عاد المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو إلى مدينة برشلونة الإسبانية التي يصفها دائماً بأنها وطنه الثاني، وينتظر ما إذا كان رئيس نادي توتنهام هوتسبر، دانيل ليفي، واللجنة المسؤولة عن تدعيم صفوف الفريق سينجحون في التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم، بما في ذلك تانغي ندومبيلي ودوني فان دي بيك، ونيكولو زانيلو، وريان سيسيغنون.
وقد أكد بوكيتينو على أنه يريد أن يضخ دماء جديدة في صفوف توتنهام، وهو ما يعني أن النادي سيتعاقد مع لاعبين جدد للمرة الأولى منذ فترة الانتقالات الشتوية لعام 2018. وتشير بعض التقارير إلى أن بوكيتينو قد يفكر في الرحيل عن السبيرز في حال عدم تحرك ليفي للتعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم. ولا يعتزم المدير الفني الأرجنتيني العودة إلى إنجلترا قبل بداية التدريبات استعداداً للموسم الجديد - سوف يعود اللاعبون للتدريبات في الثامن من يوليو (تموز) المقبل - وقد يكون هذا الانتظار من جانب بوكيتينو بمثابة اختبار لمجلس إدارة النادي ومدى تحركه لإبرام صفقات جديدة. ومع ذلك، وفي ظل الوضع الحالي، يبدو أن بوكيتينو قد قبل بنقطة أساسية في هذا الإطار وهي أن استراتيجية النادي فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جدد لم تتغير بصورة جذرية.
وسيسعى ليفي لخلق حالة من التوازن بين المبالغ المالية التي ينفقها على التعاقد مع اللاعبين الجدد والمبالغ المالية التي يحصل عليها النادي من بيع بعض اللاعبين، خاصة أنه ملتزم بمواعيد نهائية لسداد قروض مصرفية حصل عليها لبناء الملعب الجديد للنادي، وهو ما يعني أن بوكيتينو لن يتمكن من دخول سوق انتقالات اللاعبين بالشكل الذي يريده.
ولن يكون الأمر سهلاً بالنسبة للمدير الفني الأرجنتيني، الذي قاد النادي لتحقيق تقدم ملحوظ خلال السنوات الماضية رغم العديد من المشاكل، بما في ذلك عدم تدعيم صفوف الفريق بالشكل المطلوب خلال الموسم الماضي. ونتيجة لذلك، عانى لاعبو الفريق، الذين يصل عددهم إلى 25 لاعباً، من الإجهاد بسبب مشاركتهم في المباريات بشكل متواصل. وربما يكون الخبر السار بالنسبة لجمهور توتنهام هوتسبر يتمثل في أن بوكيتينو ومعاونيه يعملون وكأنهم موظفون مثاليون داخل النادي، علاوة على أنهم يخططون للموسم المقبل بكل تفاؤل وأمل، رغم أنهم يدركون جيداً أن ناديهم لا يمكنه أن يدخل في منافسة من الناحية المالية مع الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب، وخاصة مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول. وباختصار، يقاتل بوكيتينو بكل قوة من أجل المرحلة المقبلة في توتنهام هوتسبر، ويسعى لتحقيق أفضل نتائج ممكنة بمجوعة اللاعبين الموجودين حالياً في النادي.
ويفكر بوكيتينو ومساعدوه في تفاصيل كل الأمور التي حدثت للفريق خلال الموسم الماضي، بما في ذلك الهزيمة بهدفين دون رد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام ليفربول في الأول من يونيو (حزيران). وبالنسبة لتوتنهام، فقد تلقى النادي صدمة كبيرة في المباراة التي فاز فيها على واتفورد بهدفين مقابل هدف وحيد في 30 يناير (كانون الثاني)، عندما لم يحضر سوى 29 ألف مشجع فقط لمشاهدة المباراة على ملعب ويمبلي. وكان بوكيتينو يفكر في بعض الأوقات بأن ملعب ويمبلي، الذي كان الفريق يلعب عليه مبارياته بشكل مؤقت لحين الانتهاء من تشييد الملعب الجديد، لا يمتلئ بالجمهور إلا عندما يتمكن السائحون المحايدون من شراء تذاكر حضور المباريات!
ولم يخف المدير الفني الأرجنتيني مطلقاً أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو المحك الرئيسي والمقياس الأساسي لفريقه وقدرته على المنافسة، وبالتالي كان يشعر بالقلق من عدم قدرة فريقه على المنافسة على اللقب. صحيح أن الفريق تمكن مرة أخرى من إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة على التوالي، لكن الفريق أنهى الموسم الحالي بـ71 نقطة فقط، مقارنة بـ77 نقطة في موسم 2017 - 2018. و86 نقطة في موسم 2016 - 2017.
وقد أثبتت مسيرة الفريق في دوري أبطال أوروبا هذا العام، رغم وصوله للمباراة النهائية، أن الفريق لا يملك قائمة قوية قادرة على القتال على أكثر من جبهة، وهو الأمر الذي يسلط الضوء على السياسة التي يتبعها ليفي فيما يتعلق بتدعيم صفوف الفريق. ويعتقد بوكيتينو ومساعدوه أن مفتاح النجاح على مدار موسم طويل يتمثل في قدرة الفريق على تحقيق نتائج جيدة حتى عندما يكون في أسوأ مستوياته، ويعتقدون أن ليفربول كان سيئاً في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وأن توتنهام كان أفضل، لكن الريدز تمكنوا من تحقيق الفوز بشكل مريح في نهاية المطاف.
