أيضا ًالنباتيين، فيمكنهم تناول الكشري على الطريقة القاهرية والفتة المصرية والمسقعة من دون لحم أو دجاج، فضلاً عن قائمة كبيرة من السلطات والمزات التي تحوي الكثير من الخضراوات المصرية الطازجة ذات المذاق اللذيذ، ويمكنك تناول ورق العنب إما على الطريقة المصرية ساخناً ومحشواً باللحم المفروم مع الأرز والطماطم والبقدونس، أو على الطريقة الشامية بارداً مع صوص الليمون وزيت الزيتون.
والميزة التي تعتبر مكسباً كبيراً للأسر التي تتنوع رغبات أفرادها في تناول الطعام هو وجود قائمة خاصة بالأسماك وفواكه البحر، على عكس مطاعم الأكل الشرقي كافة التي تتخصص في الطواجن واللحوم والدجاج فقط، وتحمل القائمة تشكيلة مميزة من أنواع الأسماك البحرية يمكنك طلبها مشوية أو مقلية وننصح بتجربة طبق كفتة الجمبري وطاجن سمك صيادية، لكن ربما لا يلائم المطعم الأطفال بطابعه الكلاسيكي الهادئ؛ فهو يناسب أكثر مناسبات عشاء العمل، كما يعتبر مكاناً مميزاً لعشاء رومانسي.


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».