هيئة الانتخابات التونسية تغلق باب التسجيل للانتخابات

TT

هيئة الانتخابات التونسية تغلق باب التسجيل للانتخابات

أغلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، باب التسجيل للانتخابات التونسية، بعد أن نجحت في استقطاب نحو 1.5 مليون ناخب جديد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الحالية، واعترف نبيل بافون، رئيس الهيئة الانتخابية، أنها عملت على استقطاب هؤلاء الناخبين الجدد إثر إطلاق حملة توعية لفائدتهم في العاشر من أبريل (نيسان) الماضي.
واضطرت الهيئة إلى تمديد التسجيل لمدة 23 يوماً إضافياً (من 22 مايو/ أيار إلى 15 يونيو/ حزيران الحالي) تحت ضغوط أحزاب المعارضة، التي طالبت الحكومة بتوفير الاعتمادات المالية والبشرية لضمان مشاركة أوسع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الحالية.
وأغلقت، أمس، أبواب التسجيل في خضم تجاذبات وجدل سياسي واسع تحت قبة البرلمان حول التعديلات في القانون الانتخابي، إذ اقترح الطرف الحكومي رفع العتبة الانتخابية من 3 إلى 5 في المائة من أصوات الناخبين للحصول على التمويل العمومي ودخول البرلمان، علاوة على منع أصحاب المؤسسات الإعلامية ورؤساء الجمعيات الأهلية من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، المقررة في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو ما أثار ضجة وسط رجال الإعلام والمؤسسات الصحافية.
وحول تعديل القانون الانتخابي، قال فاروق بوعسكر، نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن موقف الهيئة منذ طرح تغيير العتبة الانتخابية، وإقرار مشروع تقسيم جديد للدوائر الانتخابية مع نهاية السنة الماضية، هو أن مثل هذه المسائل «يجب أن يقع حسمها قبل سنة على الأقل من الانتخابات»، مشدداً على أن تعديل شروط الترشح للانتخابات المقبلة قبل نحو أربعة أشهر من تاريخ «إجراء الانتخابات» مخالف للمعايير الدولية، ومن شأنه أن يحدث نوعاً من التخبط على مستوى تكوين الإطارات والنصوص القانونية، وقد يساهم أيضاً في توتر المناخ الانتخابي، على حد قوله.
ووفق مراقبين للشأن السياسي المحلي، فإن الأحزاب الحاكمة تدرك أن المعارضة سعت إلى تسجيل أكبر عدد من الشباب لإحداث تغيير جذري داخل المشهد السياسي، وهو ما لا ترغب فيه عدة أحزاب أخرى، على غرار «حركة النهضة»، التي شككت في عمليات تسجيل الناخبين، وقالت إنها كانت مشوبة بعدة ثغرات. أما الأحزاب المعارضة فترى في المسجلين الجدد «قوة صامتة»، قد تحدث «اختراقاً سياسياً قوياً» خلال الانتخابات المقبلة، وهو ما حدا بقيادات «حركة النهضة» إلى التشكيك في عمليات التسجيل برمتها.
وبانتهاء عملية التسجيل، أمس، ستعمل هيئة الانتخابات بين 23 و25 يونيو الحالي على نشر قائمة الناخبين بالمقرات المركزية والفرعية، وبالموقع الإلكتروني للهيئة ومقرات البلديات. لكن الجديد هذه المرة هو نشر قائمة الناخبين، مع إضافة الأرقام الثلاثة الأخيرة لبطاقة التعريف الوطنية من أجل التأكد من هوية الناخبين، مع المحافظة على سرية المعطيات الشخصية.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية نحو 5 ملايين و370 ألف ناخب. ومع ذلك فالبعض يبدي مخاوف من عودة ظاهرة العزوف عن الانتخابات، التي بانت بشكل واضح خلال الانتخابات البلدية، التي أجريت في تونس في السادس من مايو 2018، حيث لم يقبل على مكاتب الاقتراع سوى 1.8 مليون ناخب فقط.
من ناحية أخرى، عين الرئيس الباجي قائد السبسي، نبيل عجرود، مديراً للديوان الرئاسي، خلفاً لسلمى اللومي، التي قدمت استقالتها على خلفية دعمها لشق الحمامات من حزب «نداء تونس»، المعارض لشق المنستير بزعامة حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الحالي. وعجرود المعين حديثاً في هذا المنصب من الكفاءات الإدارية البعيدة عن عالم الأحزاب السياسية، حيث كان مستشاراً مكلفاً الشؤون القانونية بالديوان الرئاسي منذ سنة 2016، وعمل في حكومة مهدي جمعة مديراً عاماً للوظيفة العمومية. كما شغل سنة 2015 منصب رئيس مدير عام لمركز «إفادة» الخاص بالجمعيات الأهلية. كما شغل كذلك منصب مدير مركزي للموارد البشرية لمؤسسة «اتصالات تونس» الحكومية، ومديراً عاماً للشؤون القانونية بوزارة الصحة بين 2008 و2010.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.