المغرب: تأجيل محاكمة المتورطين في جريمة قتل السائحتين

استمعت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف في مدينة سلا، المجاورة للرباط، أول من أمس، إلى 12 متهماً في قضية قتل سائحتين اسكندنافيتين في منطقة إمليل، بضواحي مراكش، منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأنكر غالبية المتهمين وجود أي صلة لهم بالجريمة التي هزت البلاد، وأرجأت المحكمة إلى الخميس المقبل مواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين الـ24 في جريمة قتل السائحتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاماً) والنرويجية مارين أولاند (28 عاماً)، اللتين اعترف 4 متهمين رئيسيين بقتلهما ذبحاً، ومن ضمنهم عبد الصمد الجود الذي يعتبر أمير الخلية التي أعلنت موالاتها لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي تفاصيل الاستماع للمتهمين، أنكر غالبية المتابعين التهم الموجهة إليهم في محاضر الشرطة القضائية، ولدى قاضي التحقيق، لكنهم في الآن ذاته اعترفوا بوجود صلة مع المتهم الرئيسي في التخطيط لعملية ذبح السائحتين الاسكندنافيتين، عبد الصمد الجود، وأكدوا أن اللقاءات التي كانت تجمعهم به تناولت الحديث عن «الجهاد»، ولم تتطرق أبداً لـ«الإرهاب». وأقر جل المتهمين بتبني الفكر المتطرف، في الوقت الذي أعلن بعضهم صراحة موالاته لتنظيم «داعش». وقال سعيد توفيق، البالغ من العمر 23 سنة، وهو جندي سابق، أمام المحكمة إنه «مقتنع بفكرة التشدد»، وأضاف: «لو كنت متشبعاً بالفكر المتطرف من قبل لنفذت عمليات في الثكنة العسكرية التي كنت أعمل فيها»، وذلك في اعتراف خطير من المتهم الذي أكد أنه تواصل مع جماعات متطرفة في أفغانستان.
وسجل المتهم ذاته أنه متفق مع «قتل الأجانب والانتقام منهم بسبب الجرائم التي يرتكبونها في حق المسلمين بسوريا وعدد من المناطق الأخرى»، بيد أنه قال إنه يفضل «قتل الرجال بدلاً عن النساء»، وذلك في مؤاخذة منه على الجود ورفاقه لقتل السائحتين الاسكندنافيتين.
ومن جهته، اعترف نور الدين بلعابد (30 سنة) الذي أدين سابقاً بثلاث سنوات سجناً بسبب إشادته بالإرهاب، في أثناء الاستماع إليه، بتأييده لتنظيم «داعش» وأفكاره، وأكد أنه فكر في الالتحاق بجماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، قبل أن يعدل عن الفكرة في الأخير.
ويواجه المتهمون في القضية، ومن ضمنهم أجنبي واحد يدعى كيفن زولر غويرفوس (25 عاماً)، سويسري - إسباني الجنسية مقيم في المغرب، تهم «التخطيط للقيام بأعمال إرهابية داخل المملكة، تستهدف السياح ورجال الدرك والأمن وبعض المواقع السياحية، وتهمة عدم التبليغ عن جريمة، والإشادة بالإرهاب وبعملية قتل السائحتين الاسكندنافيتين».
وكانت الجلسة السابقة من المحاكمة، في 30 مايو (أيار) الماضي، قد سجلت اعتراف كل من عبد الصمد الجود (25 سنة) ويونس أوزياد (27 سنة) بذبح الضحيتين، كما اعترف رشيد أفاطي (33 عاماً) بتصوير الجريمة، ليعمم التسجيل في منتديات مؤيدي تنظيم «داعش» بمواقع التواصل الاجتماعي. وفي المقابل، أكد مرافقهم في أثناء التحضير للجريمة عبد الرحيم خيالي (33 سنة) أنه «ندم» وترك المجموعة قبل تنفيذ العملية. وأثار تسجيل فيديو غداة الجريمة يوثق ذبح الضحيتين في مواقع التواصل الاجتماعي ذعراً وصدمة، ويشتبه بأن مصوره من بين المتهمين، كما ظهر المتهمون الأربعة في فيديو آخر بُثّ إثر ذلك وهم يعلنون مبايعتهم لزعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، وفي خلفية المشهد راية التنظيم المتطرف. ويقول المحققون إن هذه «الخلية الإرهابية» استوحت العملية من آيديولوجيا تنظيم «داعش»، لكنها لم تتواصل مع أفكار الجماعة المتطرفة في العراق وسوريا. ولم يعلن التنظيم، من جهته، مسؤوليته عن الجريمة.