حزب صهيوني يتحول إلى يهودي عربي مشترك

الأمينة العامة لحزب «ميرتس» تمار زانبيرغ
الأمينة العامة لحزب «ميرتس» تمار زانبيرغ
TT

حزب صهيوني يتحول إلى يهودي عربي مشترك

الأمينة العامة لحزب «ميرتس» تمار زانبيرغ
الأمينة العامة لحزب «ميرتس» تمار زانبيرغ

يشهد حزب اليسار الصهيوني الاشتراكي الإسرائيلي «ميرتس»، في الأسبوعين الأخيرين نقاشات معمقة في صفوف قيادته العليا والميدانية، لغرض تحويله إلى حزب يهودي عربي مشترك.
وقد بلغت هذه النقاشات أوجها أمس الخميس، بإعلان اثنين من المشاركين هما عيساوي فريج وموسي راز، عن خوض الانتخابات القادمة برئاسة مشتركة يهودية عربية. وأكدا أنهما يريان فرصة ذهبية في خوض الانتخابات القريبة القادمة، التي ستجري في 17 سبتمبر (أيلول). وللحزب رئيسان، أحدهما عربي والآخر يهودي. وحسب النائب فريج، فإن هناك حاجة ملحة جداً لتشكيل حزب قوي يهودي عربي، يعمل بشراكة وتآخٍ بين الشعبين ويمهد للسلام الحقيقي بينهما.
وأضاف موسي راز أن «اليسار الإسرائيلي يحتاج إلى أمل، وما من أمل حقيقي في هذه المنطقة لتسوية الصراع إلا إذا عرف العرب واليهود في إسرائيل كيف يتعايشون معاً بسلام. فإذا عرفوا فستكون هذه بشرى هائلة للمواطنين اليهود والعرب». وقال فريج: «العرب منحوا حزب (ميرتس) أكثر من ثلث الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة، التي جرت في 9 أبريل (نيسان) الماضي. وهذه فرصة ذهبية للرد عليهم بالاحترام اللازم». وأضاف، خلال لقاء مع نشطاء الحزب اليهود والعرب: «الشراكة اليهودية العربية هي الأمل». ومعروف أن ناشطين ومثقفين كثيرين من يهود وعرب، يسعون لتشكيل قائمة يهودية عربية تخوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة، بعد شهرين. ويرى هؤلاء أن الأحزاب القائمة لا تحقق الهدف المنشود للتغلب على حكومة بنيامين نتنياهو، وخلعه من رئاسة الحكومة. ولكي يصبح الأمر ممكناً لا بد من توحيد الصفوف. ولكن القائمة المشتركة التي تمثل المجتمع العربي قد تفككت، بمبادرة من أحد قادتها. وتدور في صفوفها صراعات كثيرة حول الكراسي، إذ إن كل حزب يطلب لنفسه مقعداً إضافياً.
وكان قادة حزب «ميرتس»، وفي مقدمهم الأمينة العامة، تمار زانبيرغ، يجسون النبض مع حزب العمل، كي يخوض الحزبان الانتخابات معاً. وقالت إن الأحزاب العربية غير ناضجة لقبول شراكة كهذه. لذلك لا بد من التفاهم مع العمل و«فيما بعد نجد صيغة تتيح لهم ولنا التعاون والسعي لتطوير التعاون إلى ما هو أكبر وأوسع».
لكن فريج وراز ينتميان إلى تيار قوي يتصاعد وزنه باستمرار، ويطالب بأن يتحول الحزب إلى حزب يهودي عربي يضم الوطنيين من الطرفين. وسيخوض كلاهما معاً التنافس على منصب الأمين العام، في الانتخابات الداخلية على رئاسة الحزب في الـ27 من الشهر الجاري، وأن يخوض قادة الصف الثاني والثالث الانتخابات على تركيبة القائمة، وستقام في 11 يوليو (تموز) القادم.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.