إدانة إرهابي ثانٍ في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي

بعد محاكمة أبو ختالة

إدانة إرهابي ثانٍ في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي
TT

إدانة إرهابي ثانٍ في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي

إدانة إرهابي ثانٍ في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي

أدانت محكمة أميركية، أول من أمس، إرهابياً آخر في هجمات عام 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي، التي قتلت السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وأعلن القاضي الفيدرالي، كرستوفر كوبر، أن مصطفى الإمام (47 عاماً)، أدين بسبب «التآمر لتقديم دعم مادي لإرهابيين، وتدمير ممتلكات حكومية». وفي عام 2017، حكمت المحكمة نفسها بالسجن 22 عاماً على ما سمته «زعيم الجماعة الإرهابية، وزعيم الميليشيات الليبية» أحمد أبو ختالة (47 عاماً)، وقالت: إنه «مسؤول مسؤولية مباشرة» عن قتل السفير ستيفنز، ومساعده شون سميث. ومتعاقدين مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) غلين دوهاتري، وتايرون وودز.
وحسب وكالة «أسوشييتد برس»، سارت الإجراءات القضائية في محاكمة الإمام على الخطى التي اتبعت في محاكمة أبو ختالة. استند الادعاء إلى شهادات أدلى بها شهود ليبيون «دفعت لهم ملايين الدولارات» لمساعدة المحققين. وقال هؤلاء إنهم رأوا أو سمعوا أبو ختالة «يتخذ خطوات فعلية للتخطيط للهجوم، ولتنفيذه، وتحمله مسؤولية الهجوم». أيضاً، اعتمد المحققون على تسجيلات اتصالات هاتفية من، وإلى، هاتف أبو ختالة. وكان قد سرقه من شركة «ليبيانا» للاتصالات التلفونية. واعتمدوا، أيضاً، على فيديو في مبنى القنصلية الأميركية يوضح دخول رجال أبو ختالة إلى المبنى. وحسب تقرير كانت نشرته صحيفة «يو إس إيه توداي»، اعتقل الإمام بواسطة كوماندوز الفرقة الأميركية الخاصة، في مصراتة، في وسط ليبيا، في عام 2017. وأثناء محاكمة مصطفى الإمام الأسبوع الماضي، شهدت المدعية الحكومية كارين سايفيرت بأن الإمام تحدث عن دوره في الهجوم بعد أن اعتقل، وقيد، وغطيت عيناه، في سفينة عسكرية أميركية كانت تقف أمام ساحل مصراته.
ومما قال: «أعرف لماذا أنا هنا»، واعترف الإمام أنه صاحب أبو ختالة، وأنه كان موجوداً أمام المبنى وقت الهجوم عليه.
في الجانب الآخر، قال ماثيو بيد، محامي الإمام، أن الإمام «ليس إلا رجلاً بسيطاً»، وأنه كان يعمل بقالاً. ووصفه أعضاء الميليشيات الذين كانت له صلات معهم بأنه «معاق عقلياً» و«كان يخاف من الظلام».
واعترف المحامي بأن الإمام كان «صديقاً» لأبو ختالة. لكنه لم يشترك في الهجوم على القنصلية الأميركية. واعترف المحامي، أيضاً، بأن كلاً من الإمام وأبو ختالة لهما «سوابق إجرامية»، وكانا اعتقلا وسجنا. وأن الإمام عرف أبو ختالة أول مرة عندما كانا في سجن واحد.
لكن المحامي، أضاف: «لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن الإمام علم بهذا الهجوم، أو وافق عليه».
وعندما حوكم أبو ختالة كان قد قال لقاضي المحكمة الفيدرالية إنه استجوب كرهاً بعد أن اعتقلته قوات المارينز في ليبيا عام 2014.
وقال، في مذكرة قدمها محاميه إلى القاضي، إن مجموعة من الشرطة ومحققين في قوات المارينز، استجوبوه لفترة 13 يوماً على ظهر سفينة حربية كانت تقف في المتوسط قصاد ساحل ليبيا. وقدم المحامي المذكرة إلى القاضي في بداية جدل مع ممثل الاتهام حول قانونية الاستجواب. وشهد في الجدل 16 شاهداً من الجانبين، فيهم عسكريون كانوا في السفينة الحربية، وواحد منهم طبيب، وفيهم شرطة من مكتب «إف بي آي» كانوا هناك أيضاً. وعندما بدأت محاكمة أبو ختالة، قالت وزارة العدل إنه سيحاكم بتهمة «القيام بأعمال إرهابية ضد أميركيين، وتخريب مبانٍ أميركية». بالإضافة إلى اتهامات أخرى، منها: قتل شخص في مؤسسة أميركية، وانتهاك قانون الأسلحة النارية، وإحداث أضرار جسيمة في مؤسسة دبلوماسية أميركية، وتدمير مؤسسة دبلوماسية أميركية بأسلحة لنارية. وفي محاكمة الإمام، قدم الاتهام بعض هذه الاتهامات، وقدم شهوداً أيدوا الاتهامات. وبعد اعتقال أبو ختالة، اقترح بعض القادة الجمهوريين في الكونغرس نقله إلى معتقل غوانتانامو. لكن، البيت الأبيض قال إن الرئيس السابق أوباما كان قرر أن محاكمة المشتبه بتورطهم في هجمات إرهابية، والذين يعتقلون في الخارج، يجب أن تكون أمام النظام القضائي الأميركي، وليس العسكري. في ذلك الوقت، أدانت حكومة ليبيا اعتقال أبو ختالة. ووصفت الاعتقال بأنه «إساءة مؤسفة» لسيادة ليبيا.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».