إجماع عربي على استنكار وإدانة العمل الإرهابي ضد ناقلتي نفط في خليج عمان

TT

إجماع عربي على استنكار وإدانة العمل الإرهابي ضد ناقلتي نفط في خليج عمان

أجمعت الدول العربية أمس على استنكارها وإدانتها للعمل الإرهابي الذي تعرضت له ناقلتا نفط في خليج عمان، مؤكدة أن الهجومين يمثلان «تهديداً للسلم والأمن الدوليين» وابتزازاً خطيراً للمجتمع الدولي بأسره عبر تهديد أمن الممرات البحرية وطرق التجارة وسلامة المنشآت البحرية، ومؤكدة أن التداعيات الاقتصادية لهذه العمليات الإرهابية التخريبية ستنعكس على حركة الاقتصاد العالمي أجمع.
ويأتي العمل الإرهابي الذي تعرضت له ناقلتا نفط في خليج عمان، هو الثاني بعدما يقرب من شهر على الاعتداءات التي تعرضت لها 4 ناقلات قبالة إمارة الفجيرة الإماراتية عند مضيق هرمز، في 12 مايو (أيار) الماضي، الأمر الذي يزيد من خطورة الأعمال التخريبية التي تؤثر حركة الملاحة الدولية، وكانت السعودية والإمارات والنرويج عرضت النتائج الأولية للتحقيقات في الهجوم على أعضاء مجلس الأمن.
في الوقت الذي أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أن الهجومين اللذين تعرضت لهما ناقلتان في خليج عمان يمثّلان تهديداً للسلم في المنطقة. وأدان استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان داعياً «العالم لاتخاذ الإجراءات اللازمة».
وأبلغ الصباح مجلس الأمن الدولي، حيث ترأس أول من أمس إحدى جلساته، بأن الهجوم على ناقلتين في خليج عُمان يمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وجاء الهجومان «ضمن سلسلة أعمال تخريبية من شأنها تقويض سلامة الملاحة البحرية».
ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية أمس، اتخاذ أي إجراءات غير اعتيادية، مؤكدا أن الدولة لم تعلن «حالة الاستعداد القصوى» كما تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية طارق المزرم، إنه لا صحة للأخبار المتداولة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن إعلان حالة الاستعداد القصوى في دولة الكويت، مبينا أنه «لم يتم الإعلان عن إجراءات قصوى».
وقالت شركة ناقلات النفط الكويتية، في بيان، أمس، إن «ناقلات النفط الكويتية تسير بشكل طبيعي ومستعدون لأي طارئ». وأعلنت عن اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الاحترازية الأمنية اللازمة لضمان التشغيل الآمن لأسطولها البحري. وأضافت أن أسطول الشركة البحري لم يتأثر بالحوادث الأخيرة المؤسفة التي وقعت في خليج عمان والمنطقة، ولا سيما الحادث المؤسف الذي تعرضت له ناقلتان لحادثين منفصلين أمس، لافتة إلى أنها تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن. وتابعت أنها تقوم بدورها على أكمل وجه ولديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالمية.
وأعلنت مصر أنها تتابع ببالغ الاهتمام والقلق الأنباء عن تعرض ناقلتي نفط في خليج عُمان، صباح أمس، لحادث أسفر عن وقوع انفجارات وحرائق على متن الناقلتين. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية تأكيده أن مصر ترصد الموقف بشكل وثيق، وما قد يسفر عنه التحقيق من تحديد الملابسات والمسؤولية عن الحادث.
وشدد المتحدث على إدانة مصر لأي أعمال تقوض حرية الملاحة وتستهدف أمن وسلامة الممرات المائية والبحرية بمنطقة الخليج.
كما أدانت وزارة الخارجية العراقية، أمس، الهجوم الذي استهدف مطار «أبها» المدني في السعودية وتبنته ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران وكذلك ما تعرضت له الناقلتان اللتان أبحرت إحداهما من المملكة العربية السعودية والأخرى من الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة وقوفها ضد أي اعتداء ورفض التصعيد في المنطقة.
وكانت وكالة الأنباء العمانية ذكرت أمس تعرض ناقلتي نفط لانفجارات في المياه الدولية ببحر عُمان. وأشارت إلى أنه تم إخلاء طواقم الناقلتين بعد اشتعال النيران فيهما، مشيرة إلى أن إحدى الناقلتين كانت ترفع علم النرويج والأخرى جزر مارشال ويطلق على السفينة الأولى «فرونت التير» وتشغلها شركة الشحن النرويجية «فرونتلاين» والثانية «كوكوكا كاريدجس» وتملكها شركة كوكوكا سانجيو اليابانية.
وبينت أن إحدى الناقلتين كانت تحمل شحنة نفط والأخرى منتجات بتروكيماوية حيث لحقت بإحداهما أضرار جسيمة نتج عنها إصابة طفيفة لأحد أفراد طاقمها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.