وهناك اعتقاد بأنه لو نجح توتنهام في تحقيق الفوز وهو في أسوأ حالاته، فإن ذلك سيساعده كثيراً على مدار الموسم، لكن لو حقق الفريق نتائج سيئة وهو في أسوأ حالاته فإنه سيواجه دائماً خطر تقديم مستويات سيئة وتحقيق نتائج سيئة، بنفس الشكل الذي رأيناه أمام واتفورد وبيرنلي وساوثهامبتون الموسم الماضي. صحيح أن توتنهام تمكن من الفوز على تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» وشعر في ذلك اليوم بأنه قادر على الفوز على أي فريق، لكن الفريق يعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في أنه يقدم مستويات رائعة واستثنائية في بعض المباريات ومستويات أخرى سيئة للغاية في مباريات أخرى.
وتتمثل مهمة بوكيتينو الآن في معرفة الأسباب وراء تذبذب مستوى لاعبي فريقه بهذا الشكل. ويرى المدير الفني الأرجنتيني أن قلة التركيز الذهني هي السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة، ولذا عمل على تحسين الجوانب النفسية والذهنية للاعبيه على مدار الثلاثة أسابيع السابقة لمباراة فريقه أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا. وقد شعر بوكيتينو بأن لاعبيه يتحلون بالتركيز الشديد قبل تلك المباراة، رغم أنهم فقدوا جزءاً كبيراً من هذا التركيز بعد ركلة الجزاء التي احتسبت لليفربول في بداية اللقاء. لكن التحدي الذي يواجه لاعبي توتنهام هوتسبر في الوقت الحالي يتمثل في الحفاظ على هذا القدر من التركيز على مدار عشرة أشهر كاملة.
ولكي يتمكن بوكيتينو من تحقيق ذلك، يتعين عليه أن يتعاقد مع ثلاثة لاعبين جدد على الأقل، لكنه يدرك جيداً أن هؤلاء اللاعبين سيكونون بحاجة إلى ستة أشهر للتأقلم مع الفريق. وبالتالي، يتعين على بوكيتينو أن يتعامل في ضوء الإمكانيات المتاحة أمامه، وهو ما يعني أنه قد يضطر في نهاية الأمر إلى تغيير الخطط الفنية والتكتيكية التي يعتمد عليها، فعلى سبيل المثال يجب أن يدرك بوكيتينو أن اللاعب البرازيلي لوكاس مورا يقدم أفضل أداء عندما يلعب كمهاجم ثانٍ وليس كجناح، وبالتالي يتعين عليه أن يغير طريقة اللعب إلى 4 - 4 - 2.
ويسعى بوكيتينو إلى تطوير أداء كل لاعب من لاعبي فريقه، حتى لو كان الأمر يتعلق بتفاصيل بسيطة للغاية، وسوف يواصل العمل بهذه الطريقة خلال الصيف الجاري. ويمتد هذا النهج إلى مساعديه والطاقم الطبي والمحللين والذين يصل عددهم إلى 25 شخصاً. ويسعى المدير الفني الأرجنتيني ومساعدوه لمعرفة الأمور التي حققت نجاحاً الموسم الماضي والأمور الأخرى التي باءت بالفشل، كما يسعى لمعرفة الطرق التي تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم. وفي الحقيقة، ينجح بوكيتينو كل عام في تغيير الطريقة التي يلعب بها، وكذلك طريقة إدارته للفريق ككل.
ومن المؤكد أن انتقالات اللاعبين ستكون محور اهتمام وسائل الإعلام خلال الأسابيع القادمة، ومن الملاحظ أن توتنهام يسعى للتعاقد مع لاعبين صغار في السن ولديهم إمكانية للتطور والتحسن خلال الفترة المقبلة، وهذا هو النهج المتبع في معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. وربما يتعين على بوكيتينو أن يعترف أن فريقه لم يعد فريقاً شاباً بعد الآن.
ويدرك النادي جيداً أنه من الصعب التخلص من اللاعبين الذين لا يريدهم الفريق، خاصة أنهم مرتبطون بعقود، كما يدرك أن الأمر سيكون أكثر صعوبة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جدد في ظل الأسعار الفلكية الموجودة في سوق اللاعبين الآن. فعلى سبيل المثال، يريد نادي ليون الفرنسي 75 مليون يورو من أجل التخلي عن خدمات لاعب خط الوسط الموهوب ندومبيلي. وقد يكون نجم خط الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن هو محور عمل توتنهام في سوق الانتقالات هذا الصيف، حيث أعلن اللاعب أنه يرغب في الرحيل، كما أن الأموال التي سيحصل عليها توتنهام مقابل بيعه ستساعد النادي كثيراً في التعاقد مع لاعبين جدد. لكن الشيء الأكيد والواضح تماماً هو أن بوكيتينو ينتظر من ليفي أن يتحرك ويتعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم من أجل ضخ دماء جديدة في الفريق.
بقاء بوكيتينو في توتنهام مرهون بتخلي مالكه عن سياسة التقشف
المدرب ينتظر من ليفي ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق للمنافسة على كل الألقاب
بقاء بوكيتينو في توتنهام مرهون بتخلي مالكه عن سياسة التقشف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة