غوتيريش يطالب بـ«تحقيق دولي مستقل» في الهجمات على الناقلات

أبو الغيط حذر إيران من «دفع الجميع» إلى مواجهة لا أحد يريدها

TT

غوتيريش يطالب بـ«تحقيق دولي مستقل» في الهجمات على الناقلات

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رداً على أسئلة الشرق الأوسط»، بإجراء «تحقيق دولي مستقل» في الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط في الخليج مؤخراً. غير أنه اعتبر أن «مجلس الأمن هو الجهة الوحيدة المخولة» بالقيام بإجراء كهذا. بينما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تحذيراً مباشرا لإيران من أن عليها أن «تعكس مسار» تصرفاتها المزعزعة للاستقرار وألا تدفع الجميع نحو مواجهة لا يريدونها.
وعقب اجتماع ثنائي ناقشا فيه التطورات في المنطقة العربية في الشرق الأوسط، قال غوتيريش: «أنا أتابع التطورات في الخليج. نعتقد أن الحقيقة يجب أن تكشف بوضوح فيما يتعلق بالهجمات» الأخيرة على ناقلات النفط، وبعد ذلك، ينبغي أن «تحدد المسؤولية بوضوح» أيضاً، مكرراً تحذيره في مجلس الأمن من أن «العالم لا يتحمل مواجهة كبرى جديدة في المنطقة».
ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» عن الطريقة الواجب اعتمادها لتبيان الحقائق التي تحدث عنها، أجاب غوتيريش: «كما قلت، من المهم للغاية معرفة الحقيقة، ومن المهم للغاية توضيح المسؤوليات»، مضيفاً أن «ذلك يمكن أن يحصل فقط إذا كان هناك كيان مستقل يمكنه التحقق من تلك الحقائق. ولذلك، مهما حصل في المجتمع الدولي، فسنكون داعمين لأي مبادرة مستقلة في هذا الشأن». واستدرك أن «الأمين العام للأمم المتحدة لا حق له بإجراء تحقيقات. وحده مجلس الأمن يمكنه القيام بذلك».
وبذلك يكون الأمين العام للمنظمة الدولية رمى هذه الكرة في ملعب مجلس الأمن الذي يعاني انقسامات عميقة منذ نحو ثماني سنوات.
وإذ كرر غوتيريش «التنديد الشديد بالهجمات التي وقعت»، أضاف أنه «من المهم للغاية أن نتجنب بكل الأثمان أي مواجهة كبرى في الخليج». وأكد أنه يبذل مساعي حميدة لهذه الغاية مع كل من الولايات المتحدة وبقية الدول المعنية، بما يحصل.
وأفاد بأنه شاهد الفيديو الذي ألقته السلطات الأميركية «في وسائل الإعلام فقط»، وليس بصورة رسمية حتى الآن.
ورد أبو الغيط أيضاً، فحذر من التطورات التي تحصل في الخليج، لأن «هناك طرفا يعمق المواجهة»، مضيفاً أن «على الجميع أن يمارسوا ضبط النفس وأن يراجع الجميع أفعالهم وتصرفاتهم»، في إشارة إلى إيران. وأكد أن «أي حركة خاطئة يمكن أن تقود إلى عواقب تعيدنا 20 أو 30 عاماً إلى الوراء، إلى زمن المواجهة». وقال: «للأسف، لدينا مشكلة في الشرق الأوسط مع دولة مسلمة كبيرة ومهمة للغاية، إنها إيران، والمشكلة ناشئة من الدولة الإيرانية التي للأسف تنتهز فرصة وجود مشكلات عدة في دول المنطقة لتعزيز مصالحها الخاصة». ودعا إيران إلى «عكس هذا التوجه، لأنه من دون عكس هذا التوجه، يهمشون كثيرا من بلدان الجوار، وينبغي ألا يقوموا بذلك». وقال: «أقول لإخوتنا في إيران: احذروا! واعكسوا المسار، لأنكم تدفعوننا، وتدفعون الجميع إلى مواجهة لن يكون أحد آمنا فيها».
وكان القائم بالأعمال الأميركي جوناثان كوهين قال عقب إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن في شأن الهجمات على السفن ونشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، إن «الهجمات (الخميس) وفي الأسابيع القليلة الماضية على السفن في خليج عمان تبعث على القلق الشديد». وأضاف أنه «من غير المقبول أن يهاجم أي طرف النقل البحري التجاري»، مشيراً إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حيال أن «الولايات المتحدة تقدر أن إيران مسؤولة عن هذه الهجمات». وأكد أنه «لا يوجد وكلاء في المنطقة لديهم الموارد أو المهارات اللازمة للتعامل مع هذا المستوى من (العمليات) المتطورة». ولفت إلى أن إيران «تمتلك الأسلحة والخبرات والمعلومات الاستخباراتية اللازمة لذلك»، فضلاً عن أن «إيران تفعل فقط ما توعدت به، إذ أعلنت طهران في 22 أبريل (نيسان) الماضي أنها ستوقف تدفق النفط عبر مضيق هرمز». وذكر أن مجموعة من الحوادث «تُظهر التهديد الواضح الذي تشكله إيران على السلام والأمن الدوليين». وشدد على أن بلاده «ستواصل جهودها الدبلوماسية والاقتصادية لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، وينبغي على إيران أن تقابلنا بالدبلوماسية لا بالإرهاب، والهجمات على السفن، والبنية التحتية والمرافق الدبلوماسية». وكشف أنه طلب من مجلس الأمن أن «يبقي هذه المسألة قيد نظره وأتوقع أن نجري المزيد من المحادثات حول هذا الموضوع وكيفية الرد في الأيام المقبلة».
وردت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بأن طهران «ترفض بشكل قاطع الزعم الأميركي الذي لا أساس له فيما يتعلق بحوادث 13 يونيو (حزيران) وتدينه بأشد العبارات».
وقال المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة ورئيس المجلس لشهر يونيو، منصور العتيبي، بعد الاجتماع، إن كل أعضاء المجلس أدانوا الهجمات ضد ناقلات النفط.
وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت أي دليل يدعم اتهامها لإيران، قال العتيبي: «لم نناقش أي دليل».


مقالات ذات صلة

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

المشرق العربي نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (أرشيفية - الشرق الأوسط)

نداء أممي لجمع 370 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحرب في لبنان

أطلقت الأمم المتّحدة والحكومة اللبنانية، الثلاثا،ء نداء جديدا لجمع تبرّعات بقيمة 371.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكّان المتضرّرين.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتّحدة)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شمال افريقيا سودانيون يحاولون الدخول إلى حافلة في بورتسودان (أ.ف.ب)

بلينكن يؤكد ارتكاب «الدعم السريع» إبادة في السودان

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تأكدت أن أعضاء «قوات الدعم السريع» والجماعات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان.

الولايات المتحدة​ السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ف.ب)

أميركا تتهم روسيا بتمويل طرفَي الحرب في السودان

اتهمت الولايات المتحدة، روسيا، بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يجمعون الطعام المتبرع به في مركز توزيع أغذية في دير البلح وسط قطاع غزة، 2 يناير 2025 (أ.ب)

برنامج الأغذية العالمي يندد بهجوم إسرائيلي على قافلة له في غزة

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم (الاثنين)، إن قوات إسرائيلية فتحت النار على قافلة تابعة له في غزة أمس الأحد في واقعة وصفها بأنها «مروعة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.