شركة بريطانية تمثل سامر فوز الخاضع للعقوبات الدولية

رجل الأعمال القريب من الأسد يدير محطة تلفزيونية وموقعاً للدعاية في بريطانيا

سامر فوز يتحدث من خلال مقابلة تلفزيونية (يوتيوب)
سامر فوز يتحدث من خلال مقابلة تلفزيونية (يوتيوب)
TT
20

شركة بريطانية تمثل سامر فوز الخاضع للعقوبات الدولية

سامر فوز يتحدث من خلال مقابلة تلفزيونية (يوتيوب)
سامر فوز يتحدث من خلال مقابلة تلفزيونية (يوتيوب)

يسيطر رجل أعمال سوري قوي، من الخاضعين للعقوبات الدولية بسبب دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد، على محطة تلفزيونية عبر إحدى الشركات في لندن بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية نشر في عدد الأمس.
ويدير سامر فوز (46 عاما) إحدى الشركات البريطانية التي تعمل كوكيل عنه، ولكنه يبدو أنه يدير أيضا محطة تلفزيونية وموقعا للدعاية عبر شركتين أخريين. وحقق فوز ثروة كبيرة من خلال صفقات بيع القمح بين نظام الأسد والأكراد السوريين، ومن خلال مشروعات البناء على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من الأسر السورية التي فرت من الحرب في البلاد. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رجل الأعمال السوري سامر فوز وعائلته وهو أحد رجال الأعمال المقرب بصلات وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، واتهمت وزارة الخزانة فوز وعائلته في بيان الثلاثاء الماضي، بـ«التربح وكسب ملايين الدولارات من تطوير العديد من العقارات التي فر أصحابها جراء الحرب السورية ودعم النظام الاستبدادي لحكم بشار الأسد».
وتأتي أنباء اهتماماته التجارية في المملكة المتحدة إثر تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، أول من أمس، جاء على وصف سياسة العقوبات التي أقرتها الحكومة البريطانية بأنها «سياسة مجزأة وتفتقر للتماسك»، بحسب صحيفة «التايمز».
ويواصل فوز إدارة أعماله في بريطانيا، رغم العقوبات المالية من الاتحاد الأوروبي وقرار حظر السفر المفروض عليه اعتبارا من يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال الاتحاد الأوروبي بأن فوز يزود النظام السوري بالدعم المالي، وغير ذلك من أوجه الدعم، بما في ذلك تمويل قوات الأمن العسكرية.
وقال سيجال ماندلكر وكيل وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية في بيان، بأن عائلة سامر فوز وأقاربه وإمبراطوريته التجارية، استغلوا فظائع الصراع السوري لحصد الأرباح وبناء مشاريع تطوير فاخرة على الأراضي المسروقة من السوريين الفارين من وحشية النظام السوري». وكان سامر فوز قد صرح لصحيفة التايمز، العام الفائت، بأنه يفكر في الاستثمار في بريطانيا. وقد أصبح مديرا ومالكا مشاركا لشركة مورغان في عام 2014. وتعتبر تلك الشركة غير مفعلة ماليا، غير أن حساباتها في فبراير (شباط) الماضي، تفيد بأنها كانت تقوم مقام الوكيل خلال العام السابق.
وكان اسم فوز قد أدرج على قائمة سجل الشركات البريطانية، وبأنه يحمل الجنسية التركية ويعيش في تركيا. ويرجع عنوان مراسلاته ومكتبه المسجل في البلاد إلى مؤسسة «موركروفتس» للمحاماة في مارلو، في باكينغهامشاير (ببريطانيا). ومن بين المديرين الآخرين في الشركة جعفر الشريف الفاضل، 73 عاما، والذي يعيش في لبنان، وهو مدير لشركة تسمى «لنا تي في»، التي يوجد مكتبها المسجل في منزل شبه منفصل في هارو، بشمال غربي العاصمة لندن.
وتغطي العقوبات الأميركية محطة «لنا» التلفزيونية في لبنان، التي وصفتها وزارة الخزانة الأميركية بأنها مملوكة وتحت سيطرة سامر فوز، وتستخدم في تسهيل الاستثمارات في سوريا.
وهناك أيضا قناة «المنبر» التلفزيونية، وهي شركة إعلامية بريطانية أخرى تحت إدارة الفاضل، وهي غير مدرجة على العقوبات المالية الأميركية. وهي عبارة عن موقع ينطق باللغة العربية ويركز على الأنباء الاقتصادية المؤيدة للنظام السوري.
وتم فرض العقوبات على فوز وأخويه عامر وحسين والشركات المملوكة لأسرة فوز المتحدرة من مدينة اللاذقية السورية. وأدرجت وزارة الخزانة ثلاث شركات هي شركة المهيمن للنقل والمقاولات وشركة أمان دمشق وشركة أمان للمساهمة، على قائمة الكيانات المحظور التعامل معها تحت طائلة العقوبات الأميركية، في محاولة لقطع الإمدادات الحيوية والتمويلات النقدية عن النظام السوري الحاكم.
يعد فوز من الدائرة المقربة للرئيس الأسد، ولكنه تفادى الوقوع تحت طائلة العقوبات، وسافر على نطاق كبير خلال السنوات الماضية. وتوجد شركته الرئيسية، شركة «إيه إس إم إنترناشيونال تريدينغ»، في مدينة دبي الإماراتية. ونقلت الصحيفة البريطانية، عن مصادر من الولايات المتحدة، قولها بأن فوز يحتفظ بجواز سفر من جزيرتي سانت كيتس، ونيفيس، الواقعتين في منطقة البحر الكاريبي. وهما توفران حق الجنسية لكل استثمار يتجاوز 150 ألف دولار فقط. وأتاح له ذلك الجواز دخول منطقة الشنغن الأوروبية من دون تأشيرة. كما قالت الولايات المتحدة بأن مصالح عائلة فوز قد سهلت وصول شحنات النفط الإيراني إلى سوريا عبر شركته في لبنان. وتعتبر تلك الصفقات خرقا واضحا وصريحا للقيود الأميركية المفروضة على تجارة النفط مع طهران.



اليمن: موجة نزوح واسعة جراء تصاعد القمع الحوثي... وتدهور الأوضاع

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
TT
20

اليمن: موجة نزوح واسعة جراء تصاعد القمع الحوثي... وتدهور الأوضاع

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

دفع تدهور الأوضاع المعيشية وحملات الاعتقال الحوثية والضربات الأميركية المكثفة، سكاناً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى ترك منازلهم ومناطقهم والنزوح القسري إلى أماكن بديلة بحثاً عن الأمان وسبل العيش الممكنة.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بمغادرة مئات الأسر خلال الأيام الأخيرة مناطق عدة في شمال صنعاء وجنوبها، مرجعة ذلك إلى انقطاع سبل العيش، وتصاعد حملات القمع والاعتقال والمخاوف من احتمالية تعرُّض أحيائهم لغارات أميركية تستهدف منازل القادة الحوثيين.

وأبدى سكان في صنعاء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، خشيتهم من تفاقم الظروف الإنسانية والأمنية جراء التصعيد والضربات الجوية، مؤكدين أنهم يعتزمون النزوح برفقة أسرهم.

إضافة إلى ذلك، تحدثت المصادر عن حالة من السخط في أوساط العائلات المشردة من مساكنها في المدينة ضد قادة الجماعة الحوثية بفعل استدعائها الضربات الأميركية ومسارعتها بعد ذلك إلى تأمين نفسها وذويها، وتركهم عرضة للمخاطر.

لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)
لقطة جوية لمخيم الجفينة في محافظة مأرب الذي يُعدّ أكبر مخيمات النزوح في اليمن (إكس)

ويفيد أحمد الذي نزح حديثاً من صنعاء إلى إب، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه لم يعد هناك أي أمان في صنعاء نتيجة التدهور في كل الجوانب المعيشية والأمنية والإنسانية، وهو الأمر الذي أرغمه وكثيراً من العائلات على ترك المدينة.

وأكدت مصادر عاملة في شركات النقل الداخلي بصنعاء وجود إقبال ملحوظ باليومين الماضيين على شراء تذاكر سفر للمغادرة من صنعاء إلى محافظات أخرى منها إب وتعز، ومدن أخرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

موجة نزوح

أكدت مصادر إغاثية ارتفاع موجة النزوح منذ مطلع الشهر الحالي لأسر قادمة من مناطق عدة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين منها صنعاء وعمران وصعدة، وتوقعت المصادر أن تكون هذه الموجة من النزوح بداية لموجة أوسع إذا استمر التصعيد العسكري الحوثي والأميركي في الأيام المقبلة.

واستقبلت محافظة مأرب (شرق صنعاء) - بحسب المصادر - أعداداً من الأسر النازحة جراء التصعيد والغارات والانتهاكات الحوثية، حيث استقر البعض منها في المخيمات، بينما ذهب البعض الآخر للعيش عند الأقرباء والأصدقاء داخل مدينة مأرب.

وسبق أن حذرت تقارير دولية من تصاعد جديد في موجة النزوح الداخلي باليمن، متوقعة أن يصل عدد النازحين بحلول نهاية العام الحالي إلى 5.1 مليون شخص.

مجموعات من النازحين اليمنيين في صعدة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها (إعلام محلي)
مجموعات من النازحين اليمنيين في صعدة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها (إعلام محلي)

وبتقرير حديث لها، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 70 أسرة يمنية خلال الأسبوع الفائت، لأسباب أمنية واقتصادية، وذكرت أن مصفوفة تتبُّع النزوح الخاصة بها، رصدت نزوح 70 أسرة (420 فرداً) بالفترة من 13 إلى 19 أبريل (نيسان) الحالي.

وأوضحت المنظمة أن أغلبية الأسر النازحة كانت تقيم في صنعاء وسط مخاوف من الضربات الجوية.

واتجهت الأسر النازحة إلى مناطق أكثر استقراراً، منها تعز التي استقبلت العدد الأكبر منها بواقع 38 أسرة، ثم مأرب بعدد 28 أسرة، والحديدة بـ4 أسر.

وذكر التقرير أن 91 في المائة من إجمالي حالات النزوح الجديدة؛ (64 أسرة) نزحت جراء العوامل المتعلقة بالسلامة والأمن نتيجة الصراع، بينما نزحت 6 أسر وبنسبة 9 في المائة لأسباب تتعلق بالعوامل الاقتصادية المرتبطة بالصراع.

وأوضح التقرير أن 60 في المائة من الأسر النازحة بحاجة إلى الدعم المالي، و32 في المائة بحاجة لخدمات المأوى، و6 في المائة بحاجة للمواد الغذائية، بينما تحتاج البقية للمواد غير الغذائية ولسبل العيش.

ومع تسجيل هذه الدفعة الجديدة من النازحين، يرتفع إجمالي عدد الأسر التي أُجبرت على مغادرة منازلها منذ مطلع العام الحالي إلى 703 أسر، أي ما يعادل 4218 فرداً.